مظاهرات العراق.. حراك متصاعد يهدد بإسقاط الحكومة وحصار نفوذ إيران
الاستجابة إلى الاضطرابات أثارت مواجهات مستمرة مع المحتجين في جميع أنحاء البلاد
عبر شبكات التواصل الاجتماعي، اتفق شباب بالعراق على تنظيم مظاهرات حاشدة في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعد أن ضاقوا ذرعا بالنخبة السياسية في البلاد التي يلقون عليها باللوم في كثير من مشاكلهم.
إلا أن الرصاص وقنابل الغاز وخراطيم المياه كانت الرد السريع الذي قابلت به السلطات العراقية الشباب المنتفض، لتدخل البلاد من جديد في دوامة عدم الاستقرار، بعد أن بدأت تلتقط أنفاسها من الحرب الدموية ضد تنظيم داعش الإرهابي، وفق تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية حول الأزمة.
- إصابة 10 متظاهرين عراقيين برصاص مليشيا إيرانية
- قوات الأمن العراقية تطلق النار على المتظاهرين في بغداد
وأوضحت الوكالة أن الاستجابة للاضطرابات أثارت مواجهات مستمرة مع المحتجين في جميع أنحاء البلاد، وحصدت أرواح أكثر من 40 شخصا في 3 أيام، فيما أصيب المئات.
وأشار التقرير إلى أن الاضطرابات في العراق، الدولة المحورية في السياسة الأمريكية بشأن الشرق الأوسط، تأتي في لحظة حرجة بالمنطقة وسط تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة.
ويعد الطرفان المتصارعان في الشرق الأوسط حلفاء لحكومة بغداد، إذ يستضيف العراق الآلاف من جنود القوات الأمريكية، كما أنه يمثل موطنا للمليشيات المدعومة من إيران، الأمر الذي يفاقم من تحوله إلى ساحة معركة بين الجانبين.
من هم المحتجون؟
الوكالة الأمريكية عرضت نظرة على أحداث الأسبوع الماضي، لتبدأ بالمحتجين؛ إذ قالت إن معظمهم شباب في بداية العشرينيات وهم غاضبون ومحبطون من النخبة الحاكمة التي يرون أنها بددت ثروة العراق النفطية لعدة سنوات.
كما كان من بين المحتجين المئات من خريجي الجامعات الجدد، ذكورا وإناثا، الذين لا يمكنهم العثور على وظائف، إلى جانب معلمين ورجال ونساء كبار في السن ونشطاء بالمجتمع المدني.
واحتشدوا جميعهم على الإنترنت من خلال وسم (هاشتاق) "أتظاهر من أجل حقوقي"، وفي الشوارع، رفعوا الأعلام العراقية أو لفوا أنفسهم بها.
وأوضحت "أسوشيتد برس" أن مظالم العراقيين تتضمن في ارتفاع معدلات البطالة وقلة الفرص واستشراء الفساد الذي يتصدر الشكاوى.
وجاء العراق بالمرتبة الحادية عشرة في تصنيف الفساد العالمي لعام 2017، وقال البنك الدولي إن بطالة الشباب في العراق أكثر من 20%.
لماذا الآن؟
كان الضغط يتزايد منذ إعلان انتهاء المعركة ضد داعش في 2017، وحتى قبل ذلك.
وبعد انتهاء القتال كانت أجزاء كبيرة من العراق مدمرة، ونزح عشرات الآلاف من الناس، ولم تكن لديهم منازل ليعودوا إليها، حتى إن خدمات الكهرباء والمياه المعروفة بعدم جودتها أصبحت أسوأ.
وكانت هناك احتجاجات دورية في السنوات الأخيرة، وتحديدا في أشهر الصيف الحارة، عند انقطاع الكهرباء ونقص المياه في أسوأ حالاتهما؛ حتى إن مدينة البصرة (جنوب) شهدت احتجاجات عنيفة وشغبا الصيف الماضي بعد مرض آلاف الأشخاص بسبب المياه الملوثة.
كما منحت الحرب ضد داعش نفوذا غير مسبوق إلى المليشيات المدعومة من إيران المعروفة باسم قوات الحشد الشعبي، التي حاربت التنظيم الإرهابي إلى جانب الجيش العراقي.
السياق الإقليمي
يرى التقرير الذي أعدته "أسوشيتد برس" أن العنف الذي يجتاح العراق بعد انتشار الاحتجاجات إلى معظم محافظاته يضع رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي في وضع حرج، إذ يهدد بإسقاط حكومته مع تصاعد التوترات الإقليمية.
وأشار إلى أنه على الرغم من ارتفاع حصيلة القتلى فإن عبدالمهدي لم يلق خطابا للأمة إلا لإلقاء اللوم على من سماهم "المتسللين" بين المحتجين في التحريض على العنف، واعدا بمعالجة مشاغلهم.
ويطالب المحتجون باستقالة حكومته، لكن خطوات مثل حظر التجوال وحجب الإنترنت تشير إلى موقف متشدد.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEyNCA=
جزيرة ام اند امز