واحة أمن واطمئنان.. "الدفاع الإماراتية" بالمرصاد لصواريخ الحوثي
ضربات موجعة تتلقاها مليشيات الحوثي الإرهابية منذ بداية العام على يد "ألوية العمالقة" جعلتها في حالة هياج وارتباك ما دفعها إلى البحث عن أي "انتصار مزعوم" تحفظ به ماء الوجه.
وعملت المليشيات على تصاعد وتيرة استهداف دولتي السعودية والإمارات لدورهما الكبير في دعم قوات التحالف العربي الذي أوجعت ضرباته الحوثيين وقتلت قياداتهم وأفقدتها نفوذها على الأرض وباتت تختبئ في الجحور كالفئران أمام عملياته.
صواريخ الحوثي تم اعتراضها وتدميرها ولم تنجح في مبتغاها بإيصال صورة بأن دولة الإمارات غير آمنة، فالأمور بالبلاد تسير بصورة طبيعية في كافة المجالات دون أي تأثير في الدولة التي دائما ما تبحث عن حياة أفضل لمواطنيها والمقيمين على أراضيها.
والإثنين الماضي، استهدفت الحوثي دولة الإمارات إلا أن الضربة ردت في صدر المليشيات لتزيد عزلتها الدولية وتضيق الخناق عليها أكثر، وتزيد من إصرار العالم على الإطاحة بها، وتقربها من التصنيف عالميا كجماعة إرهابية بالإضافة إلى كونها جماعة انقلابية.
ومع تزايد الضغط الدولي حاولت المليشيات من جديد استهداف دولة الإمارات إلا أن الدفاعات الإماراتية كانت لها بالمرصاد لتظل الإمارات واحة الأمن والاطمئنان.
وفجر الإثنين، أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية اعتراض وتدمير صاروخين باليستيين أطلقتهما مليشيات الحوثي.
وقالت الوزارة إن الهجوم لم ينجم عنه أية خسائر بشرية حيث سقطت بقايا الصواريخ الباليستية التي تم اعتراضها وتدميرها في مناطق متفرقة حول أبوظبي.
وأكدت وزارة الدفاع الإماراتية أنها على أهبة الاستعداد والجاهزية للتعامل مع أية تهديدات وأنها تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الدولة من كافة الاعتداءات.
أحدث منظومات الدفاع
دولة الإمارات التي حلت بالمركز الأول عالمياً في مؤشر شعور السكان بالأمان عند تجوالهم بمفردهم، وفق تصنيف "جالوب" للقانون والنظام لعام 2021، لم يأت من فراغ حيث أدركت القيادة حجم المخاطر التي تحيط بها في منطقة تموج بالاضطرابات فعملت على تعزيز قدراتها العسكرية حيث تمتلك أحدث منظومات الدفاع.
وتشغل أبوظبي صواريخ الدفاع الجوي طويلة المدى من طراز MIM- 104 Patriot PAC-3 و"ثاد" أمريكية الصنع، بالإضافة إلى صواريخ "بانتسير-أس"1 الروسية متوسطة المدى.
قاهر الصواريخ البالستية
و MIM- 104 Patriot PAC-3 صاروخ جديد مغاير بالمهام والحجم والخصائص من إنتاج شركة لوكهيد مارتن (باك-2 إنتاج رايثيون).
تم إنتاجه خصيصًا لصد الصواريخ الباليستية والصواريخ التكتيكية وصواريخ الكروز وهو ما نجح فيه بشكل كبير جدًا مما أدخله التاريخ بقيادة الدفاع الجوي الملكي السعودي كأول نظام دفاع جوي بالعالم موثوق ومجرب يسقط المئات من الأهداف الباليستية والكروز والدرونز.
تم تطوير الصاروخ بتقنية الضرب للقتل hit-to-kill يقوم الصاروخ عبر وسائل التوجيه المتقدمة التي يمتلكها وبالاستفادة من طاقته الحركية الكبيرة باستهداف الصاروخ المعادي عبر الاصطدام به مباشرة وتدميره.
صائدة الأهداف
و"بانتسير-إس1" هو منظومة دفاع روسية تعد صائدة للأهداف فهي مضادة للطائرات وقادرة على ضرب الأهداف البرية، وأنشأت في عام 1994 وتم تسليمها للقوات الروسية في عام 2010.
وعلى مدار نحو ربع قرن (25 عاما) نجحت روسيا في تطوير هذا النظام لتغطية المنشآت العسكرية والمدنية بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي البعيدة المدى، مثل إس-300 "فافوريت" وإس-400 "تريومف" .
كما أنه نظام صاروخي يواجه جميع التهديدات التي تشمل الصواريخ والطائرات المسيرة الصغيرة، بالإضافة إلى ذلك فإن النظام قادر على ضرب الأهداف البرية المدرعة الخفيفة، وكذلك القوى البشرية للعدو.
كما تحولت عبارة "صنع في الإمارات" إلى علامة فارقة في مجال الصناعات العسكرية الدفاعية على المستويين الإقليمي والعالمي.
صواريخ "سكاي كيه نايت"
ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كشفت شركة "هالكن" الإماراتية عن منظومة صواريخ "سكاي كيه نايت"، خلال معرض الدفاع الدولي "آيدكس 2021"، لتصبح أول منظومة دفاع جوي تنتجها الإمارات محليا.
وتقول مجلة "ديفينس نيوز" إن منظومة "سكاي كيه نايت" يمكنها التصدي للصواريخ وقذائف المدفعية وقذائف الهاون والطائرات المسيرة "الدرونز" والطائرات الثابتة الأجنحة في مدى يزيد عن 10 كيلومترات.
وتعد شركة "هالكن" جزءا من قطاع الصواريخ والأسلحة في مجموعة التكنولوجيا المتقدمة لقطاع الدفاع "إيدج غروب"، التي تصنف بين أفضل 25 موردا عسكريا في العالم، بحسب الموقع الرسمي للشركة الإماراتية.
"ثاد" تنجح في مهمتها
ووفق تقرير لمجلة "ديفنس نيوز" الأمريكية فإن منظومة الدفاع الجوي الأمريكية، "ثاد"، نجحت في أول اختبار لها في ظروف قتالية.
وأوضح التقرير أن منظومة "ثاد" التي تمتلكها القوات المسلحة الإماراتية أسقطت يوم الإثنين الماضي صاروخا باليستيا متوسط المدى أطلقته مليشيات الحوثي الإرهابية على منشأة نفطية.
ونقلت المجلة عن مصدرين طلبا عدم الكشف عن هويتيهما أن "ثاد" والتي تعني، منظومة دفاع في المناطق ذات الارتفاعات العالية الطرفية، والتي تصنعها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، أسقطت صاروخا باليستيا متوسط المدى، استخدمه الحوثيون لمهاجمة منشأة نفطية إماراتية.
وتعد تلك الحالة الأولى لاستخدام "ثاد" التي تنتجها شركة "لوكهيد مارتن" في عملية قتالية، وفقا للموقع المختص بالأخبار العسكرية.
وكانت الإمارات أول دولة تحصل على ثاد من الولايات المتحدة ودربت أولى الوحدات على تشغيل هذه المنظومة في عامي 2015 و2016.
وتتميز منظومة "ثاد" بقدرة على التنقل من موقع لآخر، وبفاعليتها في اعتراض الصواريخ الباليستية داخل أو خارج الغلاف الجوي، خلال المرحلة النهائية من الرحلة.
وتستطيع "ثاد" اعتراض الصواريخ القادمة داخل وخارج الغلاف الجوي للأرض على مسافة 200 كيلومتر، مما يخفف من آثار أسلحة الدمار الشامل قبل وصولها إلى الأرض.
منظومة مسام
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية اعتزامها الاستحواذ على منظومة الدفاع الجوية الكورية في صفقة قد تصل قيمتها إلى 3.5 مليار دولار.
وقال طارق عبدالرحيم الحوسني، الرئيس التنفيذي لمجلس التوازن الاقتصادي، إن صفقة منظومة الدفاع الجوية الكورية "MSAM" ستشكل إضافة نوعية لقدرات وإمكانات الدفاع الجوي الوطنية.
وتعتبر منظومة "MSAM"، من أحدث منظومات الدفاع الجوي الصاروخي متوسط المدى ومن الأكثر تطورا في العالم، حسب وكالة الأنباء الإماراتية.
واحة للأمن
ووفق مؤسسة "جالوب" الأمريكية، حققت الإمارات المركز الأول عالميا في "مستويات شعور السكان بالأمان عند تجوالهم بمفردهم في شوارع الدولة".
وأعرب 95% من سكان الإمارات عن شعورهم بالأمان عند تجوالهم في الشوارع بمفردهم، فيما حلت النرويج بالمركز الثاني بنسبة 93% والصين ثالثا بنسبة 91%.
ومن المقاييس التي اعتمدت عليها المؤسسة، مدى شعور الناس بالأمان أثناء سيرهم بمفردهم ليلًا بالمنطقة التي يعيشون فيها، وكذلك ثقتهم في الشرطة المحلية، بالإضافة إلى ما إذا كان الشخص قد تعرض للسرقة أو الاعتداء خلال الـ12 شهرا الماضية.واحتفظت الإمارات بصدارتها على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعام الثالث على التوالي ما يعكس الجهود المبذولة من الدولة في إرساء دعائم الأمن بكافة ربوعها.
وفي مؤشر "مؤشر القانون والنظام العالمي"، حلت دولة الإمارات بالمركز الثاني عالميا حيث احتلت النرويج المركز الأول برصيد 94 نقطة من أصل 100.
وتقاسمت الإمارات والصين وسويسرا المركز الثاني برصيد 93 نقطة، وحلت فنلندا وأيسلندا وطاجيكستان في المركز الثالث برصيد 92 نقطة.
ويرصد المؤشر مستويات إقرار النظام العام والقانون في مختلف دول العالم، وأيضاً مستويات شعور السكان في كل دولة بالأمان.
وتشكل منظومة الأمن والأمان في دولة الإمارات العربية المتحدة، أساس الرفاهية والاستقرار، حيث تثبت المؤشرات والإحصاءات الدولية صدارة الدولة للمراكز الأولى في انخفاض معدلات الجرائم على المستوى العالمي.
وتؤكد تلك المراكز توجيهات القيادة الحكيمة ببذل المزيد من الجهود، وسن الكثير من التشريعات والمبادرات التي تؤسس لمجتمع آمن ومستقر، في دولة عملت ولا تزال على جعل الأمن والأمان وسيلة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، بما ينسجم مع أهداف "رؤية الإمارات 2021" التي تسعى إلى أن تكون الإمارات الأولى عالمياً في الأمن والأمان، والبقعة الأكثر أماناً على مستوى العالم.