«دعوة القديس متّى».. تعرف على اللوحة الأقرب إلى قلب البابا فرنسيس

في لوحة "دعوة القديس متّى"، يجسد كارافاجيو صراعا أبديا بين الدنيوي والإلهي، وموضوعات تشابهت مع رؤية البابا فرنسيس للفن والدين.
وغالباً ما يتحدث البابا فرنسيس عن أهمية الفن والموسيقى والأدب كأدوات تحمل بُعداً روحياً، معتبراً أنها تعزز كرامة الإنسان وتناهض ثقافة الاستهلاك والتهميش. بعد انتخابه حبراً أعظم، عبّر فرنسيس عن إعجابه العميق بأعمال كارافاجيو الواقعية، التي تخاطب الطبيعة البشرية مباشرة من دون تكلف، مشيراً إلى تأثيرها الشخصي عليه.
لوحة "دعوة القديس متّى"
تُعرض هذه اللوحة داخل كنيسة "سان لويجي دي فرانشيسي" في روما، وقد كانت محط زيارة متكررة من البابا فرنسيس عندما كان رئيس أساقفة بوينس آيرس.
تصوّر اللوحة اللحظة الإنجيلية التي يدعو فيها المسيح القديس متّى، جابي الضرائب، ليتبعه. بأسلوبه الباروكي المميز، يستخدم كارافاجيو تقنية الضوء والظل (كياروسكورو) لإبراز التباين بين حياة متّى الدنيوية والنور الإلهي الذي يحيط بالدعوة.
البعد الإنساني والروحي
أشار البابا فرنسيس إلى أن إيماءة متّى في اللوحة، وهو يشير إلى نفسه بدهشة، تعكس تساؤلاً داخلياً مألوفاً: "أنا؟"، وهو ما رآه ممثلاً لصراعه الشخصي عند انتخابه بابا. تجسد اللوحة أيضاً إمكانية الخلاص والتحوّل، وهي رسالة لاهوتية أساسية تعززها الكنيسة الكاثوليكية.
وتُمثل اللوحة تحولاً ثورياً في تاريخ الفن الغربي، حيث خرج كارافاجيو عن المألوف بتقديم شخصياته في بيئة معاصرة وبواقعية نفسية عميقة، مما يجعل المشاهد يتماهى مع القصة. تجاوز الضوء في اللوحة دوره الجمالي، ليصبح أداة لاهوتية تعكس النعمة الإلهية وهي تخترق الظلمة.
ومن خلال المزج بين المقدّس والواقعي، استطاع كارافاجيو إعادة تعريف الفن الديني في عصره، وجعل منه وسيلة لتحفيز الإيمان العميق.
وتظل لوحة "دعوة القديس متّى" رمزاً خالداً للصراع الداخلي بين الخطيئة والخلاص، صراع عاشه البابا فرنسيس كإنسان وعبّر عنه كقائد روحي.
aXA6IDMuMTQ0LjExNC45MyA= جزيرة ام اند امز