دراسة عمرها 90 عاما تقدم «مفاتيح السعادة»
تعد دراسة "تنمية البالغين في هارفارد" واحدة من أطول الدراسات العلمية التي تركز على السعادة، حيث مضى عليها قرابة 90 عامًا.
بدأت هذه الدراسة عام 1938 كدراستين منفصلتين: "دراسة غرانت" التي تم تمويلها من قبل مؤسسة ويليام تي. غرانت، و"دراسة غلوك" التي ضمت 456 رجلًا من الأحياء الداخلية في بوسطن.
كان الهدف من الدراستين متابعة المشاركين طوال حياتهم ودراسة تأثير مختلف العوامل على صحتهم وسعادتهم مع تقدمهم في العمر.
مرت الدراسة بعدة مراحل، وبدأت منذ فترة طويلة بمشاركة 268 من طلاب جامعة هارفارد، بينهم شخصيات بارزة مثل الصحفي بن برادلي والرئيس الأمريكي الراحل جون ف. كينيدي.
وفي وقت لاحق، اتسعت الدراسة لتشمل أبناء المشاركين الأصليين، وهو ما أُطلق عليه "دراسة الجيل الثاني"، تحت إشراف الطبيب النفسي روبرت والدينغر.
وفي كتابه "الحياة الجيدة: دروس من أطول دراسة علمية للسعادة في العالم"، الذي ألفه مع مساعده مارك شولتز، خلص والدينغر إلى العديد من النتائج المهمة.
أحد أبرز الدروس التي قدمتها الدراسة هو الدور الحاسم للعلاقات الاجتماعية في تعزيز الصحة والسعادة.
أشار والدينغر إلى أن "العناية بجسمك مهمة، ولكن الاهتمام بعلاقاتك هو شكل من أشكال العناية الذاتية أيضًا".
دراسات عديدة، خاصة خلال فترات الإغلاق أثناء جائحة كوفيد-19، أكدت على المخاطر الصحية المرتبطة بالعزلة الاجتماعية.
وأظهرت بعض الأبحاث أن الوحدة يمكن أن تكون مدمرة للصحة، بل وربما تكون ضارة بقدر التدخين أو السمنة.
كما ارتبطت الوحدة لدى كبار السن بأمراض القلب، في حين كانت الروابط الاجتماعية مرتبطة بصحة دماغية أفضل.
ومع ذلك، فإن السعادة لا تعني بالضرورة التواجد المستمر مع أكبر عدد ممكن من الناس. فقد أوضح والدينغر أن "الانطوائيين يمكن أن يكونوا في حالة صحية جيدة أيضًا، فهم قد يحتاجون إلى علاقة قوية أو اثنتين ولا يريدون عددًا كبيرًا من الأشخاص في حياتهم".
لكن من المهم أن نلاحظ أن المسألة تتعلق بالجودة أكثر من الكمية. فعلى الرغم من أن الزواج قد يرتبط بتقليل خطر الإصابة بالخرف في مرحلة لاحقة من الحياة، إلا أن الزواج غير السعيد قد يفوق أي فائدة محتملة.
أما الدرس الآخر الذي كشفت عنه الدراسة فهو أهمية تجنب السلوكيات الضارة مثل التدخين وتعاطي الكحول والمخدرات، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على الفحوصات الصحية، وهي عوامل تساهم في تعزيز الصحة العامة، مما يؤدي بدوره إلى تحسين السعادة.
ولا تزال الدراسة مستمرة حتى الآن، ومع مرور الوقت، أكد والدينغر في محاضرة له على منصة TED أن "الناس الذين استفادوا أكثر من غيرهم هم أولئك الذين اهتموا بعلاقاتهم".
aXA6IDMuMTM5LjcwLjY5IA== جزيرة ام اند امز