عسكريون ليبيون: تركيا ضالعة في احتضان الجماعات الإرهابية
قادة ليبيون أكدوا لـ"العين الإخبارية" أن العمليات العسكرية في طرابلس وليبيا عامة بعد إعلان حالة التعبئة العامة ستتخذ منحنى آخر.
في تطور لافت على صعيد العمليات العسكرية في العاصمة طرابلس، أعلن الجيش الوطني الليبي حالة النفير والتعبئة العامة في البلاد، الأحد الماضي، من قبل رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي، كرد على التهديدات التركية باستهداف مواقع الجيش الليبي.
حالة النفير أتت بعد أيام من إعلان الجيش الليبي قيام بعض الخلايا النائمة بخيانة قوات الجيش في مدينة غريان (جنوبي طرابلس)، ما أدى لسيطرة المليشيات على المدينة، وشدد الجيش على أن ذلك تم بدعم من تركيا التي يقول الجيش إنها تقدم عسكريها إضافة للسلاح للمليشيات في طرابلس.
ويثير ذلك التساؤل حول المنحى الذي ستتخذه العمليات العسكرية في طرابلس وليبيا عامة بعد إعلان حالة التعبئة العامة.
اللواء مادي: كل شيء وارد في الحرب
قال اللواء إدريس مادي، قائد المنطقة الغربية العسكرية التابعة للجيش الوطني الليبي، إن الوضع في المنطقة الغربية بصفة عامة وفي طرابلس خاصة ممتاز جدا، مؤكدا أن تقدير المليشيات بضعف معنويات الجيش بسيطرتهم على غريان غير صحيح، مؤكدا أن القوات المسلحة الليبية مبنية على خطط استراتيجية والمعنويات مرتفعة.
وشدد اللواء مادي على أن هدف عملية طرابلس لم يتغير لدى الجيش منذ إعلان المعركة في الرابع من أبريل/نيسان الماضي، مشيرا إلى إحراز الجيش تقدمات في طرابلس حاليا، قائلا: "سيكون هناك أخبار سارة قريبا بخصوص الأوضاع الميدانية".
وفي ظل إعلان حالة النفير والتعبئة العامة وبسؤاله حول مدى إمكانية استهداف الجيش لمواقع المليشيات في مصراتة، قال اللواء مادي، خلال تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": "في الحرب كل شيء وارد".
وأكد اللواء مادي أن تحديد الأهداف وأولوياتها وأهميتها وأسبقيتها متروك لمستويين: مستوى العملياتي في غرفة العمليات، وعلى مستوى القيادة حيث هناك جانب استراتيجي لتحديد الأولويات حسب خطة العمليات نفسها.
الإمدادات التركية للمليشيات
أصبح التدخل التركي في الملف الليبي محل تساؤل للجميع، حيث قامت الحكومة التركية بتهريب شحنات أسلحة خلال الأشهر القليلة الماضية عبر الموانئ في غرب ليبيا مثل ميناء طرابلس والخمس ومصراتة.
وحول طريقة تعامل الجيش الليبي مع الإمدادات التركية للمليشيات، أشار اللواء مادي إلى ثلاث نقاط الأولى: أن حركة الإمدادات مرصودة بالكامل، والثانية: الجيش يفضل الحفاظ على الموانئ الليبية.
الثالثة، بحسب اللواء مادي، استهداف الجيش إمدادات وتمويل المليشيات في مواقع التكديس وتجميعها والتخزين، معتبرا أن ذلك أفضل لتجنب خسائر كبيرة مثل استهداف المدنيين العاملين في الموانئ، فضلا عن تجنب البنية التحتية للموانئ، ما يؤدي لفترة طويلة لإعادة تشغليها وإعمارها.
في السياق نفسه، أكد الرائد عمر امراجع المقرحي، قائد كتيبة طارق بن زياد التابعة للجيش الوطني الليبي أن إعلان حالة النفير تتبعها إجراءات وخطوات عدة.
وأوضح امراجع، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن أعداد المقاتلين ستتزايد في محاور المنطقة الغربية، مشيرا إلى وصول تعزيزات بالفعل للجيش من مدينة بنغازي.
ولفت امراجع إلى "فرض عدم الحياد"، فإما أن تكون المجموعة المسلح مع الجيش ضد الإرهاب أو مع الإرهاب، لافتا إلى أن "التعبئة العامة" تعني أن يدعم الجميع المعركة للقضاء على الإرهاب.
واعتبر امراجع أن أمر النفير هو حالة حرب كاملة وشرعيته من البرلمان، مشيرا إلى أن التعامل مع المليشيات سيكون عبر القصف والتخريب والمقاطعة.
وأضاف أن الجيش الوطني الليبي قادر على استهداف مواقع المليشيات في مناطق مثل الكلية الجوية مصراتة أو مينائي الخمس ومصراتة.
من جانبه، قال المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي فتحي المريمي إن ما تقوم به تركيا هو إيضاح وتأكيد في موقفها الداعم لمليشيات طرابلس.
وأكد المريمي، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن التصريحات والتهديدات التركية للجيش لا تثير استغرابهم، قائلًا "نتوقع ذلك من تركيا خاصة أنها ضالعة في احتضان الجماعات الإرهابية".
وشدد المريمي على عزم الجيش الليبي لمواجهة هذه المليشيات ومن يدعمها.
وكانت لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي قد دعت اليوم في بيان لعقد جلسة طارئة للجامعة العربية لمناقشة التدخلات التركية في ليبيا.
خسائر المليشيات
أعلنت شعبة الإعلام الحربي التابع للجيش الوطني الليبي ارتفاع حصيلة قتلى المليشيات إلى ٩٠ قتيلاً في محاور تحرير العاصمة منذ انطلاق العمليات العسكرية والطلعات الجوية ضمن عملية "عاقبة الغدر" التي بدأتها القوات المُسلحة خلال الأيام الثلاث الماضية.
وتابعت الشعبة، في بيان، أن "عاقبة الغدر" ستستمرّ حتى إتمام الأهداف المُحدّدة كافة من قبل القائد العام للقوات المسلحة.
وقال البيان إن القوات المسلحة الليبية "ستُثبت للمليشيات وكل من تحالف معهم من الجماعات الإرهابية في الساعات والأيام المقبلة أن عاقبة الغدر والخيانة وخيمة جدا وستُكلفهم الكثير".
واختتم البيان "قواتكم المُسلحة تستعد لتوجيه ضربات قاسمة على مواقع العدو في المحاور كافة أرضاً وجواً".
aXA6IDMuMTM1LjIyMC4yMTkg جزيرة ام اند امز