نشمخ برؤوسنا ناظرين إلى علم بلادنا واتحادنا، لأننا شعب الشهداء والأوفياء والأخيار، شعبٌ قدّم أبناؤه أغلى ما يملكون من نفس ودم.
لستُ في موقع القراءة الأدبية لنص أدبي رائع، خرج من قفص اللغة وحجرة الشعر؛ ليصبح على لسان كل إماراتي، ويصدح في كل أرجاء هذا الوطن الحبيب المعطاء، الإمارات. كما أنني لستُ من المقتدرين على تتبع أبعاد كل مفردة شعرية، نعلم جميعاً أن معناها الأول كما يقول المثل "في قلب الشاعر".
كيف لا نشمخ بالهامات، ونرتفع بالقامات، مفاخرين معتزين بعلم دولة الاتحاد، ونحن الأَولى بهذا الشموخ وهذه العزة، ونحن من يرى تجلياتها في عيون أبنائنا وآبائنا وأمهاتنا، بل في تضحيات جنودنا البواسل الذين سطّروا مجد الوطن بعلم البلاد عالياً.
لكنني قادرٌ بفضل من الله، وحكمة ومنّة، أن أشدو بصوتٍ مرتفع، ويشدو معي أبنائي وعائلتي وجيراني وزملاء عملي، بكلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في قصيدته "يا علمنا" التي يقول فيها:
يا علم رف في عالي السما رافعينك صانعين الاتحاد
يبذلون ويفتدونك بالدما شعبك وجندك إذا حق الجهاد
انت ثوب العز فيك اتجسما فأربعة الألوان يا رمز البلاد
نعم، إننا قادرون على رفع العلم وترديد النشيد، ولكن لي أن أسأل كل المحتفلين معنا باحتفالية يوم العلم في الثالث من نوفمبر من كل عام، والمحتفلين معنا هذا العام يوم الخميس الثاني من نوفمبر، وسؤالي هو التالي: ما هي الأسباب التي تدفعنا إلى الاحتفال بهذه المناسبة دونما خوف أو قلق، وما هي الموجبات التي تجعلنا نشمخ بالهامات ونرتفع بالقامات، مفاخرين معتزين بعلم دولة الاتحاد؟.
إننا نحتفل بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً لأننا في دولة الأمن والأمان، والاستقرار بأبعاده جميعها، وليس الأمني فحسب، بل العسكري، والاقتصادي، والمجتمعي، والصناعي، والزراعي، وصولاً إلى الذكاء الاصطناعي، وهذا الاستقرار في مختلف أبعاده ليس وليد صدفة أو هبة من أحد غير الله سبحانه، ثم اقتدار قيادتنا الرشيدة على صناعة القرار ووضع الاستراتيجيات، مستلهمين في كل ذلك البصيرة الحكيمة التي كانت للوالد المغفور له "بإذن الله" الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
أليس استقراراً أن تمتلك الإمارات واحدة من أضخم ميزانيات التسلح عربياً، وبأحدث أنواع الأسلحة والتقنيات العسكرية؟، أليس استقراراً أن نذهب إلى المعتدي لنضرب على يده في اليمن والبحرين وقبلها في الكويت، ونردع كيده وعدوانه؟، أليس استقراراً أن نمتلك مفاعلات نووية للطاقة السلمية فنحفظ مواردنا الطبيعية للأجيال ونرشّد استهلاكنا لنا؟، أليس استقراراً أن نحتل المؤشرات العالمية الأولى في كثير من مجالات السعادة والإيجابية والتنمية والمعرفة والسياحة وغيرها؟، أليس استقراراً أن نرسل مسباراً إلى المريخ، ونبني مدينة مريخية على الأرض استعداداً لاستيطان الكوكب الأحمر؟.
وكيف لا نشمخ بالهامات ونرتفع بالقامات، مفاخرين معتزين بعلم دولة الاتحاد، ونحن الأولى بهذا الشموخ وهذه العزة، ونحن من يرى تجلياتها في عيون أبنائنا وآبائنا وأمهاتنا، بل في تضحيات جنودنا البواسل الذين سطّروا مجد الوطن بعلم البلاد عالياً في مواقع قتالهم، وشامخاً في مواكب جنائزهم وملفوفين به من المهد إلى اللحد.
نشمخ برؤوسنا ناظرين إلى علم بلادنا واتحادنا، لأننا شعب الشهداء والأوفياء والأخيار، شعبٌ قدّم أبناؤه أغلى ما يملكون من نفس ودم، في سبيل إحقاق الحق وردع المعتدين، وشعبٌ عاش وفياً لإرث آبائه المؤسسين لاتحاد إماراته، خيراً في مد يد العون لكل محتاج ومنكوب وملهوف على امتداد الكرة الأرضية، في كل مكان وزمان، وأفعالنا شاهدةٌ على كل ذلك.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة