فاتورة مناهضة إخوان تونس.. نواب بمرمى الإرهاب
تهديدات لقيادات حزبية معروفة بانتقادها الدائم للنهضة الإخوانية ولسياساتها الفاشلة.
تهديدات إرهابية تستهدف نوابا بالبرلمان التونسي، يتقاطعون جميعهم عند انتمائهم لأحزاب مناهضة للإخوان في البلاد، في وقت يشهد على انشغال المسؤولين بمواجهة فيروس كورونا.
مخاطر إرهابية تهدد حياة كل من زهير المغزاوي، الأمين العام لحركة الشعب القومية، وسامية عبو، النائبة عن حزب التيار الديمقراطي، وعبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر.
قيادات حزبية معروفة بانتقادها الدائم لحركة النهضة الإخوانية، ولسياساتها الفاشلة منذ توليها الحكم سواء في شكل ائتلاف أو فردي.
مصادر أمنية مطلعة قالت لـ"العين الإخبارية" إن وحدات مكافحة الإرهاب في تونس أبلغت النواب الثلاثة بوجود خطر إرهابي يهدد حياتهم، واصفة التهديدات بـ"الجدية".
ورصدت عمليات استخباراتية تقوم بها فرقة مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الداخلية، في تونس هذه التهديدات التي تحاصر النواب الثلاثة.
وأكد المغزاوي تلقيه تحذيرات من وزارة الداخلية في هذا الصدد، لافتاً إلى تعهدها بتوفير الحماية والمرافقة الأمنية له في مختلف نشاطاته الحزبية والسياسية.
لكن المغزاوي، الذي يعد أحد قادة حركة الشعب المناهضة للإخوان، أكد أن التهديدات الإرهابية له تلاحقه منذ سنة 2014.
وحصلت حركة الشعب التونسية على تأشيرة النشاط السياسي بعد عام 2011، وكان يقودها محمد البراهمي الذي تم اغتياله يوم 25 يوليو/تموز 2013.
وسبق أن نبهت وزارة الداخلية التونسية، مطلع 2020، رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسى بوجود تخطيط لاستهدافها.
وعبير موسى، تعد أشد المعارضين لأخونة المؤسسات التونسية، وحلت في المركز الثالث بالانتخابات الرئاسية المقامة أواخر العام الماضي، تعرضت لحملة تكفيرية داخل البرلمان من قبل نواب ائتلاف الكرامة (أحد أذرع حركة النهضة).
وفي تعليق منها على التهديدات الأخيرة، قالت عبير موسى لـ"العين الإخبارية"، إن مكافحة الإرهاب يجب أن تنطلق من "محاسبة الحاضنة السياسية التي سهلت تغلغل هذه الآفة في تونس وسهلت عمل الإرهابيين"، في إشارة إلى حركة النهضة.
وأكدت موسى أنها لن تتوانى في الدفاع عن الأسس المدنية للدولة التونسية والوقوف أمام كل التيارات ذات النزعات المتطرفة.
تحركات مشبوهة غرباً
ولم تتوقف الجماعات المسلحة عن النشاط في التخوم الغربية للبلاد التونسية، خاصة في التلال الوعرة لجبال الشعانبي والسلوم وسمامة.
وتمكنت الداخلية التونسية، خلال هذا الأسبوع، من القضاء على عنصرين إرهابيين، في كمين أعدته قوات من الدرك بسفوح جبال محافظة القصرين (غرب)، وقع تصنيفهما بالخطيرين.
وبالأسبوع نفسه، نجحت القوات الأمنية في إحباط عملية إرهابية كانت تخطط لاستهداف إحدى المؤسسات الأمنية بالبلاد خلال شهر رمضان المقبل.
وبحسب المعلومات الرسمية، فإن إرهابيا كان سيقوم بتنفيذ "عملية رمضان" على طريقة "الذئاب المنفردة"؛ حيث شرع في توفير المواد والأدوات اللازمة لتحضير وصنع مواد متفجرة، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه.
ويرى الخبير الأمني التونسي صفوان بن علي أن الحركات الإرهابية تبحث عن الثغرات لتنفيذ مخططاتها خلال هذه الفترة التي تتركز الجهود الأمنية فيها بالخصوص على مجابهة فيروس كورونا وفرض الحجر الصحي.
واعتبر بن علي أن الخطر الإرهابي المستمر منذ 2011، لا يمكن أن يجد نهايته في تونس إلا بتجفيف منابع "التكفير" ومقاومة التطرف ووضع استراتيجية لمحاسبة الحواضن الفكرية والسياسية لهذه التيارات المتشددة.
و"المد التكفيري" تيار برز في تونس منذ عام 2013، ويقول محللون إن حاضنته الأساسية بالبلاد هي حركة النهضة الإخوانية.
وأسهم هذا المد في اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد وجنود ورجال أمن على امتداد السنوات الأخيرة، بحسب الخبير.
aXA6IDMuMTM1LjE4OS4yNSA= جزيرة ام اند امز