الكتالونيون يترقبون مصيرهم وسط إنذار إسباني-أوروبي
من المنتظر أن يدلي رئيس كتالونيا خطابا أمام البرلمان، اليوم، قد يعلن فيه بشكل أحادي الجانب الاستقلال عن إسبانيا.
يترقب إقليم كتالونيا، اليوم الثلاثاء، إعلان مصيره مع إسبانيا عبر جلسة مرتقبة لبرلمانه يحضرها رئيس الإقليم، وذلك وسط تحذير من مدريد والاتحاد الأوروبي من إعلان استقلال أحادي الجانب.
ومن المنتظر أن يدلي رئيس الإقليم كارليس بوتشيمون، خطابا أمام البرلمان، اليوم، قد يعلن فيه بشكل أحادي الجانب الاستقلال عن إسبانيا، رغم تحذيرات مدريد بإجراءات مضادة.
وفي وقت سابق اليوم، عقد وتشيمون، اجتماعا للحكومة، لاتخاذ قرار بشأن كيفية المضي قدما نحو الاستقلال الذي أجج مشاعر حماسية في الإقليم وأثار مخاوف في بقية دول الاتحاد الأوروبي.
وينقسم الكتالونيون أنفسهم حول مبدأ الاستقلال عن إسبانيا، حيث يشجعه البعض ويعتبره مكسبا ناضلوا من أجله لعقود، وآخرون يرون أنه لن يجلب إلا التوتر والاضطرابات في هذا البلد الديمقراطي.
مدريد تحذر والاتحاد الأوروبي لن يعترف
وفي مدريد، حذر رئيس الحكومة المحافظ ماريانو راخوي من أن إعلان استقلال أحادي الجانب يمكن أن يدفعه إلى تعليق الحكم الذاتي الذي يتمتع به الإقليم، وهو إجراء لم يطبق يوما في هذه المملكة البرلمانية التي تتمتع بحكم لا مركزي واسع.
وراخوي يملك أدوات أخرى مثل فرض حالة طوارئ مخففة تسمح له بالتحرك بمراسيم. كما يمكن أن يتحرك القضاء ضد بوتشيمون والانفصاليين الذين نظموا الاستفتاء ويخططون "للاستقلال" منذ أشهر.
ويسود المناخ الإسباني تخوف من أن أي إجراء جذري بين الإقليم ومدريد يمكن أن يقود البلاد إلى موجة من الاضطرابات والتوتر.
ولا تزال العديد من المسائل عالقة حول كيفية تحقيق مثل هذا الاستقلال، فالمنطقة تتمتع بحكم ذاتي فيما يتعلق بالتعليم والصحة والشرطة والضرائب، لكن المجال الجوي والبنى التحتية (المرافئ والمطارات وشبكة السكك الحديدية والاتصالات وغيرها) والجيش كلها لا تزال تحت سيطرة الحكومة المركزية في مدريد.
من جانبه، حذر الاتحاد الأوروبي من أن أي إعلان لاستقلال الإقليم بشكل أحادي لن يقابله اعتراف من الاتحاد.
وقال جان كلود بيريس المدير السابق للخدمات القضائية في مجلس أوروبا إن "إعلانا أحاديا للاستقلال لن ينعكس كذلك؛ فهو مجرد إعلان لابد أن تعترف الدول الأخرى به".
كتالونيا.. الأهمية والدعوات الانفصالية
ويُعَد إقليم كتالونيا الواقع في شمال شرق إسبانيا والذي توازي مساحته مساحة بلجيكا، إحدى المناطق الأكثر استراتيجية لإسبانيا، ورابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
ويمثل الإقليم الذي يملك لغة وثقافة خاصتين به، 6,3 % من مساحة إسبانيا و16% من سكانها وخمس إجمالي ناتجه الداخلي.
وتمثل كتالونيا 22,5%من السياحة الإسبانية.
رياضيا، يعد فريق برشلونة لكرة القدم بلاعبه الشهير ليونيل ميسي، هو ثاني أكثر نوادي البلاد ألقابا بـ24 بطولة محلية و5 بطولات في دوري أبطال أوروبا.
وكتالونيا هي مقر الصناعة المتطورة ومراكز الأبحاث المهمة وخصوصا في المجالين النووي والطبي. وهي أيضا مصدر ربع صادرات إسبانيا، وتبلغ نسبة البطالة فيها 13,2% أي 4 نقاط أقل من باقي البلاد.
في المقابل، يُعَد إقليم كتالونيا الأكثر ديونا مع دين عام تبلغ نسبته 35,2% من إجمالي الناتج الداخلي (75,4 مليار يورو نهاية مارس/آذار)؛ مما يضطره للجوء باستمرار إلى صندوق تخصصه الدولة الإسبانية لسد ديونه.
aXA6IDE4LjIyNi4xNjUuMjM0IA== جزيرة ام اند امز