كيف يشارك البيض والطبقة الوسطي وجيل الألفية بالانتخابات الأمريكية؟
بوابة “العين" الإخبارية ترصد توجهات الأمريكيين أصحاب البشرة البيضاء، والطبقة الوسطي، وجيل الألفية الذين يملكون حق التصويت في الانتخابات الحالية
يترقب الأمريكيون نتيجة الانتخابات الرئاسية التي تقام اليوم 8 نوفمبر/ تشرين الثاني، وتؤثر بعض الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية في نتيجة التصويت.
وترصد بوابة “العين" الإخبارية توجهات الأمريكيين أصحاب البشرة البيضاء، والطبقة الوسطي، وجيل الألفية الذين يملكون حق التصويت في الانتخابات الحالية.
جيل الألفية
رصدت بعض استطلاعات الرأي ظاهرة عزوف الشباب الأمريكي عن التصويت في الانتخابات الرئاسية، وذكرت مجلة " صالون" الأمريكية عبر موقعها الإلكتروني في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي وجود أسباب عديدة أدت لعزوف الشباب الأمريكي الذي تتراوح أعماره بين 18-29 عاماً عن المشاركة في انتخابات الرئاسة.
وبالرغم من اختلاف توجهات الشباب الأمريكي ما بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري وبعض الأحزاب المستقلة، إلا أن الشباب المنتمي للحزب الجمهوري أبدي تخوفه من انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، معتبرين أن وجهات نظره ومواقفه السياسية لا تعبر عن تطلعاتهم ورؤيتهم لمستقبل الولايات المتحدة، وعلى الجانب الآخر اتخذ الشباب الديمقراطي موقفًا مماثلًا من مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، رافضين البرنامج السياسي الذي قدمته المرشحة الديمقراطية، واصفين المنهج الرئاسي الذي أعلنته كلينتون في جولاتها الرئاسية يفتقد مجالات كثيرة، وبعيد كل البعد عن المنهج الإصلاحي الذين يبحثون عنه في خطة الرئيس المقبل لبلادهم.
كما أشارت المجلة الأمريكية إلى أن شباب الأقليات العرقية غير المنتمين لأي حزب لا يجدون في المرشحين الجمهوري والديمقراطي أي أداء يجذبهم للمشاركة بصوتهم في الانتخابات، وربما عبر كثيرون في استطلاعات رأي منفصلة عن عدم الرضى عن أداء وبرامج مرشحي الانتخابات الأمريكية.
ومع تباين التوجهات السياسية اتفق الشباب الأمريكي على أن المرشحين امتداد طبيعي لباقي السياسية الأمريكية الفاشلة، وأن كل مرشح باختلاف مواقفه يعبر عن نظام سياسي ثابت وطريقة إدارة فاشلة تسببت في مشاكل اقتصادية على مستوى السنوات الماضية، متوقعين أن الأحوال السياسية والاقتصادية ستظل ثابتة بدون تغيير في حالة فوز المرشح الجمهوري أو فوز منافسه الديمقراطي.
كما أوضحت أن ارتفاع وتيرة العنف بين المرشحين أثناء الانتخابات التمهيدية بداخل الأحزاب كان عاملًا رئيسيًا في قرار الشباب الأمريكي للعزوف عن المشاركة.
وحاولت بعض الولايات استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لجذب الشباب المهتمين بمواقع التواصل واستخدام التكنولوجيا للتسجيل الإلكتروني والحث على عملية التصويت والمشاركة في الانتخابات.
وقبل شهر نوفمبر/تشرين الثاني توقع عدد من المحللين السياسيين بالولايات المتحدة ارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات الأمريكية، نظرًا لوصول أعاد كبيرة من الشباب من جيل الألفية إلى السن القانوني الذي يؤهلهم للتصويت في انتخابات الرئاسة الحالية، وتتراوح أعمارهم بين 18- 34 عاماً ما يشكل نسبة كبيرة من أجمالي عدد السكان بالولايات المختلفة.
ويبدو أن مواقع التواصل الاجتماعي لم تحقق الهدف الرئيسي المرجو منها في الانتخابات الرئاسية، حيث ذكر مركز " بو" للأبحاث أن جيل الألفية يمثل حوالى 31% من إجمالي عدد الناخبين الذين لديهم حق التصويت في انتخابات الرئاسة، موضحاً أن للمرة الأولى يتساوى جيل الشباب مع الفئة العمرية الأكبر سناً، والتي تتراوح أعمارها ما بين 52- 70 عاماً، حيث يشارك 225.8 مليون ناخب أمريكي في انتخابات الرئاسة الحالية.
"السوشيال ميديا" تدفع جيل الألفية للتصويت في الانتخابات الأمريكية
وبالرغم من النسبة التي يمثلها جيل الألفية، إلا إن تسجل الناخبين الشباب للتصويت أقل بكثير من الفئة العمرية الأقل سناً، حيث قال مكتب التعداد السكاني أن عام 2008 هو عام قياسي لمشاركة الشباب في الانتخابات بنسبة 50% فقط مقابل 69% من الفئة العمرية الأعلى سناً، وفقًا لما ذكرته وكالة "رويترز".
واهتمت حملة كلينتون بجذب الشباب وكسب أصواتهم مستعينة بزوجة الرئيس ميشيل أوباما، لتقود أوباما منذ شهر سبتمبر/ أيلول الماضي حملات داعمة لكسب أًصوات الشباب بخطابات حماسية تتضمن جمل مشجعة للفئة العمرية التي تتراوح أعمارهم من 18- 34 عاماً بالذهاب للتصويت لكلينتون، مؤكدة في خطاباتها أن الشباب هم كانوا الداعم الرئيسي لنجاح أوباما بانتخابات 2012 في الولايات المتأرجحة مثل أوهايو وفرجينيا وبنسلفانيا.
إنفوجراف.. الشباب الأمريكي عازف عن الانتخابات الأمريكية
تلاميذ المدارس
ولم تتوفق كلينتون على منافسها الجمهوري في استطلاعات الرأي الحقيقة فقط، بل ظهر التفوق هذه المرة في تصويت تلاميذ المدارس الأمريكية، حيث أجرت شركة " سكولاستيك" الدولية الرائدة في مجال التعليم بالولايات المتحدة تصويت داخل المدارس بين التلاميذ والطلبة لتحديد المرشح المفضل لهذه الفئة العمرية التي لا تمتلك حق التصويت الفعلي في الانتخابات الحالية.
وأظهرت نتائج التصويت تفوق الديمقراطية كلينتون بنسبة 52% من أصوات الطلبة، ليحصل على الجمهوري ترامب على 35% من أجمالي الأصوات، بينما عبرت باقية النسبة عن صوتها بكتابة عبارات أخرى، وقدرت نسبتهم بحوالي 13% من إجمالي 150 ألف تلميذ أمريكي.
ووصفت الشركة النتيجة بالنتيجة الحقيقة العاكسة لنتائج كل انتخابات منذ عام 1940، بينما كانت انتخابات 1984- و1960 انتخابات استثنائية في نتائجها.
هيلاري كلينتون رئيسة أمريكا بأصوات تلاميذ المدارس
الطبقة الوسطي
وعلى الجانب الآخر سعي ترامب لكسب أصوات الطبقة الوسطي في الانتخابات، حيث نوهت شبكة "سي إن إن" الأمريكية بأن تحرك ترامب بولاية بنسلفانيا اتجه لجذب طبقة العمال المحافظين في الطبقة الوسطي، معتمداً على ولاياتي أوهايو وبنسلفانيا، حيث قفزت أسهمه في الشهور الماضية من 33.7% إلى 39.6% مع استمرار تقدم كلينتون بنسبة 46.3% في ولاية بنسلفانيا.
بنسلفانيا تتحرك نحو ترامب بضغط عمال الطبقة الوسطى
الأمريكان البيض
كما نشرت صحيفة" نيويورك تايمز" أن فرص فوز الجمهوري ترامب تتوقف على نسبة مشاركة أصوات الأمريكيين أصحاب البشرة البيضاء ولم يكملوا مرحلة التعليم الأساسي، وتبلغ نسبة البيض حوالي 50 مليون ناخب من أصل الكتلة التصويتية للانتخابات الأمريكية، ويتمتع ترامب بتأييد حوالي 57% من الأمريكان البيض مقابل تأييد نسبة 29% لصالح كلينتون.
وفي شهر أغسطس/آب الماضي أوضح "روكي سوهايدا" رئيس الحزب النازي الأمريكي أن فوز ترامب فرصة حقيقة لأصحاب البشرة البيضاء بهدف بناء تكتل سياسي يواجه تكتل النواب أصحاب البشرة السمراء بالكونجرس
.