«لقاء روما».. بداية فصل جديد في العلاقات التجارية بين أمريكا وأوروبا

قال خبراء اقتصاد فرنسيون إن لقاء نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في روما يفتح باب التفاوض وسط حذر أوروبي.
في روما يشير ذلك إلى بداية فصل جديد في العلاقات التجارية بين ضفتي الأطلسي، لكنه يسلّط الضوء أيضاً على التوترات الكامنة بسبب سياسات الحماية التجارية التي يعيد الرئيس ترامب تفعيلها تدريجياً.
وقال جيوم بيفراني، الباحث الاقتصادي في مركز "مونتين" الفرنسي، لـ"العين الإخبارية" إن "عودة موضوع الرسوم الجمركية إلى الطاولة تعكس رغبة إدارة ترامب في فرض توازن قسري في الميزان التجاري مع الاتحاد الأوروبي، دون مراعاة تامة لمصالح الشركاء الأوروبيين". واعتبر أن "لقاء روما خطوة بروتوكولية لكنها ليست كافية لتبديد الشكوك".
من جهته، يرى فرانسوا دومازيير، الخبير الاقتصادي في معهد IFRI للدراسات الدولية، لـ"العين الإخبارية" أن "الولايات المتحدة تُبقي أوروبا في وضع تفاوضي دفاعي، وتسعى عبر سياسة التعرفة الجمركية إلى دفع الأوروبيين للانخراط في تنازلات تجارية أكبر، خصوصاً في قطاع التكنولوجيا والطاقة".
ملف الرسوم الجمركية
وأكد نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، خلال لقائه الأحد في روما مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن "أوروبا تبقى حليفاً مهماً للولايات المتحدة"، رغم اعترافه بوجود خلافات تجارية بين الجانبين.
وجاء هذا اللقاء في سياق أول محادثات رسمية رفيعة المستوى منذ أن أعاد الرئيس دونالد ترامب فرض رسوم جمركية مثيرة للجدل. وقال فانس في مستهل الاجتماع: "نأمل أن يكون هذا اللقاء بداية لمفاوضات تجارية طويلة الأمد ومثمرة بين أوروبا والولايات المتحدة، رغم أجواء الحرب الجمركية الحالية".
وأضاف: "أوروبا حليف مهم، ودولها الفردية أيضاً شريكة وثيقة، لكن لدينا بعض الخلافات، كما هو الحال بين الأصدقاء، خصوصاً في ما يتعلق بالتجارة".
وفي ختام اللقاء، أفاد بيان صادر عن البيت الأبيض بأن القادة الثلاثة، فانس وفون دير لاين ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، أجروا "نقاشاً بنّاءً حول عدة ملفات"، أبرزها هدف الرئيس ترامب "إعادة التوازن إلى العلاقات التجارية" و"وضع حد لنزيف الحرب في أوكرانيا".
من جهتها، أعربت فون دير لاين عن ترحيبها بـ"العلاقة الخاصة والقوية" بين واشنطن وبروكسل، مشيرة إلى أن "الشيطان يكمن في التفاصيل، لكن ما يوحّدنا هو رغبتنا في التوصّل إلى اتفاق عادل للطرفين".
وفي وقت سابق من اليوم، شارك الثلاثي في قدّاس تدشيني للبابا ليون الرابع عشر في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان.
لقاء ترامب وفون دير لاين
وتأتي هذه الخطوة تمهيداً للقاء مرتقب بين دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية، الذي لم يُحدّد تاريخه بعد. وكان ترامب قد صرّح في 9 مايو/أيار قائلاً إنه يتطلع إلى لقاء "الرئيسة الرائعة للمفوضية الأوروبية"، على الرغم من انتقاداته المتكررة لمؤسسات الاتحاد الأوروبي.
وفي رد مقتضب من المكتب البيضاوي، اكتفى ترامب بالقول إنه واثق من "رغبة الأوروبيين في التوصل إلى اتفاق". وأضاف: "الجميع يريد اتفاقاً مع الولايات المتحدة".
وكان ترامب وفون دير لاين قد تبادلا التحية بشكل مقتضب يوم 26 أبريل/نيسان في روما، على هامش جنازة البابا فرانسيس، واتفقا حينها على عقد اجتماع رسمي لاحق.