المحتالون يصطادون 14 مليار دولار من العملات المشفرة.. سر ثغرات DeFi
سجلت جرائم العملات المشفرة مستوى غير مسبوق العام الماضي حيث بلغ حجمها 14 مليار دولار حسب شركة تشيناليسيس المتخصصة في أبحاث سلاسل الكتل.
ويرجع الفضل في حصول المحتالين على هذا المبلغ الضخم إلى ظهور منصات التمويل اللامركزي (DeFi).
وDeFi هو قطاع سريع النمو في سوق التشفير يهدف إلى استبعاد الوسطاء من المعاملات المالية التقليدية واستبدالهم بتقنية العقد الذكي، لكن العديد من البروتوكولات الجديدة التي يتم إطلاقها بهذا القطاع تتضمن نقاط ضعف في التعليمات البرمجية يمكن للقراصنة استغلالها.
- تركيا تفرض أول غرامة على العملات الرقمية.. ضربة قاسية لمنصة بينانس
- الجنون يصيب 5 عملات رقمية.. أسعار فلكية
وهذا الارتفاع في حجم الجرائم الإلكترونية يعيد للسطح مجددا الجدل بشأن أمن تعاملات العملات الرقمية، ويتزامن مع مطالبة الهيئات التنظيمية بمزيد من الرقابة على هذا القطاع سريع النمو.
ويسعى مفهوم منع جرائم العملات المشفرة لوقف الحصول على عملات رقمية بوسائل غير قانونية، على سبيل المثال من خلال التصيد الاحتيالي أو الاحتيال أو الهجوم على سلسلة الإمداد أو القرصنة أو التدابير لمنع معاملات التشفير غير المرخص بها وتقنيات التخزين.
وقالت شركة تشيناليسيس في التقرير الصادر عنها إن حجم العملات المشفرة التي استقبلتها عناوين المحافظ الرقمية المرتبطة بنشاط غير مشروع بما في ذلك محاولات الاحتيال وأسواق الإنترنت المظلم وبرمجيات طلب الفدية قفز بنسبة 80% عما كان عليه قبل عام.
بارقة أمل
على الجانب الآخر يرى فريق آخر ان الارتفاع غير المسبوق في حجم جرائم العملات هو أمر طبيعي مع زيادة حجم التعاملات في العملات الرقمية ، وهو ما يؤيده تقرير شركة تشيناليسيس والتي ذكرت أنه برغم الحجم غير المسبوق في الجرائم إلا أن هذا النشاط لم يمثل سوى 0.15% من إجمالي حجم التعاملات في العملات الرقمية وهو أدنى مستوى على الإطلاق.
وقالت تشيناليسيس ومقرها الولايات المتحدة إن إجمالي أحجام التداول ارتفع إلى 15.8 تريليون دولار في 2021 أي بأكثر من 5 أمثال ما كان عليه في العام السابق.
وشهدت الأصول الرقمية من عملة بيتكوين وغيرها من العملات الرقمية زيادة كبيرة في الإقبال عليها خلال 2021 مع احتضان مستثمرين وشركات كبرى لها.
ودخل المستثمرون الجدد السوق بفعل إغراء المكاسب السريعة التي روج لها أنصار العملات المشفرة وكذلك الأمل في أن توفر بتكوين حماية من التضخم المرتفع. غير أن تنظيم هذه العملات لا يزال متباينا الأمر الذي لا يوفر حماية كافية للمستثمرين من الجريمة.
سرقات متتالية
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي تعرضت شركة Crypto bZx للمرة الثانية خلال أيام للاختراق بعدما نجح أحد المخترقين في سرقة الملايين من عملات مشفرة مختلفة.
وأعلنت الشركة في تغريدة أن عملية السرقة تمت بعد أن وقع أحد مطوريها في عملية هجوم تصيد احتيالي حيث كان ما يقرب من 25% من هذا الرقم هي خسائر شخصية من محفظة الفريق الذي تم اختراقه.
وخلال نفس الشهر تعرضت منصة بروتوكول التمويل اللامركزي "كريم فاينانس" (Cream Finance) لاختراق أدى لسرقة 130 مليون دولار على الأقل.
وكان موقع "ذا بلوك كريبتو" (The Block Crypto) أول من أعلن عن الهجوم على بروتوكول الإقراض القائم على عملة "إيثريوم" المشفرة، نقلا عن تغريدة سلطت الضوء على معاملة للقرض السريع نُفذت من خلالها عملية السرقة.
وبحسب خبراء فإن عمليات السرقة تلك تسلط الضوء على المخاطر الكبيرة في تعاملات العملات المشفرة والتي من بينها أن العملات المشفرة التي تمثل مشروعات جديدة تماما تتداول بتقييمات كبيرة ومبالغ فيها ، والثانية هي أن الغالبية العظمى من المنصات عمره لا يتجاوز العام، وهو ما يعني أن التكنولوجيا التي تتعامل بها لم يتم اختبارها على نحو أمثل.
وعلى الرغم من وجود شركات خارجية تقوم بإجراء عمليات تدقيق للرموز وتعيين البروتوكولات الآمنة بشكل علني ، لا يزال العديد من المستخدمين يختارون العمل مع منصات محفوفة بالمخاطر تتجاوز هذه الخطوة إذا اعتقدوا أن بإمكانهم الحصول على عائد كبير.
aXA6IDUyLjE0LjEwMC4xMDEg
جزيرة ام اند امز