رسائل الإمارات بالأمم المتحدة.. وقف فوري لحرب غزة وإدخال عاجل للمساعدات
تنديد باستهداف الأطفال، مرورًا بالتأكيد على تصميم بلادها على إدخال المساعدات لقطاع غزة، إلى المطالبة بتوفير مكان آمن للمدنيين في قطاع غزة، محاور عدة لكلمة دولة الإمارات، في مجلس الأمن.
كلمة ألقتها السفيرة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، على هامش جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة، تحت عنوان «الممارسات الإسرائيلية والأنشطة الاستيطانية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة».
وفي كلمتها، أكدت مندوبة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أن بلادها مصممة على تقديم كافة الجهود لإدخال المساعدات لقطاع غزة، معربة في الوقت نفسه عن «خيبة أملنا بسبب عدم إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر بالقدر الكافي».
إدانة للعنف
وقالت مندوبة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، إن المدنيين في قطاع غزة لا يجدون مكانًا آمنًا، مدينة العنف ضدهم بالإضافة إلى الهجمات العشوائية والأعمال الإرهابية.
وشددت مندوبة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، على أن قتل الأطفال واستهدافهم في قطاع غزة يمثل انتهاكات جسيمة.
وفي السياق نفسه، ألقى الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، بيان دولة الإمارات أمام المناقشة العامة للجنة الرابعة الشاملة للبند 49 والمعنون وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، معلنًا تأييد بلاده للبيان الذي ألقته السعودية باسم جامعة الدول العربية والذي ألقته سلطنة عمان باسم دول مجلس التعاون، والذي ألقته أذربيجان باسم حركة عدم الانحياز.
وقف فوري لإطلاق النار
وكانت دولة الإمارات والصين دعتا إلى عقد جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن يوم الإثنين، في ظل استمرار تدهور الأوضاع في غزة والهجوم على مستشفى الشفاء والاعتداءات المتكررة على مخيم جباليا للاجئين.
وقال الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان: يشرفني أن أتحدث اليوم في وقت ضاعت فيه أصوات من ضحوا بأرواحهم من العاملين في المجال الإنساني لتوفير جزء بسيط من الاحتياجات الأساسية لشعب يواجه أشد أنواع المعاناة في قطاع غزة، بسبب استمرار القصف الإسرائيلي العنيف وتوسيع العمليات البرية في القطاع.
وجدد مطالب دولة الإمارات بالوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين، معربًا عن بالغ الأسى تجاه الخسائر الفادحة في أرواح المدنيين جراء الحرب.
وأكد على دعم دولة الإمارات لوكالة الأونروا والجهود الهامة التي تبذلها لدعم اللاجئين الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة، الذي يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة.
حماية المدنيين
كما تقدم بتعازي دولة الإمارات لموظفي الوكالة إزاء مقتل 89 شخصًا منذ اندلاع الحرب، «وهو أكبر عدد يقتل من موظفي الإغاثة التابعين للأمم المتحدة في نزاعٍ خلال هذه الفترة القصيرة»، معربًا في الوقت نفسه عن خالص تعازينا للشعب الفلسطيني جراء مقتل قرابة عشرة آلاف فلسطيني، سبعين بالمئة منهم من النساء والأطفال.
وشدد على ضرورة حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، مستنكرًا شن هجمات على العاملين والمدنيين، والأعيان المدنية ومرافق الأمم المتحدة، ومنها تلك التابعة للأونروا، بالأخص المرافق التي تتعرض للقصف وهي مكتظة بالنازحين من الحرب، ومنها مؤخراً مدرسة في مخيم المغازي للاجئين، فيما تضرر بالمجمل 48 مرفقا تابعا للأونروا.
وأشار إلى أن دعم الغالبية العظمى من دول العالم قرار الجمعية العامة المعتمد في السابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بشأن حماية المدنيين في الجلسة الاستثنائية الطارئة، إنما يؤكد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني الذي وضع لحماية المدنيين.
وأعرب عن أسفه من «منع إدخال المواد الغذائية عن شعب بات يتضور جوعاً وغيرها من المواد الأساسية ومنها المساعدات الطبية، باستثناء بعض شحنات المعونة القليلة مما تسبب بانهيار القطاع الصحي وتدهور الأوضاع الإنسانية إلى مستويات كارثية، في الوقت الذي قطعت فيه الاتصالات عن قطاع غزة للمرة الثالثة خلال عشرة أيام، مما يتسبب بتعتيم إعلامي ويمنع السكان من التواصل مع الطواقم الطبية ويعرقل عمل الجهات الإنسانية والصحية من الاستجابة للأوضاع على الأرض».
وتساءل الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان: كيف من الممكن في هذه الأوضاع إنقاذ حياة المدنيين؟ مطالبًا باتخاذ إجراءات لتوفير الحماية الكاملة للمدنيين في قطاع غزة، خاصة الأطفال، الذين يتعرضون لوطأة هذا النزاع.
إدخال المساعدات
وجدد دعوة دولة الإمارات إلى الوقف الفوري لهذه الحرب لحقن الدماء ومنع توسع رقعة النزاع في المنطقة، وإلى ضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع على نحو عاجل وآمن ومستدام ودون عوائق.
وتابع: انطلاقاً من نهج دولة الإمارات الثابت، والقائم على مبادئ الإنسانية، قدمت منذ وقت اندلاع الحرب في غزة 20 مليون دولار للوكالة لدعم استجابتها الإنسانية للمتضررين، وهذا إلى جانب تقديم 35 مليون دولار للوكالة هذا العام لمساعدتها على الاستجابة لاحتياجات الفلسطينيين ومنهم اللاجئون في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة جراء عنف المستوطنين والممارسات الإسرائيلية غير الشرعية فيه.
وشدد على ضرورة توفير كامل الحماية لعاملي وكالة الأونروا وغيرها من الجهات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة، مضيفًا: بعد مقتل العديد من موظفي الأونروا، ما هي الرسالة التي نود أن تصل إلى العاملين في المجال الإنساني حالياً وفي المستقبل؟
واختتم كلمته بالتأكيد على موقف دولة الإمارات الراسخ والتاريخي والإنساني في دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ويشمل هذا إيجاد حل عادل للاجئي فلسطين وبما يضمن حقهم في العودة.
aXA6IDMuMTI5LjY5LjEzNCA=
جزيرة ام اند امز