3 قاذفات استراتيجية لا تستطيع واشنطن الاستغناء عنها.. تعرف عليها

تشكل القاذفات بي-1بي لانسر وبي-2 سبيريت وبي-52 ستراتوفورتريس ثلاثية متكاملة للقوة الجوية الاستراتيجية الأمريكية.
تتميز كل قاذفة بسعة حمولة فريدة تعكس حقبة تصميمها وعقيدة المهام والأولويات الاستراتيجية التي وضعت من أجلها، بحسب مجلة "ناشيونال إنترست".
ورغم قدرة القاذفات الثلاث على حمل أسلحة تقليدية أو نووية، فإن كل منصة تختلف عن الأخرى بشكل كبير من حيث الحمولة القصوى، وأنظمة الإطلاق، والمشاركة في العمليات العسكرية.
بي-52 ستراتوفورتريس: الأضخم في فئتها
تُعد بي-52 ستراتوفورتريس الأكبر حجماً بين القاذفات الثلاث وتحمل ثاني أكبر حمولة ذخائر استراتيجية، إذ تصل قدرتها على حمل الذخائر إلى 70 ألف رطل.
وتشمل حمولتها أسلحة نووية وتقليدية متعددة، مثل القنابل الانزلاقية، الصواريخ المجنحة، والذخائر الذكية. تتميز قدرة بي-52 على حمل ما يصل إلى 20 صاروخ كروز AGM-86B مثبتة خارج الأجنحة، إلى جانب 8 صواريخ مجمّعة داخلياً، مما يمكّنها من تنفيذ ضربات بعيدة المدى من خارج نطاق الدفاعات الجوية المعادية.
وشكلت القاذفة العمود الفقري لحملات القصف في حروب الخليج، وعمليات "حرية العراق" وأفغانستان، فضلا عن دعمها الجوي القريب وتنفيذ مهام القصف الإستراتيجي لفترات طويلة، وهي لا تزال ذات أهمية كبيرة رغم دخولها الخدمة في خمسينيات القرن الماضي بفضل قوتها وحمولتها الكبيرة.
بي-1بي لانسر: القاذفة متعددة المهام والسريعة
تم تطوير بي-1بي في النصف الثاني من الحرب الباردة لاختراق الدفاعات الجوية السوفييتية عبر الطيران على ارتفاعات منخفضة وبسرعة تفوق سرعة الصوت، ما يجعلها القاذفة الأسرع من نوعها في الخدمة الأمريكية.
تحمل هذه القاذفة حوالي 75 ألف رطل من الذخائر، وهي بذلك تقدّم حملا أعلى قليلا من بي-52، لكنها منذ عام 2007 لم تعد معتمدة لحمل الأسلحة النووية، بل تخصصت في المهام التقليدية.
وبفضل حجرتها الداخلية، تستطيع حمل مجموعة واسعة من الأسلحة، مثل قنابل جدام، الذخائر العنقودية، وصواريخ جاسم JASSM بعيدة المدى.
وعلى الرغم من اقترابها من التقاعد، أثبتت بي-1بي قيمتها في العمليات الجوية الحديثة التي تتطلب استجابة سريعة ومرونة هجومية، حيث شاركت بفعالية في حملات كقوة "القوة الحليفة" في كوسوفو، و"الحرية الدائمة" في أفغانستان، و"العزم الصلب" ضد تنظيم داعش.
بي-2سبيريت الأكثر قدرة على التخفي
تمثل بي-2 سبيريت القاذفة الإستراتيجية الأكثر تقدما من الناحية التقنية، وهي الوحيدة التي تتمتع بتقنيات تخفي متقدمة تقلل من إمكانية الكشف عنها بواسطة الرادارات المعادية.
وتأتي قدرتها على حمل الذخائر أقل نسبيا مقارنة بأخواتها، حيث تصل إلى 40 ألف رطل، لكنها تعوّض ذلك بدقة استهداف فائقة وقدرة استثنائية على التسلل إلى مجال جوي شديد التحصين.
وتستطيع بي-2 حمل أسلحة نووية وتقليدية، مثل القنابل النووية من طراز بي61 وبي83، وقنابل جدام، والقنابل الخارقة للتحصينات.
ويمكنها قدرتها على التخفي ومدى طيرانها العالمي من تنفيذ ضربات دقيقة على أهداف استراتيجية عالية القيمة مع وقت إنذار محدود للخصم، مما جعلها الخيار الأول في الهجمات الافتتاحية لحملات كوسوفو، ليبيا، وسوريا.
أبرز مواصفات الطائرات الثلاث:
بي-52 ستراتوفورتريس (Stratofortress)
دخلت هذه القاذفة الاستراتيجية الخدمة عام 1955، وصممتها شركة بوينغ لتكون قاذفة تقليدية بعيدة المدى. تم إنتاج 744 طائرة منها، ولا يزال 76 منها في الخدمة حتى اليوم.
بلغت تكلفة الطائرة في الخمسينيات نحو 14 مليون دولار، بينما تصل تكلفة تشغيلها إلى 88 ألف دولار لكل ساعة طيران. وتمتاز بجناحين بعرض 185 قدما، وسرعة قصوى تبلغ 0.86 ماخ (حوالي 650 ميلا في الساعة).
ويمكنها التحليق حتى ارتفاع 50 ألف قدم، وحمل حمولة تصل إلى 70 ألف رطل.
ويتكون طاقمها من 5 أفراد.
بي-1بي لانسر (Lancer)
دخلت الخدمة عام 1986 من إنتاج شركة روكويل، وتعد قاذفة أسرع من الصوت بقدرة عالية على اختراق الدفاعات.
تم إنتاج 104 طائرات، ولا يزال 45 منها في الخدمة. وتبلغ تكلفة القاذفة الواحدة نحو 317 مليون دولار، في حين تصل تكلفة التشغيل إلى 173 ألف دولار لكل ساعة طيران.
تمتلك جناحين بعرض 137 قدما، وسرعة قصوى تصل إلى 1.2 ماخ (حوالي 900 ميل في الساعة). ويزيد سقف طيرانها عن 30 ألف قدم، وتستطيع حمل 75 ألف رطل من الذخائر. ويتألف طاقمها من أربعة أفراد.
بي-2سبيريت (Spirit)
دخلت الخدمة عام 1997 من إنتاج شركة نورثروب، وتعتبر أشهر القاذفات الشبحية في العالم.
لم يُنتج منها سوى 21 طائرة، ولا يزال 19 منها في الخدمة.
تبلغ تكلفة القاذفة الواحدة حوالي 20 مليار دولار، وتبلغ تكلفة تشغيلها 150 ألف دولار لكل ساعة طيران. وتمتاز بجناحين بعرض 172 قدما، وسرعة قصوى عالية تحت سرعة الصوت.
يمكنها التحليق حتى ارتفاع 50 ألف قدم، وحمل 40 ألف رطل من الذخائر، بينما يتكون طاقمها من شخصين فقط.