«جوناه ألبين» منقذ إنفيديا.. لاعب رياضة التجديف الذي قاد الشركة للقمة

في عام 2022، واجهت شركة إنفيديا أزمة كبيرة، حين بدأ المسؤولون الأمريكيون في تقييد ما يمكن لشركة الرقائق بيعه إلى الصين، والتي كانت تمثل وقتها خمس مبيعاتها، بحسب ما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال".
وللحفاظ على أعمالها هناك، لجأ الرئيس التنفيذي جينسن هوانغ إلى، جوناه ألبين، الذي عرف فيما بعد بأنه منقذ الشركة وأحد المساهمين في تحقيقها لقيمة سوقية تصل إلى 3 تريليونات دولار.
وأخبر ألبين رئيسه أنه لا يوجد وقت لتصميم شريحة جديدة تمامًا للصين، وبدلاً من ذلك، كانت إجابته هي أخذ أفضل منتج لشركة إنفيديا في ذلك الوقت وتقليل أدائه لتلبية القواعد الأمريكية، بما في ذلك حرق أجزاء من الشريحة فعليًا، وبعد شهرين، بدأت إنفيديا في تسويق الشريحة المعدلة للعملاء الصينيين.
ويقود ألبين، 51 عامًا، في إنفيديا، قسم هندسة أكثر المنتجات رواجًا في العالم، رقائق الكمبيوتر للذكاء الاصطناعي، وإذا كانت إنفيديا مثل كنتاكي، لكان ألبين المسؤول الأول عن المطبخ.
وقال ليو تام، وهو باحث علمي كبير سابق في الشركة: "لن تكون إنفيديا بدون جوناه ألبين، فهو مهم للشركة بقدر أهمية جينسن".
وتضع هذه الوظيفة ألبين في قلب الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والصين في مجال التكنولوجيا، حيث تتحدى الشركات الناشئة الصينية مثل DeepSeek قادة الصناعة في الولايات المتحدة باستخدام رقائق إنفيديا المصنوعة خصيصًا للصين.
ويشتكي المسؤولون الأمريكيون من أن الرقائق تتجاوز حدود ضوابط التصدير، مما يقوض الجهود الرامية إلى إعاقة تقدم الذكاء الاصطناعي الصيني للأغراض العسكرية، وتقول إنفيديا إنها رغم ذلك تلتزم بالقوانين المفروضة.
وفي الوقت نفسه، يتعين على ألبين أن يضمن احتفاظ إنفيديا بتفوقها الساحق في رقائق الذكاء الاصطناعي لعملاء مثل ألفابت ومايكروسوفت - الميزة التي رفعت قيمة سوق أسهم إنفيديا إلى أكثر من 3 تريليونات دولار.
ويقول أولئك الذين يعرفون ألبين إن نجاحه يأتي من الغوص في التفاصيل التقنية، ودفع حدود القواعد والسير على خطى الطبيعة التنافسية للغاية لرئيسه لمدة 28 عامًا.
وألبين، وهو واحد من عشرات المديرين التنفيذيين الذين يقدمون تقاريرهم مباشرة إلى هوانغ، يقود حوالي 1000 مهندس بصفته رئيسًا للهندسة لوحدات معالجة الرسومات في الشركة منذ فترة طويلة.
وقد لاحظ بعض أذكى حاملي الدكتوراه في إنفيديا، من الموظفين السابقين والحاليين عقل ألبين، الذي توقف عند درجة الماجستير، ويقولون دائما، إن قدرته على إدارة هذه المجموعة من العقول أمر مثير للإعجاب.
وتقول "وول ستريت جورنال"، أن ألبين يتمتع بمهارة في القيادة تعود إلى السنوات التي قضاها جالسًا على مؤخرة قارب التجديف، حيث كان الرجل النحيف الذي يصدر الأوامر لثمانية رجال كل منهم ضعف حجمه، داخل القارب نفسه.
وأثناء دراسته في جامعة ستانفورد في التسعينيات من القرن الماضي، عمل ألبين كقائد لقوارب التجديف، حيث قاد التدريبات على القوارب في ريدوود سيتي وأرشد المجدفين إلى متى يجب عليهم القيادة بقوة أكبر أثناء السباقات.
وقد نقل ألبين، الذي نشأ في شينيكتادي، نيويورك، خبرته في جامعة ستانفورد إلى إنفيديا في عام 1997.
وقد ترك انطباعاً سريعاً، وقال هوانغ في اجتماع للموظفين في الأيام الأولى لألبين، وفقاً لكتاب صدر مؤخراً عن الشركة للصحفي تاي كيم: "أتوقع أن أظل عاملا مع جوناه بعد عشرين عاماً".
وقال ساشا أوستوغيك، الذي أدار قبل عقد من الزمان الفريق الذي صمم البرمجيات لأجهزة ألبين، إن ألبين كان في أفضل حالاته عندما نشأت التحديات الفنية لشركة إنفيديا.
في إحدى المرات، عندما لم يكن أحد شرائح الرسوميات قيد التطوير يعرض الأفلام بشكل صحيح، التقى ألبن بأوستوغيك وزميل آخر في العمل لاستكشاف المشكلة وإصلاحها.
وقال أوستوغيك: "جاء جوناه وقال، دعنا ننظر في التعليمات البرمجية سطراً بسطر". "كان جوناه يقود الموقف: ماذا يفعل هذا؟ ماذا يفعل ذلك؟"
وفي النهاية، حل الثلاثة المشكلة دون إثارة أسوأ سيناريو محتمل، وهو الاضطرار لإصلاح الأجهزة، في ذلك الوقت كان إذا قام بخطوة خاطئة، فقد يؤدي ذلك إلى تأخير إنفيديا من ستة إلى 12 شهرًا"، كما قال أوستوغيك.
وكما هو الحال، حيث يحظى الاهتمام بالتفاصيل الفنية بتقدير هوانغ، ويدعم نظريته في أن المسؤولين التنفيذيين للشركة يجب أن ينغمسوا في الأبحاث المتطورة لفهم اتجاه السوق.
فإن ألبين يتفق مع هذه النظرية، فعندما سُئل في إحدى حلقات البث الصوتي للشركة في عام 2020 عن كيفية وصف وظيفته، قال: "تحاول معرفة الشكل الذي يجب أن يبدو عليه المستقبل".
وقد يستغرق تطوير الشريحة المتطورة التالية لشركة إنفيديا ثلاث سنوات. وقال ألبين إنه توصل إلى أفضل تخمين لما قد يريده العملاء من خلال التحدث كثيرًا مع باحثي الذكاء الاصطناعي في إنفيديا.