وفاة تيري فينابلز.. أيقونة النجاح في كرة القدم العالمية
رحل تيري فينابلز أحد أهم نجوم كرة القدم الإنجليزية لاعبا ومدربا، عن عمر 80 عاما يوم الأحد، في خبر حزين لأندية لندن وبرشلونة الإسباني.
وأعلنت عائلة فينابلز في بيان لها وفاة لاعب تشيلسي الإنجليزي السابق عن عمر 80 عاما، وقالت: "لقد دمرنا تماماً فقدان الزوج والأب الرائح الذي توفي السبت، بعد صراع طويل مع المرض".
وأضاف: "نطلب منحنا الخصوصية في هذا الوقت الحزين للغاية، للسماح لنا بالحزن على فقدان هذا الرجل الجميل الذي كنا محظوظين جدًا بوجوده في حياتنا".
ومن جانبها، نعت رابطة مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز رئيسها السابق فينابلز من خلال تصريحات للرئيس التنفيذي ريتشارد بيفان: "نشعر بحزن عميق لسماع نبأ وفاة العضو والرئيس السابق لها، أفكارنا مع جميع أفراد عائلته في هذا التوقيت الصعب".
من هو تيري فينابلز؟
يمتلك تيري فينابلز سيرتين ذاتيتين غاية في النجاح، الأولى كلاعب استمرت من 1960 إلى 1976 وأخرى كمدرب بدأت في عام الاعتزال وحتى 2007.
كلاعب، مثّل فينابلز فريق تشيلسي من 1960 إلى 1966 حيث حقق لقباً لكأس الدوري ثم انضم إلى توتنهام هوتسبير بين 1966 و1969، ليحرز كأس الاتحاد الإنجليزي والدرع الخيرية.
وبعدها لعب فينابلز بين صفوف كوينز بارك رينغرز في الفترة من 1969 و1975، ثم أنهى مشواره في القسم الثالث مع كريستال بالاس.
مدرب أسطوري
اشتًهر فينابلز أكثر كمدرب لعدد من أهم أندية إنجلترا والعالم، حيث أنه كلاعب لم يحقق الكثير ولم يلعب بقميص منتخب إنجلترا إلا مباراتين، ولكنه لامس المجد كمدير فني في مواقف عديدة.
بداية فينابلز التدريبية جاءت مع الفريق الذي أنهى معه مشواره كلاعب كريستال بالاس وذلك لمدة 4 سنوات ثم كوينز بارك رينغرز لنفس الفترة.
الفترة التي قاد فيها بالاس للصعود من القسم الثالث للقسم الأول (الدوري الممتاز حالياً) ثم قيادة رينغرز من القسم الثاني للأول بجانب نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ضد توتنهام هوتسبير، قادته إلى برشلونة لاحقا.
وخلال فترة 3 سنوات في برشلونة، قاد فينابلز العملاق الكتالوني لتطبيق الأسلوب الإنجليزي المعتاد بطريقة اللعب 4-4-2.
وقاد فينابلز مواطنه غاري لينكر هداف كأس العالم 1986 والويلزي مارك هيوز من مانشستر يونايتد للانتقال للبارسا في صيف 1986.
وقاد فينابلز برشلونة للقب الدوري في 1985 وكأس الملك في السنة التالية إلى جانب التأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا والخسارة بركلات الترجيح 0-2 ضد ستيوا بوخارست الروماني بعد تعادل سلبي.
نهائي ستيوا وبرشلونة كان الأول في المسابقة الأوروبية عبر التاريخ، الذي يحسمه التعادل السلبي.
لكن الرحلة لم تتواصل بنجاح حيث أقيل من منصبه في سبتمبر/ أيلول 1987، بعد فشله في تكرار الإنجاز الأوروبي والخروج ضد داندي يونايتد الإسكتلندي في ربع نهائي كأس اليويفا.
بعدها قاد توتنهام هوتسبير لـ4 سنوات بين 1987 و1991 ليحقق معهم ثنائية كأس الاتحاد الإنجليزي والدرع الخيرية في 1991.
تجربة إنجلترا
لكن تبقى التجربة الأبرز لفينابلز هي قيادة منتخب بلاده إنجلترا في الفترة من 1994 إلى 1996 وتحديداً خلال منافسات كأس أمم أوروبا التي استضافها "الأسود الثلاثة" تحت شعار "عودة كرة القدم لمهدها".
وقاد فينابلز إنجلترا لتقديم أداءات رائعة والتفوق على هولندا في دور المجموعات 4-1 ثم إسقاط إسبانيا في ربع النهائي، لكن المسيرة توقفت ضد العقدة القديمة والبطل اللاحق لتلك النسخة ألمانيا بركلات الترجيح بعد تعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، علماً بأن كتيبة تيري كانت قريبة في أوقات عديدة من الفوز.
وتولى فينابلز بعد رحيله عن إنجلترا المسؤولية الفنية للمنتخب الأسترالي في الفترة من 1996 إلى 1998، ليحقق معهم إنجاز التأهل لنهائي كأس القارات قبل السقوط المدوي ضد البرازيل بنتيجة 0-6.
وبعيداً عن نتيجة النهائي التي فاز بها بطل العالم آنذاك، فإن أستراليا نجحت في تحقيق نتائج مذهلة بالفوز 3-1 على المكسيك والتعادل مع السامبا في المجموعات قبل الخسارة 0-1 ضد السعودية وهي هزيمة لم تؤثر على التأهل لنصف النهائي.
وتفوق رجال المدرب الراحل في نصف النهائي على أوروغواي بهدف ذهبي سجله هاري كيول، ثم جاء النهائي الذي سجل فيه الأسطورتان روماريو ورونالدو الظاهرة، بواقع هاتريك لكل لاعب.
ودخل تيري فينابلز سنة 1997، قاعة مشاهير كرة القدم الإنجليزية تقديراً على إسهاماته ونجاحاته التي رفعت اسم بلاده في عالم كرة القدم.
وبعدها قاد فينابلز كريستال بالاس وميدلسبره في تجارب قصيرة ثم أنهى مشواره التدريبي مع ليدز يونايتد في مارس/ أذار 2003، قبل أن يعمل لاحقاً كمدرب مساعد في الجهاز الفني لمنتخب إنجلترا عام 2007 مع المدرب ستيف ماكلارين.