سفير أمريكا يربك إيطاليا.. يعيش في يخت فاخر ويتحرك «كرئيس»

رفاهية دبلوماسية يعيشها السفير الأمريكي لدى إيطاليا، تيلمان فيرتيتا، إذ وُضع أمام اختيار غريب لمقر إقامته، بين يخت فاخر، وفيلا تاريخية.
السفير حدد بالفعل اختياره، وفضّل العيش على يخته الفاخر بدلا من الانتقال إلى مقر إقامته الرسمي في "فيلا تافيرنا" التاريخية وسط العاصمة روما، واصفا الفيلا بأنها "غير صالحة للسكن".
ويعيش فيرتيتا، الملياردير القادم من عالم الكازينوهات والمطاعم وتلفزيون الواقع، على متن يخته الفاخر "بوردووك" البالغ طوله 250 قدما، والراسي في ميناء تشيفيتافيكيا، الذي يبعد نحو 100 كيلومتر من العاصمة الإيطالية، بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "إكسبريس" البريطانية.
وتبلغ قيمة اليخت نحو 110 ملايين جنيه إسترليني، ويضم جميع وسائل الرفاهية التي قد يرغب بها أثرياء العالم.
وشكّلت "فيلا تافيرنا" منذ عام 1933، المقر الرسمي للسفراء الأمريكيين في روما، وقد سكنها 23 سفيرا قبل فيرتيتا.
وتعد الفيلا، التي تعود للقرن الخامس عشر، تحفة معمارية بحد ذاتها، حيث تقع على مساحة سبعة أفدنة.
وتضم الفيلا قطعًا أثرية نادرة، بينها تابوت روماني يعود إلى القرن الثالث الميلادي، وأعمدة من الغرانيت المصري القديم، إضافة إلى مسبح وحديقة وملاعب تنس.
لكنها لم تلقَ استحسان السفير الجديد، الذي فضّل أجواء البحر على الفخامة التاريخية.
ورغم وصفه عند تعيينه أن "إيطاليا بلد رائع بشعبه وتاريخه وثقافته وأهميته الاستراتيجية"، إلا أن رفضه الإقامة في المقر الرسمي أثار استغراب الأوساط الدبلوماسية الإيطالية، وسط همسات عن غرابة أطواره.
وشبّه أحد المسؤولين الإيطاليين، فيرتيتا، مازحا بـ"المريخي في قصة فلاتيانو"، في إشارة إلى كائن فضائي وديع يربك سكان روما بسلوكه غير المتوقع.
وُلد فيرتيتا، البالغ من العمر 67 عامًا، في ولاية تكساس لعائلة من أصول صقلية، وحقق شهرته الواسعة بعد شراء فريق "هيوستن روكتس" لكرة السلة عام 2017، وظهوره في برنامج الواقع "بليون دولار باير" (Billion Dollar Buyer) على شبكة سي إن بي سي، حيث عرف بشخصيته الصاخبة والثقة الزائدة بالنفس.
وقد طغت هذه الشخصية على مهامه الدبلوماسية، إذ يستخدم مروحيته الخاصة للتنقل من اليخت إلى العاصمة، وغالبًا ما يهبط في مطار أوربي الصغير شمال روما.
"إرباك أمني"
وتشير تقارير إلى أنه طلب في وقت سابق الهبوط مباشرة في حدائق "فيلا تافيرنا"، إلا أن القوانين الصارمة للطيران فوق المدينة حالت دون ذلك، حيث يُمنح هذا الامتياز فقط للبابا ورئيس الجمهورية.
حتى حكومة جورجيا ميلوني اليمينية المقرّبة من الرئيس دونالد ترامب لم تستطع تبرير طلب السفير، خاصة بعد أن قدم مقترحا بقطع أشجار معمّرة لتوفير مهبط للمروحية في الفيلا.
الوجود الدائم للسفير الأمريكي في ميناء تشيفيتافيكيا المدني تسبّب في تحديات أمنية، إذ تحول الميناء إلى منطقة شبه عسكرية بفعل الإجراءات الأمنية المشددة.
كما أبدى مسؤولون إيطاليون تذمرهم من عدم إبلاغ فيرتيتا بتحركاته مسبقا، ما أدى في إحدى المرات إلى إرباك أمني إثر قيامه برحلة بحرية مفاجئة إلى مقبرة عسكرية أمريكية جنوب روما، تزامنا مع حالة توتر دولية.
ورغم أن فيرتيتا بدأ مسيرته السياسية كمتبرع للحزبين الأمريكيين، فقد تقرب من معسكر ترامب، واشترى في عام 2011 كازينو "ترامب مارينا" المتعثر، أحد أسوأ استثمارات الرئيس الجمهوري في أتلانتيك سيتي.
كما تبرع السفير الأمريكي بأكثر من 1.5 مليون جنيه إسترليني منذ بداية عام 2023 لصالح ترامب وعدد من المرشحين الجمهوريين.
وكان تعيينه في منصب السفير لدى إيطاليا عام 2024 بمثابة تتويج لعلاقته المتينة بترامب، وهو المنصب الوحيد الذي عبّر فيرتيتا علنا عن استعداده لتوليه "تكريما لجذوره الصقلية".
لكن تقارير أشارت إلى أنه بدأ يشعر بالضيق من البيروقراطيين في السفارة؛ سواء الأمريكيين أو الإيطاليين، ما زاد من عزلته واختياره الإقامة على متن اليخت.