مطر كان يريد أن يقول لنا أنا مطمئن فأبي لم يغب أبداً، فالوطن هو أبي والقيادة الحكيمة، سلامي ووئامي.
ببراءة الأحلام الزاهية، يخرج مطر من عرين الطفولة، ليرافق الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في جولة بالطائرة وبنخوة الأفذاذ، ونبل الرجال الأوفياء، كانت التلبية من سمو الشيخ سيف، لها الدلالة والمعنى الرفيع، وهي القيمة التي تهبها لنا هذه الأرض، منجبة النبلاء من شيوخ ومواطنين يقفون في السراء والضراء، كالبنيان المرصوص، ضاربين المثل والنموذج للعلاقة التي تربط أبناء الوطن الواحد، في عروة وثقى، لا تزحزحها ريح ولا تمضها تباريح.
مطر ابن الشهيد سعيد الكعبي، طفل من الإمارات، شبل هذا، ومشروع بطل يطل علينا من نافذة الطائرة، وهو يحدق في تضاريس الإمارات، وكأنه يقول، لنا لا عليكم، نحن لها، وهذه الأرض التي أنجبت والدي سعيد، جديرة بأن تنجب أبطالاً يكملون الطريق، ويواصلون النهج القويم للذود عن الأرض والعرض.
مطر ابن الشهيد سعيد الكعبي، طفل من الإمارات، شبل هذا، ومشروع بطل يطل علينا من نافذة الطائرة، وهو يحدق في تضاريس الإمارات، وكأنه يقول، لنا لا عليكم، نحن لها، وهذه الأرض التي أنجبت والدي سعيد، جديرة بأن تنجب أبطالاً يكملون الطريق، ويواصلون النهج القويم للذود عن الأرض والعرض.
هكذا كانت تشير نظرات مطر، وهو يشع ببطولة مخبأة تحت جفنيه، ورجولة تمر عبر دمائه الزكية. نحن في مأمن لأننا نملك الرصيد الأخلاقي والدماء الحرة التي تجري في عروق صغارنا، والذين كبروا قبل الأوان، إذ صقلتهم التجربة وأصبحوا رجالاً يواجهون المحن بنضج ووعي، ويكابدون الأزمات بصلابة، وحزم.
مطر يخرج، من فقدان الأب، وهو على يقين أنه لن يعيش اليتم ولن يقف على قارعة الطريق، متأملاً الفراغ من دون سند، فعيال زايد الطوق والحدق، وهم النهر الذي يغسل الأحزان بعذوبة الاحتضان، وصفاء الوجدان، عيال زايد من نسل ذلك السهم النجيب، زايد الخير طيب الله ثراه، ورثوا النبل والنجابة، وساروا على درب الحكيم، الزعيم الذي أسس قيم التواصل والانتماء، وزرع شجرة الرحمة على أرض الطيب حتى أنشد الطير طرباً بهذا التآلف الذي يجمع أبناء الأسرة الواحدة، أسرة الوطن.
مطر، بجزالة العفوية، أمطرنا بنثات ساحت على القلوب، عذبة ندية شفية، وأيقظت فينا مشاعر أشبه بأكمام الورود في بساتين الفرح، وغذى في نفوسنا جذوراً كانت مخبأة تحت تراب الروح، وها هي اليوم تترعرع وتتفرع، وتتسع إرادتها وتكبر عزيمتها؛ لأن الأطفال مدرسة الكبار، ونحن في مدرسة مطر، قرأنا كتاب البطولة، ونخوة الأعطاف، ونبوغ الفكرة، وينبوع العقل. كل ذلك يحدث في الإمارات؛ لأنها بلد تقود دفتها قيادة آمنت أن بالحب تحيا الشعوب، وتزدهر مشاعرهم بالانتماء إلى الوطن.
ولأنها بلد ترفع شراعها، قيادة، أحبت الناس، فأعطوها كل الحب وكل الولاء. ولأنها بلد نمت على تربة الرحمة، وحكمة الحكم، وفطنة التواصل مع الناس والاندماج مع الكل.
مطر كان يريد أن يقول لنا أنا مطمئن فأبي لم يغب أبداً، فالوطن هو أبي والقيادة الحكيمة، سلامي ووئامي وانسجامي وأحلامي التي لن ينطفئ نورها.
نقلا عن "الاتحاد"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة