«كهف النرد».. قصة شركة استلهمت فكرتها من حياة «سلاحف النينجا»

في قلب سيدني الأسترالية، نشأت شركة فريدة تُعرف باسم "The Nerd Cave " أو كما تترجم بالعربية (كهف النرد)، وكانت مهمتها تخصيص مكان لقاء ودود لعشاق الألعاب الإلكترونية، وألعاب الطاولة، ومحبي الثقافة الشعبية، حيث يمكنهم مشاركة شغفهم وبناء مجتمع مترابط.
وبدأت الشركة كحلم بإنشاء مساحة آمنة لكل ما يتعلق بالثقافة الشعبية، مثل أفلام ومسلسلات الفانتازيا وألعاب الفيديو جيم وغيرها، لكنها واجهت تحديات عديدة أدت إلى إغلاقها، وفيما يلي قصة The Nerd Cave ، ورحلتها، التي لم يقدر لها الدوام.
رؤية مستوحاة من الثقافة الشعبية
واستمدت بداية "The Nerd Cave " جذورها من تجارب طفولة مؤسسها ديف ديسي، حيث استوحى ديف فكرة تأسيس هذا الكيان، من مشهد من فيلم "سلاحف النينجا" الأصلي، حيث تدخل إحدى الشخصيات عرين تحت الأرض يكون نابضا بالحياة ومليئ بألعاب فيديو الأركيد وألواح التزلج وأنواع أخرى من الألعاب.
تخيل ديف مساحةً مماثلةً في الحياة الواقعية أيضًا، وأراد إنشاء مكانا ينغمس فيه الناس في هواياتهم دون أي يحكم عليهم المجتمع بغرابة هواياتهم.
وكان ديف مديرًا للتجزئة وصاحب عمل سابق، وقد تعاون مع أفراد ذوي اهتمامات مماثلة لتجسيد هذه الفكرة، حيث جمعوا الموارد معًا وبدأوا رحلة إنشاء "كهف المهووسين"، وهو مزيج من مركز اجتماعي ومتجر ومساحة للهوايات تحت سقف واحد.
بناء حلم بميزانية محدودة
وانطلق الفريق برأس مال متواضع قدره 75,000 دولار أسترالي، وواجه تحدي إنشاء مساحة عملية وجذابة للغاية دون إنفاق مبالغ فيه.
واعتمدوا نهجًا على طراز الكهف، مع التركيز على الإبداع ومهارة الصنع، على سبيل المثال، بدلًا من شراء أجهزة كمبيوتر جاهزة، قاموا بتجميع 10 أجهزة كمبيوتر مخصصة يدويًا، وحصلوا على قطع غيار من موردين بأسعار معقولة.
وخدمت هذه الأجهزة، التي صُممت خصيصًا، الشركةَ طوال فترة عملها التي استمرت أربع سنوات.
وعكس التصميم الداخلي للمساحة التزام الفريق تجاه المجتمع، حيث استضافوا فعاليات منتظمةً مثل أمسيات ماجيك: ذا غاذرينغ، وجلسات ألعاب الطاولة، وتجمعات لعب الأدوار على الطاولة.
وصممت المساحة لتكون مرنة، تستوعب مختلف الأنشطة، وتعزز شعور الانتماء لدى كل فرد.
قوة التفاعل المجتمعي
ومنذ انطلاق كهف المهووسين، أولت إدارة الشركة، أهمية التفاعل المجتمعي، مدركةً أهمية التسويق الشفهي.
وركز الفريق على بناء علاقات حقيقية مع عملائهم، وتواصلوا مع نوادي الألعاب المحلية، وعرضوا عليهم مكانًا لاستضافة فعالياتهم، مما أدرج الشركة في مجتمع الألعاب.
واستخدمت منصات التواصل الاجتماعي ومواقع قوائم الفعاليات، مثل Eventtribe، للترويج للأنشطة التي تجذب جمهورًا عريضًا.
وقد عزز اهتمام الموظفين الصادق بالتفاعل مع العملاء، من مكانة الكهف المجتمعية، مما جعله مكانًا محبوبًا للكثيرين.
التوسع وتحدي النمو
ومع ازدياد شعبية الشركة، واجه الفريق تحدي استيعاب العدد المتزايد من الزوار، وكان الموقع الأول مريحًا للغاية، لكنه سرعان ما أصبح مكتظًا، مما دفعهم إلى اتخاذ قرار بالانتقال إلى مكان آخر.
وبدا الموقع الثاني، الواقع في منطقة مميزة، واعدًا جدًا في البداية، إلا أن قربه من مركزين آخرين للألعاب ومتاجر تجزئة، كلاهما تابعان لنفس الشركة، أدى إلى زيادة المنافسة وانخفاض مبيعات التجزئة.
وعلى الرغم من هذه التحديات، تكيفت الشركة مع الوضع بتنويع عروضها، مقدمةً مجموعة واسعة من منتجات التجزئة لمنافسة منافسيها بفعالية، كما واصلت استضافة الفعاليات، محافظةً على التزامها بالمشاركة المجتمعية.
الانتقال النهائي والإغلاق اللاحق
ودفعت ظروف خارجية إلى انتقال مقر الشركة لمكان ثالث وأخير، وكان من المقرر هدم المبنى الذي يضم موقعهم الثاني، ولم يكن مالكو العقار مستعدون للتفاوض على عقد إيجار جديد.
وبعد بحث دام ثمانية أشهر، وجد الفريق مساحة جديدة، إلا أن الموقع كان بعيدًا جدًا عن الجامعات، مما أدى إلى تحول في التركيبة السكانية الأساسية من الفئة العمرية 20-30 عامًا إلى جمهور مختلف.
وأثر هذا التحول الديموغرافي بشدة على المبيعات والحضور، وواجه الفريق صعوبة في التكيف مع تحديات الموقع الجديد، وبعد فترة قليلة، اتخذوا القرار الصعب بإغلاق "كهف المهووسين" نهائيًا.
لماذا انتهى "كهف المهووسين"؟
ومن العوامل الرئيسية التي ساهمت في فشل الشركة عدم استقرار المواقع، حيث انتقلت ثلاث مرات خلال فترة عملها، وكانت كل عملية نقل مكلفة ومزعجة.
وانتقلوا أولًا بسبب نقص المساحة في موقعهم الأصلي، ثم انتقلوا لأن المبنى كان في حاجة إلى الهدم، وفي الموقع الثالث، وجدوا أنه لم يكن المكان المناسب لهم بسبب التغيرات الديموغرافية.
وإلى جانب ذلك، عانت الشركة من ضائقة مالية، فقد عانت من نقص التمويل، مما صعّب عليها التعامل مع النفقات غير المتوقعة.
وكان السوق أيضًا مسؤولًا عن الخسارة، فقد نمت شركات منافسة، مثل حانات الألعاب الكبيرة، مما وفّر تجربة أكثر شمولًا من خلال توفير مساحات أكبر.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTYg جزيرة ام اند امز