منصة "كريبتو" للعملات المشفرة تعلق عملياتها.. ما السبب؟
قالت شركة "كريبتو دوت كوم"، إنَّها أوقفت جميع عمليات الإيداع والسحب أثناء تحقيقها في "نشاط غير مصرّح به" على بعض الحسابات.
وأضافت شركة تزويد محافظ العملات المشفَّرة، ومنصة التداول في تغريدة على "تويتر"، أنَّ هذا الإجراء مؤقت، ويهدف إلى السماح لها بتحسين الأمان، مؤكدة أنَّها ستستأنف النشاط بمجرد اكتمال التحديث، مؤكدة أنَّ جميع الصناديق آمنة، بحسب ما ذكرت وكالة بلومبرج.
ونشر العديد من المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي أنَّ عملاتهم المشفَّرة، التي تعادل في بعض الأحيان عشرات الآلاف من الدولارات، اختفت من حساباتهم على "كريبتو دوت كوم" في الأيام الأخيرة. ولم يرد متحدث باسم الشركة على طلب للتعليق.
مشكلات فنية
وشاعت مشكلات فنية على منصات تداول العملات المشفَّرة مع تزايد الضجة المثارة حول الأصول الرقمية. وعانت شركات تقديم الخدمات مثل: "كوين بيس"، "بينانس"، و"كراكين" جميعاً من حالات انقطاع واسعة النطاق في أوقات ذروة الطلب خلال العام الماضي، مما تسبب في مشكلات للمستثمرين، الذين مُنعوا من إجراء عمليات سحب أو تصفية مراكزهم وسط فترات التداول المتقلبة.
10 ملايين عميل
ولدى "كريبتو دوت كوم" أكثر من 10 ملايين عميل، وتعتبر واحدة من أبرز المنصات في الولايات المتحدة، إذ استحوذت مؤخراً على حقوق وضع اسمها على مركز لوس أنجلوس الرياضي، بوصفها الراعي الرسمي للمركز، بدلاً من شركة "ستابلز" (Staples).
وجاءت هذه الاتفاقية التي تبلغ قيمتها 700 مليون دولار، جنباً إلى جنب مع ترويج الممثل الهوليودي "مات دايمون" لـ"كريبتو دوت كوم" باعتباره أحد المستثمرين فيها، مما منح المنصة دفعة تسويقية كبيرة.
قال بن بالير، وهو أحد المؤثرين في مجال العملات المشفَّرة، في تغريدة يوم الإثنين، إنَّ حوالي 4.28 "إيثريوم"، أي ما يعادل 14 ألف دولار تقريبا؛ "سُرقت على غفلة" من حسابه، وهي خطوة تتطلب على الأرجح قرصاناً إلكترونياً لتجاوز تدابير المصادقة الأمنية على خطوتين.
وفي وقت لاحق، زعم بالير أنَّه اعتباراً من منتصف النهار في لندن، فقدت محفظة تابعة لـ"كريبتو دوت كوم" ما يقرب من 5 آلاف "إيثريوم"، أي ما يعادل 16.3 مليون دولار تقريباً.
كما قال بيلي ماركوس، الشريك المؤسس لـ"دوج كوين"، إنَّه اكتشف "نشاطاً غريباً" على محفظة "إيثريوم" في "كريبتو دوت كوم" اليوم، مشيراً إلى وجود نمط غير عادي من المعاملات التي تذهب إلى محافظ المستلمين.
سرقات ضخمة
وسجلت جرائم العملات المشفرة مستوى غير مسبوق العام الماضي حيث بلغ حجمها 14 مليار دولار حسب شركة تشيناليسيس المتخصصة في أبحاث سلاسل الكتل.
ويرجع الفضل في حصول المحتالين على هذا المبلغ الضخم إلى ظهور منصات التمويل اللامركزي (DeFi).
وفي أغسطس/آب الماضي اقترفت مجموعة من القراصنة ما يُمكن أن يُصبح أكبر عملية سرقة في عالم التمويل اللامركزي على الإطلاق، بعد سرقتهم حوالي 600 مليون دولار من العملات المُشفَّرة من بروتوكول "بولي نتوورك" (PolyNetwork) الذي يُتيح للمستخدمين تبادل الرموز عبر سلاسل الكتل "بلوكتشين" المختلفة.
وذكرت شركة "بولي نتوورك" حينها إنَّ عشرات الآلاف من الأشخاص تضرَّروا من هذا الاختراق، وإنَّ مُصدِر "تيثر" قام بتجميد حوالي 33 مليون دولار من العملة المُستقرّة التي كانت جزءاً من عملية السرقة، لتُصبح غير متاحة للقراصنة بعد ذلك.
وبعد تلك الحادثة بنحو شهرين أي في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، عانت منصة بروتوكول التمويل اللامركزي "كريم فاينانس" (Cream Finance) من هجوم آخر العام الجاري في اختراق أدى لسرقة 130 مليون دولار على الأقل، ما قد يشكل السرقة الأكبر في هذا المجال.
وتجدد تلك الحوادث المخاوف بشأن آمن عمليات التداول على العملات المشفرة حول العالم، خاصة
ارتفاع القيمة السوقية
وارتفعت القيمة السوقية لأكبر 5 عملات مشفرة في العالم حوالي 140% خلال عام 2021، محققة مكاسب هائلة، رغم تحذيرات.
يأتي ذلك رغم القيود التي شهدتها العملات المشفرة على مدار العام وتحذير مؤسسات مالية دولية من خطورتها على استقرار النظام المالي العالمي.
وزادت القيمة السوقية المجمعة لأكبر 5 عملات مشفرة (بيتكوين، إيثريوم، بينانس كوين، تيثر، وسولانا) على مدار العام لتصل إلى نحو 1.6 تريليون دولار في مطلع 2022 مقابل 656 مليار دولار قبل عام.