3 منصات للمعارضة في جنيف.. صراع على مصير الأسد
مفاوض سوري من جنيف لـ"العين": "توافقنا على التنسيق التقني"
"هناك من يسعى لتثبيت بشار في مستقبل سوريا، لكننا نقول وعلى ما كل هذه السنوات وكل هذا الدم"
حسم فراس الخالدي، المفاوض السوري المعارض، قضية توحيد المنصات الثلاث للمعارضة، قائلاً لبوابة العين الإخبارية في اتصال هاتفي من جنيف اليوم الإثنين: "توافقنا على التنسيق التقني".
ستخوض المعارضة إذن الجولة الرابعة من المفاوضات الجارية حالياً في المدينة المحاطة بقمم جبال الألب "منقسمة"، فيما يظل السؤال: "حول أي شيء؟!".
يرى الخالدي، القادم من القاهرة إلى عاصمة السلام، أنه "ما دام هناك توافق بشأن الأسس التي سنعتمدها خلال المفاوضات (جنيف 1 وقرارات الأمم المتحدة)، لا توجد مشكلة في خوض الجولة بثلاث منصات للمعارضة، ولا أعتقد أن السيد الجعفري حزين لهذا السبب".
ويشير الخالدي إلى بشار الجعفري الذي يقود وفد النظام السوري في الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف، والذي سعى إلى الضغط من أجل توحيد المنصات المعارضة في وفد واحد، وهو أمر شاركه فيه أيضاً المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا.
وتخلل الطريق إلى جنيف عثرات قادت إلى هذا الوضع، فقبيل انطلاق الجولة الرابعة نهاية الأسبوع الماضي، دعت منصتا القاهرة وموسكو الهيئة العليا للمفاوضات للاجتماع في مقرها بالرياض لتشكيل وفد المعارضة، ولكن الهيئة لم تستجب لهذه الدعوة، وعقدت خلال أوائل فبراير/شباط اجتماعاً من طرف واحد، أصدرت في ختامه بياناً، أعلنت فيه تشكيل المعارضة، الأمر الذي اعتبرته منصتا القاهرة وموسكو تجاوزاً غير مقبول، وطرحا من جانبهما وفديهما للمفاوضات.
فشل دي مستورا في تحقيق التوافق بين منصات المعارضة دفعه إلى توجيه الدعوات لمنصتي القاهرة وموسكو.
يعتقد المعارض السوري تيسير النجار، أحد مؤسسي الائتلاف الوطني السوري، قبل أن يغادره معترضاً على نهج إخوان سوريا في إفساح الطريق لتنظيم القاعدة، أن تعدد المنصات "إستراتيجية روسية لتمييع الثورة السورية".
ويقول النجار لـ"العين"، إن "ما يجري حالياً كذبة كبيرة.. لقد سعت روسيا لمنح منصة القاهرة وزناً، وأنشأت منصة في موسكو، وكذا منصة للأستانة، هؤلاء ليسوا معارضين، بعضهم مصطنع وبعضهم مخترق، وبعضهم يرغب في أن يسرق الثورة السورية".
وبعيداً عن التعقيدات الإقليمية، ولعبة الكراسي الموسيقية التي حفل بها مسار الثورة السورية التي انطلقت قبل 6 سنوات، يبدو التعقيد الأساسي في الوقت الراهن يتعلق بمصير رئيس النظام السوري بشار الأسد.
ويقول معارض سوري مطلع على مسار مفاوضات جنيف لـ"العين" "القصة تتلخص في مصير بشار الأسد، هناك من يسعى لتثبيت بشار في مستقبل سوريا، لكننا نقول وعلى ما كل هذه السنوات وكل هذا الدم".
لا يدور الصراع على رأس الأسد في الخفاء، فالمواقف المعلنة تعكسه بجلاء، إذ أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات تمسكها برحيل الأسد، فيما اعتبر الفنان السوري جمال سليمان، ممثل منصة القاهرة في وفد جنيف، أن النقاش حول بقاء بشار الأسد أو رحيله كلفت السوريين مزيداً من الصراع، مشيراً إلى أنه لا يرى جدوى في هدر الوقت في نقاش هذا الموضوع.
سيطرح دي مستورا ورقته التي تمثل خارطة للتفاوض في جنيف4، ستدرسها الأطراف الأربعة، وفد النظام، ووفود المعارضة الثلاث. هل يوجد ما يمكن التفاوض بشأنه؟
يقول الخالدي، إننا نسعى لتثبيت مسار جنيف، لا نرغب في تفجير المسار السياسي، لا نعتقد أننا سوف نخرج بنتائج مبهرة لكننا على الطريق.
يدور التصور العام بحسب الخالدي، ومصدر معارض آخر، حول تشكيل هيئة حكم انتقالي تضم بين 60 إلى مائة شخصية، تدير البلاد خلال مرحلة انتقالية حدها الأقصى 18 شهرا، على أن تتولى هذه الهيئة تشكيل المؤسسات باختيار مجلس أعلى للقضاء وآخر للجيش، ومجلس أعلى للداخلية، وبرلمان ينتخب على أساس الإعلان الدستور، وتشكيل حكومة.
لكن العقبة تتعلق بموضع الأسد في هذا التصور، فبينما يرى البعض ضرورة أن يكون خارج المعادلة، يقبل آخرون بوضع بروتوكولي للأسد.
وسلم دي مستورا وفود المعارضة ووفد النظام ورقة حملت الثلاثة عناوين للتفاوض هي: الحكم (الهيئة الانتقالية) والدستور الجديد، والانتخابات، وستضع الوفود ملاحظاتها على الورقة بعد دراستها.
ومن المتوقع أن تطلق الوفود الكثير من التصريحات، وأن يعلق المبعوث الأممي، والدول الإقليمية والدولية التي تراقب الوضع عن كثب، على تلك التصريحات، لكن من دون التوافق حول مصير الأسد، الذي يجد حاليا 3 وفود في صف استمراره، على الجميع أن يتهيأ لـ"جنيف 5"، وما بعدها.
ويصعب كسر هذه الحلقة، ما لم يتمكن الداخل السوري من أن يفرز قوى جديدة على الأرض، يبشر بها النجار قائلا لـ"العين" إنه "يجرى الآن في سوريا بناء مجلس قيادة للثورة من رموز وطنية وضباط أحرار هُمشوا في الجيش الحر، هذا المجلس يبحث عن مشروع للخلاص".
aXA6IDMuMTQ0LjEwMS43NSA=
جزيرة ام اند امز