فيديو يوثق ارتفاع معدلات الجريمة في لندن.. سرقة في قلب العاصمة

أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب واستياء واسعَين، بعد أن وثّق لحظة جريئة لعصابة في قلب العاصمة لندن تفتح باب سيارة سياح وتسرق حقيبتهم الثمينة بينما هم داخل المركبة.
ويظهر في الفيديو أحد أفراد عصابة، يقترب من سيارة متوقفة، قبل أن يُقدم على فتح الباب الخلفي بسرعة وخطف حقيبة يد كانت موضوعة على المقعد، ثم يفرّ.
- أعلى مستوى منذ 20 عاما.. أرقام صادمة عن معدلات الجريمة في بريطانيا
- بعد سرقة حقيبتها في بيكاديللي.. سيلينا سكوت تنتقد غياب الشرطة في قلب لندن
لم تعد حادثة سرقة السياح وسط لندن أمرًا نادرًا أو مفاجئًا، بل تعكس نمطًا آخذًا في التوسع لجرائم السرقة والسطو في العاصمة البريطانية، والتي باتت مصدر قلق متزايد للسكان والمستثمرين والزوار على حدّ سواء.
سرقة 80 ألف هاتف
تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن سرقات الهواتف المحمولة وصلت إلى أكثر من 80 ألف جهاز خلال عام 2024 في لندن وحدها، بمعدل هاتف يُسرق كل 7.5 دقائق. ومعظم هذه السرقات تتم باستخدام دراجات نارية أو هوائية، وتستهدف الضحايا فجأة ثم يفر اللصوص بسرعة من دون إمكانية اللحاق بهم.
ووفقًا لشرطة العاصمة، فإن نحو 96% من السرقات لا يُقبض فيها على الجناة، بينما يُوجَّه الاتهام فقط في 1% من القضايا، مما يعكس فجوة كبيرة بين الواقع الأمني والقدرات الشرطية.
ورغم حملات موسعة شملت اعتقال أكثر من 230 مشتبهًا بهم ومصادرة أكثر من ألف هاتف خلال الأشهر الماضية، إلا أن عصابات الشوارع في لندن تُظهر قدرة لافتة على التكيف، باستخدام ورش سرية لتفكيك الهواتف، وإعادة بيعها في أسواق سوداء دولية تشمل نيجيريا والصين.
مخاوف سياحية
ولم تسلم السياحة من هذه الأزمة، فقد أعرب مديرو سلاسل فنادق كبرى عن مخاوفهم من عزوف السياح عن زيارة لندن، مؤكدين أن "الضيوف لا يشعرون بالأمان حتى في وسط العاصمة".
وقال الرئيس التنفيذي لـ"PPHE Hotels"، غريغ هيغارتي، وهي شركة تدير 51 موقعاً في أنحاء أوروبا وتبلغ قيمتها السوقية 2.2 مليار جنيه استرليني (2.9 مليار دولار)، إن الشركة زادت إنفاقها على الأمن نتيجة تصاعد قلق المسافرين من معدلات الجريمة في العاصمة. وأضاف "إذا نظرت إلى ضفاف نهر التايمز في لندن أو شارع أكسفورد، لم يعد بإمكانك حمل هاتفك المحمول في الشارع. أصبح السياح الآن أقل ثقة في زيارة بعض مناطق لندن أو التنقل فيها".
وأشار إلى أن المشكلة أصبحت "مصدر قلق كبير" للزوار والسياح، فضلاً عن عملاء الشركات الذين يعقدون مؤتمرات وفعاليات في فنادق الشركة بلندن، ونتيجة لذلك، تضاعف تقريباً إنفاق المجموعة على الأمن مقارنة بمستويات ما قبل جائحة كورونا.
سرقة السيارات
ولم تقتصر الجرائم على الهواتف، بل شهدت بريطانيا أيضًا ارتفاعًا في سرقة السيارات بنسبة 75% خلال السنوات العشر الأخيرة، كما طالت السرقات الساعات الفاخرة، والمجوهرات، وحتى المواد الغذائية. ويُقدّر الخبراء الخسائر الناتجة عن السرقات السنوية في المملكة المتحدة بأكثر من 2.4 مليار دولار.
كما كشفت تقارير حديثة عن تهريب سيارات مسروقة خارج بريطانيا خلال أقل من 24 ساعة، مستخدمة شبكة تهريب فعالة تتفوق على قدرة الجمارك على الرقابة.
في ظل هذه المعطيات، تبرز الحاجة إلى مقاربة أكثر شمولًا لمكافحة الجريمة في بريطانيا، تبدأ بتشديد العقوبات، وتوسيع صلاحيات الشرطة، وتعزيز التعاون مع شركات التكنولوجيا لتعطيل الأجهزة المسروقة ومنع إعادة استخدامها.
سرقة في لندن في وضح النهار‼️ aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjAzIA== جزيرة ام اند امز