"الأسد الأفريقي".. تعزيز التعاون ومغربية الصحراء
مناورات تُقام لأول مرة في مناطق بالصحراء المغربية، ويشارك فيها 10 آلاف جندي من مختلف الجنسيات.
بجاهزية عالية، تشهد عدد من القواعد العسكرية المغربية، بما فيها الموجودة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، نُسخة جديدة من مناورات الأسد الأفريقي العسكرية، بمشاركة أكثر من عشرة آلاف جُندي من مختلف الجنسيات.
وتُنظم هذه المناورات من طرف القوات المُسلحة الملكية المغربية (الجيش المغربي) بشراكة مع نظيره الأمريكي، بمشاركة المئات من الجنود من دول مختلفة.
وانطلقت المناورات، أمس الاثنين، وتستمر حتى 18 يونيو/ حُزيران الجاري، إذ ستشهد للمرة الأولى إقامة مناورات بالصحراء المغربية، وخاصة بمنطقة المحبس، وهي أقرب نقطة تماس مع مليشيات البوليساريو الانفصالية.
تطوير للمهارات
ويهدف التمرين السنوي الذي دأبت المملكة المغربية على احتضانه باستمرار، إلى تعزيز قدرات المناورة العسكرية للوحدات المشاركة فيه، وأيضاً تعزيز قابلية التشغيل البيني بين المشاركين في تخطيط وتنفيذ العمليات المشتركة في إطار التحالف، وإتقان التكتيكات والتقنيات والإجراءات، وتطوير مهارات الدفاع السيبراني.
كما ترمي المناورات كذلك إلى تدريب المكون الجوي على إجراء العمليات القتالية والدعم والتزويد بالوقود جوا، وتعزيز التعاون في مجال الأمن البحري وإجراء التدريبات البحرية في مجال التكتيكات البحرية والحرب التقليدية، وأخيرا القيام بأنشطة إنسانية.
ويُصنف التدريب كواحد من التدريبات الرئيسية والكبرى التي تنظمها وتديرها القيادة الأمريكية لأفريقيا (أفريكوم) بشراكة مع القوات المسلحة الملكية، بهدف تعزيز مستوى التعاون والتدريب، وزيادة قابلية التشغيل البيني، وتعزيز تبادل الخبرات والمعرفة بين المكونات العسكرية المختلفة من أجل تمكينها من تحقيق قدرتها التشغيلية الكاملة.
برنامج مكثف
بيان للجيش المغربي كشف عن برنامج مُكثف من التدريبات العسكرية، يبدأ بمحاكاة في مجال أنشطة القيادة مع مناورات جوية وبرية. كما سيشمل عمليات لمكافحة الإرهاب، وأيضا تمارين التطهير البيولوجي والإشعاعي والنووي.
وتنتظم التمارين بعدة قواعد عسكرية في المملكة، ويتعلق الأمر بمدن أكادير وتيفنيت، وطانطان والمحبس وتافراوت، وبن جرير والقنيطرة.
وإلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية، يشارك بالتمرين جنود من بريطانيا والبرازيل وكندا وتونس والسنغال وهولندا وإيطاليا، فضلا عن حلف شمال الأطلسي (الناتو) ومراقبين عسكريين من حوالي ثلاثين دولة تمثل أفريقيا وأوروبا وأمريكا.
ولن يشمل برنامج المناورات الجوانب العسكرية فقط، بل سيمتد إلى تقديم خدمات طبية وجراحية للساكنة في مدينة تافراوت جنوب المغرب، ليختتم بإجراء مناورات ميدانية نهائية في الثامن عشر من الشهر الجاري.
نضج
وفي هذا الصدد، قال الجنرال دوكور دارمي الفاروق بلخير، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، إن “تمرين الأسد الأفريقي بلغ، بلا شك، درجة من النضج التي تعكس متانة علاقات التعاون بين الجيوش”.
وأضاف في كلمته الافتتاحية، أنه “من المناسب ضرورة التأكيد على أن تطور الجغرافيا السياسية العالمية يحمل الكثير من التهديدات والتحديات التي تختبر العمليات العسكرية”.
ولفت إلى أن “العمليات العسكرية تتجه أكثر فأكثر صوب التنسيق العابر للقوميات من أجل فهم أفضل للحالات الطارئة، واستيعاب أمثل للعوائق التي تعاكس الالتزامات المضادة للتهديدات الهجينة، الأمر الذي يتطلب البحث عن أساليب عمل متقنة”.
وأوضح قائد المنطقة العسكرية الجنوبية أن “تنسيق العمليات العسكرية يستهدف الاستجابة للمتطلبات الجديدة للاشتباكات العسكرية المشتركة، وهو ما يؤكد أن مفهوم التشغيل البيني بين الجيوش قد تمّ تطويره بالفعل”، ليبرز أن “التدريبات المشتركة تعد فرصة لتعزيز التشغيل البيني بين الجيوش”.
وأكد المسؤول العسكري أن “التدريبات المغربية الأمريكية المشتركة من شأنها دعم التشغيل البيني اللغوي، حيث وضعت القوات المسلحة الملكية خطة عمل من أجل دمج اللغة الإنجليزية العملياتية في الدورة التدريبية المنظمة لأفرادها على مختلف المستويات”.
وأشار إلى أن “المناورات المشتركة تسعى أيضا إلى دعم التشغيل البيني التقني الذي يشمل توافق المعدات وقابليتها للتبادل، على أساس أن القوات المسلحة الملكية في خضم تحديث أسطولها اللوجستيكي عبر عقد شراكات تعاونية مع العديد من البلدان”
موضحا أن “الهدف الثالث للمناورات يتجسد في إتقان التشغيل البيني الإجرائي المرتبط بالإجراءات التكتيكية المعمول بها في الجيوش الحديثة”.
أكبر تدريب
من جانبه، قال اللواء أندرو إم روهلينج، نائب القائد العام للجيش الأمريكي في أوروبا وأفريقيا، إن “الدورة السابعة عشرة من المناورات العسكرية المشتركة تعد أكبر تدريب عسكري أمريكي يتم تنظيمه بالقارة الأفريقية”، كاشفا أن “التخطيط لهذه النسخة من المناورات الميدانية كان صعبا وغير تقليدي نظرا للتطورات المتعلقة بتفشي فيروس كورونا المستجد”.
وأردف في كلمته الافتتاحية: “جهود التنسيق كانت ناجحة رغم كل ذلك، حيث نجحنا في تطوير تمرين ممتاز رفيع المستوى، لأنه يقدم تدريبات جيدة للمشاركين في المناورات، بالموازاة مع الضمان الأمثل لصحة وسلامة الجميع”.
وأشار المسؤول العسكري الأمريكي إلى أن “المغرب سيقود كل العمليات المتعلقة بالقوات البحرية والجوية والبرية للدول المشاركة في التدريبات العسكرية، التي تحاكي التدخلات الميدانية بكل ديناميكية وواقعية داخل بيئات قاسية”،.
وأعرب عن تطلعه إلى "إنشاء روابط قوية بين الجيوش المشاركة في التمرين، بالإضافة إلى تحسين قابلية التشغيل البيني بين الجيوش”.
aXA6IDE4LjIxOC45OS44MCA=
جزيرة ام اند امز