معركة بيئية.. "سراويل بيضاء" تستعدّ لاحتلال منجم ألماني
متظاهرون بسراويل بيضاء يعتزمون وقف آلات ضخمة تحفر في منجم "جارتسفايلر" الواقع قرب مدينة كولونيا الألمانية، من أجل المناخ.
يعتزم آلاف الأوروبيين من نشطاء البيئة محاصرةَ واحتلال منجم فحم كبير في ألمانيا، الجمعة، وهم يرتدون سراويل بيضاء، بدعم من حركة الاحتجاج الطلابية التي أطلقتها المراهقة السويدية جريتا تونبرج.
- فيتنامية في الـ99 تتصدى لانتشار محطات الفحم في بلدها
- بريطانيا تعيش أسبوعا خاليا من الفحم لأول مرة منذ الثورة الصناعية
وسيحاول المتظاهرون بالسراويل البيضاء، التي أصبحت رمزاً لهم، وقف آلات ضخمة تحفر في منجم "جارتسفايلر" الواقع قرب كولونيا.
وقال تادسيو مولر، وهو أحد منظمي هذا الاحتجاج: "تغيّر المناخ أصبح المشكلة الكبرى التي يواجهها العالم، وهي تتفاقم بسبب استخدام الوقود الأحفوري، ويعدّ الفحم الحجري الأكثر تلويثاً من بين أنواع الوقود الأحفوري".
وأضاف: "يجب علينا وقف حرق الوقود الأحفوري، وهذا تحديداً ما نحاول تطبيقه، إذ سنحاصر المنجم ونوقف عمل تلك الآلات الوحشية بأجسادنا".
وبدأ المتظاهرون، الإثنين، إقامة معسكرهم بعد نصبهم الخيام في مدينة فيرتسين قرب موقع التعدين، لاستيعاب 6 آلاف شخص تقريباً، آتين من أماكن بعيدة مثل وارسو وباريس ومدريد.
وللمرة الأولى، ستحظى حركة "إندي جيلانده" بالدعم المعنوي على الأقل من قبل الحركة التي أسستها المراهقة السويدية جريتا تونبرج، وتقوم على التغيّب عن المدارس كل يوم جمعة بغية المشاركة في مسيرات من أجل المناخ.
ومن المتوقع أن يتجمّع نحو 20 ألف تلميذ وطالب في مدينة أخن القريبة، لتنفيذ مظاهرة كبيرة، الجمعة.
وقالت هيلينا مارشال (16 عاماً)، المشاركة في الاحتجاجات: "ليست الفكرة أن ينتهي المطاف بقاصر تقبض عليه الشرطة"، موضحةً: "هناك الكثير من طرق المشاركة، منها الطهو والمساعدة في المخيم، وهذه الأمور لها الأهمية ذاتها مثل المواجهات المباشرة".
وأعربت مارشال عن أسفها، لأنه رغم أن المناخ بات يتصدّر جدول الأعمال السياسي لكن "ما زال بعض السياسيين يستخفون بنا.. وإذا لم يحصل ردّ فعل منهم فإن الإحباط سيزداد".
وبعثت الشرطة على مدى أسابيع برسائل إلى المدارس الثانوية في محاولة لردع الشباب الصغار، لكن نظراً إلى حجم التعبئة أقرّ قائد شرطة أخن ديرك فاينسباخ بأن "الأجهزة الأمنية لن تكون قادرة على تغطية كافة النقاط".
وتشجّع ألمانيا، وهي أكبر اقتصاد أوروبي، مصادر الطاقة المتجددة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والرياح، كما تعمل على التخلص تدريجياً من الطاقة النووية، بيْد أنها ما زالت بعيدة عن أهدافها المناخية، بسبب اعتمادها الكبير على الفحم الذي تستخرجه من مناجم ضخمة.
وعلى غرار السنوات الماضية، ستحاول حركة "إندي جيلانده" وقف العمليات في واحد من أكبر مناجم الفحم الحجري بألمانيا، وهي نقطة جديدة للانطلاق في المعركة البيئية.
ويأتي هذا الاحتجاج السادس بعدما حقّقت الأحزاب الخضراء فوزاً قوياً في انتخابات البرلمان الأوروبي، ونسباً متقاربة جداً في ألمانيا مع المحافظين بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.