الإمارات وروسيا.. إرث زاخر على مدار 5 عقود
أكدت دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية على عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية الراسخة التي تجمع بين البلدين.
وتستند إلى إرث زاخر بالتعاون البناء والمثمر على مدار 5 عقود.
وتحتفي دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية العام الجاري بمرور 50 عامًا على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين حيث تبادل الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي وسيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية برقيات التهنئة بهذه المناسبة.
وترتبط دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية بعلاقات استراتيجية قوية وراسخة ومتطورة ويجمعهما شراكة استراتيجية مثمرة تجسد الإرادة المشتركة من كلا البلدين الصديقين للارتقاء بهذه العلاقات نحو آفاق أرحب من أجل مستقبل مزدهر ومستدام للبلدين وشعبيهما الصديقين.
وشهد مسار العلاقات الإماراتية - الروسية نقلة نوعية مع إعلان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في العام 2018، وتطورت أوجه التعاون الإماراتي الروسي في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك في ظل رعاية واهتمام من قيادتهما.
أرقام تترجم العلاقات المتنية
وتضاعفت التجارة بين روسيا والإمارات 10 مرات منذ عام 1997 عندما عقدت لأول مرة أعمال اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني بين الإمارات وروسيا الاتحادية، بحسب ما قاله وزير الصناعة والتجارة الروسي، دينيس مانتوروف، والذي توقع أن تنمو التجارة البينية بين الإمارات وروسيا إلى 4.5 أو 5 مليارات دولار بنهاية العام الجاري.
وتوجد هناك استثمارات إماراتية في 60 مشروعاً روسياً، كما توجد في الإمارات نحو 576 علامة تجارية و25 وكالة روسية حتى عام 2018، بحسب ما قال لوكالة الأنباء الإماراتية "وام" عبدالله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وبلغ التبادل التجاري بين البلدين في الفترة من 2015 حتى 2020 نحو 55 مليار درهم، وفق بيانات وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، وتنظر روسيا إلى الإمارات باعتبارها بوابة للاستثمارات والصناعات الروسية، ومركزاً لاستيراد وتصدير السلع والبضائع الروسية إلى مختلف دول الشرق الأوسط وأفريقيا، وفق ما قاله عبدالله سلطان العويس، نائب رئيس اتحاد غرف الإمارات، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، رئيس مجلس الأعمال الإماراتي الروسي، خلال زيارة وفد الأعمال الإماراتي لروسيا في سبتمبر/أيلول من العام الجاري.
كل هذا يؤكد أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تشهد تقدماً سريعاً في مختلف المجالات، لا سيما مجالات الاقتصاد الجديد مثل الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي والابتكار والاقتصاد الدائري ومختلف القطاعات الاقتصادية الجديدة، إلى جانب مختلف القطاعات الحيوية، وفق ما قاله عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، خلال أعمال الدورة العاشرة من اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني بين الإمارات وروسيا الاتحادية بدبي في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي شهدت التوصل إلى وضع خارطة طريق اقتصادية جديدة من خلال التوصل لإطار قوي للتعاون بين البلدين يشمل 12 مجالاً وقطاعاً ومسارا اقتصاديا مستقبلياً يشمل ملفات التجارة والاستثمارات، والطاقة، والصناعة والابتكار، والخدمات المالية والمصرفية والجمارك، والأمن الغذائي والزراعة، والتعليم والنقل، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والإعلام والثقافة، والسياحة، والرياضة، وحماية البيئة وإدارة الموارد الطبيعة، والاقتصاد الدائري، والثورة الصناعية الرابعة، والفضاء.
تطلعات وآفاق
ولا تتوقف العلاقات الاقتصادية عند هذا الحد، فالقطاع السياحي يمثل ركيزة أساسية للتعاون بين البلدين، حيث زار الإمارات في عام 2018 نحو مليون سائح روسي، كما استأنفت شركات الطيران الروسية والإماراتية رحلاتها إلى عدة وجهات في البلدين، وهناك تعاون في مجال اللقاحات، وبروز التعاون في مجال الفضاء، حيث أثمر التعاون بين البلدين وصول هزاع المنصوري أول رائد فضاء عربي إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، التي قضى فيها 8 أيام ضمن بعثة فضاء روسية.