افتتاح برج «شارد».. عندما احتضنت لندن أطول مباني أوروبا لجذب مليون زائر
في مثل هذا اليوم، الخامس من يوليو/تموز عام 2012، افتُتح برج "شارد" أو "ذا شارد" في العاصمة البريطانية لندن، بارتفاع يصل إلى 310 أمتار، وبأحلام لا تقل في سقفها عن جذب مليون زائر.
وقد وُصف هذا البرج بأنه أطول مبنى في أوروبا، وكان افتتاحه متزامنا مع استعداد المدينة لاستضافة فعاليات الأولمبياد.
ويضم برج شارد، الذي اشتُهر بهذا الاسم نظرًا لشكل تصميمه، فندقًا فخمًا، ومحلات تجارية، ومكاتب، ومطاعم، وشققًا خاصة، بالإضافة إلى منصة توفر رؤية بانورامية لكل مناطق العاصمة.
وصمَّم البرج المهندس المعماري الإيطالي رينزو بيانو، وبلغت تكلفة تشييده 1.5 مليار جنيه إسترليني (حوالي 2.3 مليار دولار).
ويشبه المبنى، الواقع بالقرب من نهر التايمز في منطقة ساوثوارك وسط العاصمة، شكل هرم أو صاروخ ينطلق إلى الفضاء.
فكرة برج "ذا شارد"
تعود فكرة بناء برج "ذا شارد" في لندن إلى رجل الأعمال اللندني إيرفين سيلار، الذي رغب في إنشاء ناطحة سحاب فريدة ومستقبلية في موقع مبنى مكاتب "ساوثوارك تاورز" السابق الذي بُني في عام 1975.
واستلهم سيلار فكرة البرج من رسم تخطيطي رسمه المهندس المعماري رينزو بيانو، مصمم البرج، أثناء تناول الغداء في برلين عام 2000.
هذا الرسم ظهر به مبنى يشبه قطعة من الزجاج ترتفع من نهر التايمز.
شكوك حكومية
وفي عام 2002، قدم سيلار خطط البناء إلى الحكومة تحت اسم "برج جسر لندن"، ومع ذلك، واجه المشروع معارضة من جهات عدة، بما في ذلك لجنة الهندسة المعمارية والبيئة المبنية وهيئات التراث مثل مؤسسة الحدائق الملكية والتراث الإنجليزي.
وفي عام 2003، أمر نائب رئيس الوزراء جون بريسكوت بإجراء تحقيق في التخطيط بعد تلك المعارضة.
وبحلول عام 2007، حصل المشروع على موافقة الحكومة بعد إجراء تعديلات وتسويات عديدة.
وبدأ تشييد البرج في عام 2009 واكتمل في عام 2012، وافتتح المبنى رسميًا في 5 يوليو/تموز 2012 بحضور الملكة إليزابيث الثانية.
وتم افتتاح المبنى للجمهور في 1 فبراير/شباط 2013 تحت اسم "ذا شارد"، الاسم الشائع الذي أطلقه عليه سكان لندن.
وكان البرج أطول مبنى في أوروبا من عام 2011 حتى عام 2012، قبل أن يتجاوزه برج "ميركوري سيتي" في موسكو.
مليون زائر
وتوقع المشرفون على المشروع جذبه لحوالي مليون زائر في عام افتتاحه للجمهور 2013.
وقال القائمون على المشروع عند افتتاحه، إن الشخص الذي يزور أعلى البرج يمكنه رؤية مناظر تمتد إلى 60 كيلومترًا من جميع الجهات عندما تكون السماء صافية.
ولكن بحكم طبيعة الطقس المتقلب في بريطانيا وكون لندن "عاصمة الضباب"، فإن ضعف الرؤية يُعدّ من سمات هذه المدينة، مما يشكل عقبة أمام الزائرين للاستمتاع بمشاهد العاصمة.
ولمواجهة هذه المشكلة، تم تزويد المنصة بشاشات تعرض أفلامًا مسجلة ترصد جميع أنحاء المدينة في الأيام الضبابية، كما توفر هذه الأجهزة معلومات عن أهم المعالم التي تزخر بها لندن.
أما في حال انعدام الرؤية كليًا، وهو ما قد يحدث في فصل الشتاء، يُطلب من السياح العودة في وقت لاحق.