الساموراي الياباني يزاحم التنين الصيني في أفريقيا "صور"
جددت اليابان، التزامها "توثيق التعاون" مع أفريقيا، مؤكدة أنها ستستثمر فيها 30 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات.
واختتمت في تونس، مساء اليوم، فعاليات مؤتمر طوكيو للتنمية في أفريقيا (تيكاد8).
ويعتبر هذا المؤتمر الذي شارك فيه نحو ثلاثين رئيس دولة فرصة لطوكيو لتعزيز موقعها في السوق الأفريقية بمواجهة الدور الصيني المتنامي.
وطوال يومي المؤتمر شددت اليابان على "نوعية" الخدمات التي تقدمها في إشارة ضمنية إلى الصين التي تقترح مشاريع ضخمة في حين تؤكد طوكيو أنها تقدم نوعية أفضل.
ووصلت المبادلات التجارية بين اليابان وأفريقيا إلى 24 مليار دولار عام 2015 أي أقل بكثير من المبادلات مع الصين التي تصل إلى 179 مليار دولار.
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في كلمته التي ألقاها من بلده عبر الفيديو بسبب إصابته بكوفيد في ختام مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا "تيكاد8" "أريد أن أؤكد مجددا رغبة اليابان في العمل مع أفريقيا كشريك".
وأكد رئيس الوزراء الياباني ، أن طوكيو ستقوم باستثمارات عامة وخاصة في القارة بقيمة 30 مليار دولار على مدى الأعوام الثلاثة القادمة.
وشدد كيشيدا على أن اليابان "تريد تعزيز الشراكة مع قارة أفريقيا أكثر".
وتابع: إضافة إلى ذلك، ستقدم اليابان مساعدة بقيمة 8,3 مليار دولار لدول منطقة الساحل المضطربة، من أجل تحسين الخدمات الإدارية لخمسة ملايين من سكان هذه المنطقة".
وكشف فوميو كيشيدا أيضا عن أن طوكيو ستعيّن مبعوثا خاصا إلى منطقة القرن الأفريقي حيث "يتدهور الوضع الإنساني مع تزايد اللاجئين ونقص الغذاء،" وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
كان الزعيم الياباني قد أعلن في أول أيام الندوة السبت أن طوكيو ستطلق "مبادرة النمو الأخضر لأفريقيا ونستثمر (فيها) أربعة مليارات دولار".
كما أكد الأحد أن اليابان ستمول تدريب "كوادر أمنية وعاملين في الأمن".
ومن بين التمويلات التي ستقدمها طوكيو للدول الأفريقية مليار دولار مخصصة لـ"إعادة هيكلة الديون".
كما ستساعد اليابان الدول الأفريقية في مواجهة نقص الأغذية الناتج عن الحرب في أوكرانيا، وتقدم لها تمويلات بقيمة 300 مليون دولار بتمويل مشترك مع البنك الأفريقي للتنمية من أجل "إنتاج الغذاء وتدريب 200 ألف شخص في الزراعة".
شراكة يابانية أفريقية
كما اعتبر الزعيم الياباني أنه من "الملحّ معالجة الظلم التاريخي" تجاه أفريقيا ومنحها مقعدا دائما في مجلس الأمن حتى "يعمل بفعالية".
وأوضح أنه سيدعو، مع شغل بلاده العام القادم وحتى 2024 مقعدا غير دائم في المجلس، إلى إصلاح هذه المؤسسة التابعة للأمم المتحدة وتخصيص مقعد دائم فيها للقارة.
قال الرئيس التونسي قيس سعيّد في هذا الصدد: إن "القارة الأفريقية عانت الكثير ولا زالت تعاني، وخلال المدة الأخيرة تراكمت أعمال العنف في أفريقيا.
إعلان تونس
وأعربت الدول الأفريقية واليابان في "إعلان تونس" الصادر في ختام "تيكاد8" عن "قلق بالغ إزاء الوضع في أوكرانيا وتأثيره على الاقتصادات الأفريقية والعالمية".
ويتناول الإعلان المحاور الثلاثة الرئيسية لتعاون اليابان مع أفريقيا: تسريع النمو عبر الاستثمار في الاقتصاد الأخضر والشركات الناشئة، والعمل على إرساء "اقتصاد مرن" مع دعم إنتاج الأدوية واللقاحات والأمن الغذائي، و"السلام والأمن" من خلال دعم الوساطة ومنع نشوب النزاعات.
وهذه أول نسخة من "تيكاد" منذ تفشي فيروس كورونا والثانية في أفريقيا بعد أن استضافتها كينيا عام 2016. وتعقد الندوة التي أطلقتها طوكيو عام 1993 كل ثلاث سنوات.
وتأمل السلطات التونسية أن يستفيد اقتصادها من استضافة ندوة "تيكاد" من خلال جذب استثمارات يابانية، وقد أتاحت القمة منذ إنشائها إطلاق 26 مشروعا إنمائيا في 20 دولة. ويأمل التونسيون في تحقيق نتائج جيدة في مجالات الصحة وصناعة السيارات والطاقات المتجددة بأكثر من 80 مشروعا بقيمة 2,7 مليار دولار، بحسب رئيس غرفة التجارة والصناعة التونسية اليابانية الهادي بن عباس.
ويقدم التنويع في الاقتصاد الأفريقي فرصا لقطاعات تشتهر بها اليابان مثل التخطيط العمراني ومشاريع الطاقة والمياه والوقاية من الكوارث الطبيعية.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xMTkg جزيرة ام اند امز