صناعة النشر في الإمارات.. الآمال والتحديات
ناشرون إماراتيون يؤكدون أهمية إعداد الخطط التسويقية والنشر الإلكتروني في ندوة "صناعة النشر في الإمارات" بمعرض الشارقة الدولي للكتاب 2016
أكد ناشرون وأدباء ومهتمون بصناعة النشر في دولة الإمارات أن القطاع انتقل من مرحلة البدايات إلى مراحل النضج، لكنه لا يزال بحاجة إلى خطط تسويقية متقدمة لا تقتصر على الحضور في معارض الكتب الورقية، وإنما تتعداه إلى تشجيع النشر الإلكتروني باستخدام المنصات الإلكترونية المعروفة التي تتيح الكتاب الإماراتي في أي مكان من العالم وبأسعار زهيدة.
جاء ذلك خلال الندوة الثقافية المفتوحة التي أقيمت بمعرض الشارقة الدولي للكتاب بتنظيم المجلس الوطني للإعلام بعنوان (صناعة النشر في الإمارات والتحديات المعاصرة)، شارك فيها كل من الكاتبين والناشرين الإماراتيين جمال الشحي، وسلطان العميمي، والناشرة البريطانية إيزابل بالهول، وأدارت الندوة الناشرة والمؤلفة الإماراتية نورة النومان، وحضرها مجموعة من الأدباء والناشرين زوار المعرض.
ركزت الندوة على محاور عدة دارت حول العوامل الأساسية لإيجاد دار نشر إماراتية ناجحة، اختصرها جمال الشحي بأهمية وجود خلفية إدارية للناشر، ومعرفة بالواقع الثقافي، والمعرفة المسبوقة بالقطاع، والهدف من نشر هذا المطبوع أو ذلك، ورأت إيزابل بالهول أنه لابد من قياس شغف القراءة في أوساط القراء، وجودة تحرير الكتب المطبوعة، وأسلوب الطباعة، والتصاميم، وخطة التسويق والتوزيع، وركز سلطان العميمي على مسألة الوعي والثقافة والخبرة.
وعن واقع الكتاب الحالي في المكتبات الإماراتية، ومعوقات انتشاره، أشارت إيزابل بالهول إلى أن أهم مشكلة من وجهة نظر الناشر هي البرامج التي تنقل الكتب باللغة العربية كما هي الحال باللغة الإنجليزية، وعدم وجود قواعد بيانات محدثة باستمرار من الناشرين للمكتبات يمكن في ضوئها التواصل معهم لنشر الكتب، وبين الشحي أهمية الفرز بين الناشر والموزع والسعي إلى خلق قطاع توزيع؛ فالنشر من دون توزيع ناجح ومدروس لا يحقق الهدف.
ونبه العميمي إلى أهمية عدم إغراق المكتبة بالإصدارات وعناوين الكتب لمجرد النشر؛ حيث إن بعض تلك الدور لا تستطيع حتى أن تعرض جميع مطبوعاتها، وتخلق مشاكل مع الكتاب الذين لا يشاهدون كتبهم على منصات العرض، بينما يمكن ذلك على منصات النشر الإلكترونية، ورأت إيزابيل بالهلول أن الناشرين -لا سيما الغربيين- يفضلون اختيار الكتب الناجحة والأسماء البراقة للمؤلفين؛ للحصول على تسويق أكبر، فالنشر هو تجارة وليست كل الكتب تفي بالغرض.
واتفق المشاركون في الندوة على نقاط عدة أخرى لدعم انتشار الكتاب الإماراتي وصناعة النشر منها: الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ كونها منصات عالمية الشهرة ومجانية الاستخدام، وأهمية تقنين الجوائز الثقافية أو بذل المزيد من القيود للأعمال الفائزة، وعدم لجوء الكاتب إلى النشر الذاتي؛ لأنه يأخذ الكثير من الوقت على حساب إنتاجه، ودعوا الكتاب إلى بذل المزيد من الجهود اللازمة للجودة؛ لكي يتم الارتقاء بعملية النشر الإماراتي بشكل متميز.
هذا ويتضمن جدول الفعاليات الثقافية لليوم الرابع من معرض الشارقة الدولي للكتاب الموافق السبت 5 من نوفمبر مجموعة من الفعاليات بينها: الحديث عن مؤلف وفنان الكوميكس، وندوة (ماذا يقرأ العالم العربي، وكيف؟) بتنظيم فريق بي بي سي، كما تتضمن الفعاليات العديد من الندوات والورش وتواقيع الكتب ولقاءات المشاهير.