مليارات روسيا.. قنابل "السيولة" الموقوتة في بنوك العالم
قد تواجه بنوك الغرب المرتبطة بروسيا اختباراً قاسياً مع بدء تطبيق العقوبات، ما ينذر بأزمة بأسواق التمويل بشكل جوهري.
لذلك فشل الغرب حتى الآن في الاتفاق على عقوبات قصوى ضد موسكو، رافضا استبعادها من نظام "سويفت" المصرفي، ويرجع ذلك أساسا إلى مخاوف العديد من الدول الأوروبية بشأن إمداداتها الطاقية من روسيا.
وما يزال لدى روسيا حوالي 300 مليار دولار من العملات الأجنبية الموجودة في الخارج، وهو مبلغ كاف لتعطيل أسواق المال إذا جُمد بسبب العقوبات، أو تم نقله لتجنبها.
وقال بوزار في تقرير، المحلل الاستراتيجي في مجموعة "كريدي سويس"، أمس الخميس: "عندما تتغير التدفقات؛ يمكن أن تتسع الفروق".
وأضاف: "إذا حدثت تصعيدات، ليس من المستبعد أن نشهد تأثيراً مباشراً على مبادلات العملات الأجنبية، وتعديلات في منحنى ليبور للدولار، نظراً للفوائض المالية الروسية الهائلة، والأماكن التي تنتشر فيها هذه الفوائض".
لدى البنك المركزي الروسي والقطاع الخاص في الدولة تريليون دولار تقريباً من السيولة المالية، وجزء كبير من هذا المبلغ بالدولار الأمريكي، أكثر حتى مما يظنه معظم الناس، رغم بيع الدولة جميع حيازاتها من سندات الخزانة في 2018، حسب ما كتب بوزار.
ويقدر المحلل الاستراتيجي أن هناك 200 مليار دولار تقريباً على شكل مبادلات للعملات الأجنبية، و100 مليار دولار أخرى في صورة ودائع بالبنوك الأجنبية.
هزة قوية
وفقاً لبوزار، يُعد هذا المبلغ كافياً لتغيير أسواق التمويل بشكل جوهري، حيث يبلغ تعرض بنك روسيا للدولار الأمريكي 50%، رغم تصريح البنك بأنه يتعرض للعملة الأمريكية بنسبة 20% فقط، بحسب تقديرات "كريدي سويس".
وتعهدت الولايات المتحدة بإلحاق "ضرر كبير بالاقتصاد الروسي" من شأنه عرقلة قدرتها على القيام بالأعمال بالعملات الأجنبية، مع تحذير الدول الغربية من احتمالية سقوط كييف.
وقال وزير الخارجية الأوكراني إن العاصمة تعرضت لهجمات صاروخية "مروعة"، حيث زاد توغل الدبابات والقوات والطائرات الروسية نحو المدينة.
انخفضت الأسهم جنباً إلى جنب مع عائدات السندات خلال الأسبوع الجاري، بعد استعداد روسيا وتنفيذها هجوماً على جارتها.
شهية المخاطر
زادت الشهية تجاه المخاطر خلال وقت متأخر من أمس الخميس في الولايات المتحدة، بعد أن استثنت العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن صادرات النفط الروسية، مع تجنبها فرض عقوبة منع الوصول إلى شبكة المدفوعات العالمية "سويفت".
وارتفعت الأسهم الآسيوية، اليوم الجمعة، في حين لم تتغير سندات الخزانة كثيراً.
حتى الآن، ساعدت جهود روسيا لتحرير اقتصادها من سيطرة الدولار، والتي دامت لعدة سنوات، على تخفيف تأثير العقوبات المفروضة من الولايات المتحدة وحلفائها، على الرغم من أن بوزار كتب في مذكرته أن حيازات العملات الأجنبية، التي أشار لها، قد تكون عرضة للخطر.
وكتب: "في أقصى الحالات، قد تتعرض السيولة البالغة 300 مليار دولار للعقوبات، أو يتم نقلها من الغرب إلى الشرق لتفاديها".
أوروبا تتحمل مسؤولية العقوبات
قال مسؤولون ماليون بالاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، إن الاتحاد مستعد لتحمل الأعباء الاقتصادية الناجمة عن فرض عقوبات على روسيا، والتي من المرجح أن تنجم بشكل رئيسي عن ارتفاع أسعار الطاقة.
ووافق زعماء الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس، على فرض عقوبات جديدة على القطاع المالي وقطاعي الطاقة والنقل، ووضع قيود على الصادرات، وإدراج عدد أكبر من الشخصيات الروسية على قوائم سوداء ردا على قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز