الإمارات.. رحلة صعود "ملهمة" في صناعة السياحة العالمية
تعد تجربة دولة الإمارات في التنمية السياحية المستدامة رائدة بين دول العالم، بالرغم من تداعيات الجائحة والتي تؤثر على السياحة العالمية.
حيث تمكنت من أن تثبت للعالم متانة ومرونة قطاعها السياحي الوطني وتطوره وتنوع منتجاته، وذلك بفضل دعم وتوجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات ورؤيتها الشاملةً التي تقوم على استشراف المستقبل.
استعادة الثقة
لم تواجه دولة الإمارات أية صعوبات في استعادة الثقة بالسياحة، بعد عام صعب ممثلا بجائحة كورونا، وعززت موقعها كعاصمة مفضلة للسياحة.
وتملك الإمارات مجموعة من الخصائص المميزة في الدولة، تجعلها واحدة من الوجهات المفضلة للدول المصدرة للسياحة من شرق العالم إلى غربه، وفق ما تظهره البيانات الرسمية، للسياحة الوافدة إلى دولة الإمارات، التي تضم أكثر من 200 جنسية.
ومن أبرز الخصائص وبعضها حصري للإمارات، الاستقرار الاقتصادي والسياسي، والموقع الاستراتيجي الذي يربط بين الشرق والغرب، والربط الحيوي مع شركات الطيران العالمية الكبرى، والبنية التحتية القوية والداعمة للسياحة.
كما تقدم الإمارات خيارات إقامة واسعة تلائم مختلف الطلبات والميزانيات، وباقة منوعة من الفعاليات والأنشطة التي تلبي احتياجات جميع الفئات العمرية.
ومؤخرا، أقرت منظمة السياحة العالمية، عضوية دولة الإمارات في المجلس التنفيذي للمنظمة للمرة الأولى في تاريخ الإمارات كممثل للشرق الأوسط 2022–2025.
دبي ثاني أفضل وجهة سياحية
يأتي ذلك بعد أن حصدت دبي، المركز الثاني على مؤشر أفضل 100 مدينة كوجهة سياحية عالمية لعام 2021، الصادر عن مؤسسة يورومونيتور إنترناشيونال.
وذكرت المؤسسة البريطانية، أن دبي جاءت في المركز الثاني عالمياً على المؤشر هذا العام، على خلفية أدائها خلال العامين الجاري والماضي، وذلك حسب المكتب الإعلامي لحكومة دبي.
وأوضحت "يورومونيتور انترناشيونال"، أن الجهود التي بذلتها حكومة دبي في استنفار قطاع السياحة والسفر بالإمارة وحشد الدعم الكامل له أسهمت بصفة محورية في فوز دبي بالمركز الثاني عالمياً على المؤشر.
وأشار التقرير إلى أن دبي، هي المدينة الوحيدة المنتمية إلى دولة ناشئة ضمن المُدُن العشر الأوائل على المؤشر لهذا العام.
أبوظبي تحصل على 4 من جوائز السياحة العالمية
وفي المقابل حصلت أبوظبي، على 4 من جوائز السياحة العالمية الثامنة والعشرين، تقديراً لجهودها الرامية إلى ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية عالمية مفضلة.
وتُعتبر هذه الجوائز السنوية الأعلى قيمة، والأكثر تقديراً في قطاع السياحة العالمي، إذ تحتفي بالتميز في جميع مجالات صناعة السفر والسياحة، بالاعتماد على تصويت المتخصصين والعاملين فيها إلى جانب ممثلي وسائل الإعلام والجمهور.
وتمضي أبوظبي، في تعزيز ريادتها على الخريطة السياحية العالمية من خلال مبادرات دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي القائمة على التعاون والتنسيق الاستراتيجي مع الشركاء من الجهات العاملة والمعنية بقطاع السياحة على المستويين المحلي والعالمي.
وبينما تشهد الحركة السياحية إلى الإمارة نمواً مضطرداً، ساهم تنوع مقوماتها ومعالمها ومنشآتها في إحرازها جوائز "وجهة سياحة الأعمال الرائدة في الشرق الأوسط 2021"، و"وجهة السياحة الرياضية الرائدة في الشرق الأوسط 2021"، و"الحملة التسويقية الرائدة في الشرق الأوسط 2021"، و"وجهة حفلات الزفاف الرائدة في الشرق الأوسط 2021"، وذلك حسب وكالة أنباء الإمارات.
وجاء منح أبوظبي، جائزة "وجهة سياحة الأعمال الرائدة في الشرق الأوسط 2021" تقديراً لاستضافتها مجموعة واسعة من فعاليات الأعمال عالمية المستوى، والتي أتاحت فرصاً عديدة للتواصل وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات إلى جانب الحوار مع المع الشخصيات الدولية.
قدرة استثنائية للسياحة في الإمارات
يذكر أن قطاع السياحة في دولة الإمارات استطاع أن يثبت قدرته الاستثنائية على التعافي السريع من جائحة "كوفيد 19".
خلال النصف الأول من العام الجاري 2021، حقق قطاع السياحة في دولة الإمارات معدلات إشغال سياحي في المنشآت الفندقية والسياحية بلغت 62%، متفوقاً على المتوسط العالمي للإشغال الفندقي والذي بلغ 43% خلال الفترة ذاتها.
واستقطبت دولة الإمارات في النصف الأول من العام الجاري نحو 8.3 مليون نزيل بنمو بلغ 15% مقارنة بالنصف الأول من عام 2020، وصاحب ذلك نمو عائدات المنشآت الفندقية بنسبة 31% لتصل إلى 11.3 مليار درهم.
الإمارات علامة فارقة في صناعة السياحة
أصبحت الإمارات علامة فارقة فى صناعة السياحة، منذ دخولها قائمة الدول الـ20 الكبار فى هذا القطاع على مستوى العالم خلال عام 2020.
في لفتة تعكس مدى الزخم الذي أحدثه معرض "إكسبو 2020 دبي" ودوره المهم في تعافي قطاع السياحة العالمي، قام شركاء قطاع السياحة في دبي بفتح الأبواب إيذاناً بدخول عصر جديد للقطاع وذلك ضمن احتفالية خاصة بمناسبة الافتتاح الرمزي لبوابة الدخول إلى "إكسبو 2020 دبي".
ويساهم معرض "إكسبو 2020 دبي " الذي يشارك فيه أكثر من 190 دولة ويستقبل زواره من مختلف الجنسيات والثقافات والفئات العمرية في تعزيز مكانة قطاع السياحة في دبي لتحقيق النمو بالإضافة إلى ترسيخ سمعة المدينة كوجهة عالمية متعددة الثقافات.
وكشفت أحدث الإحصاءات الصادرة عن دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي "دبي للسياحة"، عن استقبال الإمارة لأكثر من 3.7 مليون زائر دولي من شهر يوليو/ تموز 2020 وحتى مايو/ آيار 2021.
ويعزز هذا الأداء القوي الدور الريادي لدبي في تعافي قطاع السياحة العالمي، تأكيداً لمكانتها كوجهة سياحية رائدة، تلتزم بضمان صحة وسلامة جميع سكانها وزوارها.
وتُظهر الإحصاءات الجديدة الخاصة بعدد الزوار الدوليين، أن دبي استقبلت منذ يوليو/ تموز، وحتى ديسمبر/ كانون الأول 2020 أكثر من 1.7 مليون زائر دولي، بالإضافة إلى 2 مليون و60 ألف سائح خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2021 بمعدل إشغال فندقي بلغ 62% خلال تلك الفترة.
وساهم تضافر الجهود بين "دبي للسياحة"، والشركاء في زيادة الطلب على الإقامة الفندقية وتشجيع السياحة الداخلية، إذ استقبلت فنادق الإمارة 5.5 مليون زائر محلي خلال الفترة من يوليو/ تموز 2020 إلى مايو/ آيار 2021، مقارنة بـ 2.66 مليون نزيل محلي خلال الفترة من يوليو/ تموز 2019 إلى مايو/ آيار 2020، وبنسبة نمو 106%، ليشكل أداء مهما في ذلك العام.
كما شهدت نسب الإشغال في الفنادق ارتفاعا وصل إلى 56% خلال عطلة عيد الفطر الماضي في شهر مايو/ آيار 2021، بانخفاض بسيط مقارنة مع فترة العيد خلال عام 2019 التي سجلت فيه 62%.
وعلى الرغم من الاضطراب الناجم عن الجائحة في جميع القطاعات، لا تزال دبي تمثل فرصة كبيرة لمطوري الفنادق، حيث تم افتتاح ما مجموعه 591 منشأة فندقية تضم 100 ألف غرفة في يوليو/ تموز 2020.
وقد ارتفع هذا العدد الآن في مايو/ آيار 2021 إلى 715 منشأة فندقية تقدم 128 ألف غرفة مع الامتثال الكامل لبروتوكولات الصحة والسلامة.
وأظهرت الإحصائيات أن دبي استقبلت نحو 2.06 مليون سائح دولي في الفترة ما بين يناير/كانون الثاني - مايو/أيار 2021، فيما بلغ عدد مرات المبيت في غرف المنشآت الفندقية خلال الفترة نفسها 11.77 مليوناً.
إيرادات قوية للسياحة
وبلغ إجمالي إيرادات القطاع السياحي في دولة الإمارات عن العام الماضي قرابة 17 مليار درهم، بحسب بيانات حديثة صادرة عن وزارة الاقتصاد.
وأمضى 15 مليون زائر، 54 مليون ليلة في مختلف الفنادق المنتشرة في دولة الإمارات، بمتوسط إشغال فندقي عند 55% خلال العام الماضي.
ويشكل القطاع السياحي رافداً مهماً في الناتج الإجمالي المحلي للإمارات، حيث تجاوزت في 2016، 68.5 مليار درهم (18.7 مليار دولار أمريكي)؛ أي ما يعادل 5.2% من إجمالي الناتج المحلي.
وارتفع بنسبة 3.2% في 2017، و5.1% سنوياً من 2017 إلى 2027 لتصل إلى 116.1 مليار درهم؛ أي ما يعادل 5.4% من إجمالي الناتج المحلي في عام 2027.
ويوفر القطاع بشكل مباشر أكثر من 317.500 ألف فرصة عمل في دولة الإمارات لعام 2016؛ أي ما يعادل 5.4% من إجمالي الوظائف. وارتفعت 2.3% عام 2017، بنسبة نمو سنوي عند 2.4% ليوفر 410 آلاف وظيفة؛ أي ما يعادل 5.9% من مجموع الوظائف في 2017.
أما قيمة استثمارات القطاع فتبلغ 26.2 مليار درهم (7.1 مليار دولار أمريكي)؛ أي ما يعادل 7% من إجمالي استثمارات دولة الإمارات.
وتبلغ نسبة الزيادة المتوقعة 11% سنوياً على مدى السنوات العشر القادمة، لتصل إلى 74.5 مليار درهم (20.3 مليار دولار أمريكي) عام 2027؛ أي ما يعادل 11.2% من إجمالي الاستثمارات.
aXA6IDMuMTQ1Ljk3LjIzNSA=
جزيرة ام اند امز