هذا هو ملجأ الهاربين "افتراضيا" من قيود الصين على العملات الرقمية
تحولت الولايات المتحدة وكازاخستان إلى قبلة مفضلة لدى آلاف الهاربين (افتراضيا) من القيود الصينية على العملات وتعدينها داخل البلاد.
ومنذ الشهر الماضي، بدأ آلاف الصينيين تحويل حساباتهم ومنصات التداول إلى السوق الأمريكية وبعض الأسواق الآسيوية الأخرى، لاستئناف تداول وبيع وشراء العملات الافتراضية، من خلال منصات تلتف على القيود الصينية.
قبل أيام، نقلت رويترز عن مايك هوانغ، وهو مشغل مزرعة للتشفير في مقاطعة سيتشوان الجنوبية الغربية: "العديد من عمال المناجم (الرقمية) يخرجون من العمل للامتثال لسياسات الحكومة.. آلات التعدين تباع مثل الخردة المعدنية".
- الهروب الكبير لـ"معدني" العملات المشفرة من الصين.. الأسباب والوجهات
- العملات المشفرة على موعد بمفاجآت من الصين.. ما الجديد؟
أصدرت الحكومة المحلية في سيتشوان، المركز الثاني لتعدين البيتكوين في الصين بعد شينجيانغ، حظرا على العملات المشفرة قبل نحو أسبوعين، وأغلقت كثيرا من مقار تعدين العملات الافتراضية.
ويتم إنشاء البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى أو "تعدينها" بواسطة أجهزة كمبيوتر عالية الطاقة، أو منصات، تتنافس على حل الألغاز الرياضية المعقدة في عملية تستخدم بشكل مكثف للكهرباء.
وضمن جهود استئناف العمل، فتح صينيون مناجمهم مجددا في ولايات أمريكية بالتعاون مع منصات تداول عملات رقمية، الأمر الذي يزيد كلفة التعدين، نتيجة تقاسم الأرباح بين طرفين وربما أكثر.
والأسبوع الماضي، قالت شركة "BIT Mining" إنها سلمت بنجاح أول دفعة من 320 آلة تعدين إلى كازاخستان؛ حيث ستكون مقرا لصينيين آخرين تعذر عليهم استئناف أنشطتهم في السوق الأمريكية، كما سيتم تسليم الدفعة الثانية والثالثة بإجمالي 2600 آلة.
وقال هوانغ ديزي، الذي يدير مزرعة تعدين في سيتشوان، إن فريقه يستكشف أيضا الوجهات الخارجية المحتملة مثل كازاخستان.. "إذا لم تعكس الحكومة سياستها، فلن يكون لدينا خيار آخر.. لا يمكنك تحدي قرارات الحكومة المركزية".
في الوقت نفسه، تشير الحكومة الصينية بوضوح إلى أنها مستمرة في سن المزيد من اللوائح المتعلقة بالعملات المشفرة، بما في ذلك القواعد الجديدة التي من شأنها أن تجعل البورصات والبنوك أكثر صرامة في معرفة العملاء ولوائح مكافحة غسل الأموال.
** استثمار خارج الحدود
الأسبوع الماضي، قالت شركة BIT Mining إنها ستستثمر 35 مليون دولار في مراكز بيانات تعدين العملات الرقمية في كازاخستان وولاية تكساس الأمريكية، ردا على تشديد المسؤولين الصينيين للوائح بشأن تداول البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى.
وتدير الشركة المدرجة في نيويورك أيضا، مجمع تعدين تشفير يسمى BTC.com تم الاستحواذ عليه في فبراير/شباط من هذا العام من "Bitdeer Technologies" التي يسيطر عليها الملياردير الصيني السابق جيهان وو.
كذلك، بدأت شركة تشفير أخرى الانتقال إلى الخارج هربا من القمع الصيني، وهي شركة كنعان؛ حيث قالت الشركة المصنعة لأجهزة التعدين المشفرة ومقرها هانغتشو في أوائل يونيو/حزيران الجاري، إنها أنشأت أول مركز خدمة ما بعد البيع في الخارج في كازاخستان.
وجعلت أسعار الطاقة الرخيصة في كازاخستان والحدود المشتركة مع الصين، وجهة ذات شعبية متزايدة؛ وهو الآن رابع أكبر موقع لتعدين البيتكوين في العالم بحصة 6% من معدل تجزئة البيتكوين العالمي، وفقًا لمؤشر Cambridge Bitcoin لاستهلاك الكهرباء.
كما يقال إن مزيدا من شركات التشفير الصينية الأخرى تتطلع إلى نقل أعمالها إلى الولايات المتحدة؛ وبحسب ما ورد قالت شركة لوجستية مقرها في قوانغتشو إنها نقلت مؤخرا 3000 كيلوغرام من معدات تعدين البيتكوين إلى ولاية ماريلاند.
وتتخذ بعض المدن الأمريكية مسارا مختلفا، فهي تأمل في الواقع في جذب المزيد من عمال المناجم الصينيين من خلال الإشارة إلى معدلات الطاقة المنخفضة لديهم.
وصرح عمدة ميامي، فرانسيس سواريز لشبكة CNBC الشهر الجاري، أن مدينته يمكن أن تكون مركزا جديدا لشركات تعدين العملات الرقمية الصينية بإمداداتها الوفيرة من الطاقة النووية منخفضة السعر.
يُنظر إلى الهجرة المتزايدة لشركات التشفير الصينية على أنها نجاح لحملة بكين لتخليص البلاد من التعدين وتداول العملات الرقمية.
aXA6IDMuMTQyLjIxMC4xNzMg جزيرة ام اند امز