رحلة اكتشاف تابوت توت عنخ أمون من التنقيب حتى النقل للمتحف المصري الكبير
يعتبر اكتشاف تابوت توت عنخ أمون من أعظم الاكتشافات على مر العصور حول العالم، فقد كانت مقبرة توت عنخ آمون غنية بالمقتنيات والقطع الأثرية الثمينة والنادرة.
أخذت مقبرة الملك توت عنخ آمون شهرة عالمية، فهي أحد أهم الاكتشافات الأثرية، حيث ينتمي إلى الأسرة الثامنة عشر، وتعتبر المقبرة الملكية الوحيدة الموجودة بوادي الملوك التي وجدت بجميع محتوياتها كاملة وسليمة ولم تتعرض للنهب أو السرقة. فما هي قصة اكتشاف تابوت توت عنخ أمون الأثري؟
اكتشاف تابوت توت عنخ أمون
يُقال أنه في نوفمبر عام 1922 عندما كان عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر يُنقب بحثًا عن مقبرة توت عنخ آمون،
فقد أبلغ صبي صغير عن اكتشاف سلم، بينما كان ينقل مياه نهر النيل إلى أهله بواسطة حمار، فوجد أن المياه
تتساقط من الجرار أثناء النقل فوقف لإعادة ربطها، وعندما وضع الجرار على الأرض ارتطمت بشيء صلب ليكتشف أنها درجة سلم، وعلى الفور أخبر هوارد،
الذي جاء مسرعًا ليكتشف 16 درجة من السلم حتى وصل إلى مقبرة توت عنخ آمون بعد
بحث دام 5 سنوات.
كان التابوت الأصلي لتوت عنخ آمون موجود داخل غرفة دفن الملك، على هيئة مستطيل ومصنوع من حجر الكوارتزيت، وزُينت أركانه بالمعبودات الحاميات الأربعة ناشرة أجنحتها، وذلك بهدف حماية التابوت ومحتوياته.
كم عدد التوابيت التي دفن فيها الملك توت؟
عند اكتشاف تابوت توت عنخ أمون كان هناك ثلاثة توابيت على شكل الملك في الوضع الأوزيري، وهما كالتالي:
التابوت الذهبي الداخلي
هو تابوت مصنوع من الذهب الخالص، حيث يزن 110.4 كجم، ويتخذ شكل المومياء، كان ملفوفًا بالكتان بالكامل، ما عدا منطقة
الوجه، حيث وجد القناع الذهبي الشهير حول رأس المومياء بداخله.
القناع الذهبي
هو قناع الموت المصنوع من الذهب، ويصل وزنه إلى عشرة كيلو جرام وارتفاع 54 سم، حيث يأخذ شكل إله يحمل
العصا والمذبة، وقد تم تزينه بالذهب واللازورد والأحجار الكريمة.
التابوت المذهب الأوسط
هو تابوت مصنوع من الخشب، والذي كان مغطى بصفائح ذهب، ويوجد به عجائن زجاجية بألوان متعددة. كان موجود بداخل التابوت الخارجي.
التابوت المذهب الخارجي
هو تابوت مصنوع من الخشب، وهو على هيئة المعبود أوزير ليُمثل الملك، حيث اليدان مغطاة برقائق ذهب، وفي وضعية التقاطع على الصدر، وتمسكان بالشارات الملكية المزينة بعجينة من الزجاج ملونة باللون الأزرق والأحمر.
مُقتطفات من رحلة الاكتشاف
دخل فريق كارتر المقبرة، الذي كان يضم أكثر من 50 عامل مصري غير الأطفال، حيث مر عبر كميات هائلة من
الكنوز الذهبية، التي لا يوجد لها مثيل لملك في العالم، وقد تم التقاط بعض الصور لتوثيق اكتشاف تابوت توت عنخ أمون
ومقبرته العظيمة، منها:
1. تشير بعض المصادر أن هذه هي صورة الصبي المصري الذي ساعد في اكتشاف المقبرة.
2. بعض العمال المصريون يعملون على تفكيك جدارًا عند فتح غرفة دفن توت عنخ آمون.
3. صورة لبعض العمال المصريون في موقع الاكتشاف بالأقصر
4. كارتر وأحد العمال المصريين عند فتح المقبرة.
5. شكل النعش بصورة بورتن، حيث ظهر نعش توت عنخ آمون الخارجي مُزين بإكليل من أزهار الذرة وأوراق الزيتون، والتي تلاشت بعد فترة وجيزة من تعرضها للهواء
.
نقل تابوت توت عنخ أمون إلى المتحف المصري الكبير
نُقل التابوت الأوسط والتابوت الداخلي إلى المتحف المصري الموجود بالتحرير، بينما ظل المذهب الخارجي داخل المقبرة منذ أن تم اكتشاف تابوت توت عنخ أمون ثم نقله إلى المتحف الكبير في يوليو 2019. ذلك لحمايته من العوامل التلف التي يمكن
أن تؤثر عليه ولعمل بعض الإجراءات اللازمة لترميمه. كذلك لعرضه مع التابوت الداخلي والتابوت الأوسط في المتحف المصري الكبير بتناغم.
أخيرًا بعد اتخاذ القرار لنقله، تم فحص التابوت المذهب الخارجي قبل نقله من المقبرة بوادي الملوك، حيث وجد أن يوجد
به ضعف شديد وبعض الشروخ وتساقط لطبقات الجص المذهبة في الغطاء والقاعدة. لهذا تم عمل بعض عمليات الترميم، ثم تغليفه
مع تأمين عملية النقل عن طريق استخدام الوحدات المضادة للاهتزاز لضمان سلامته حتى تم نقله إلى المتحف المصري الكبير بسلام.