التسامح وحقوق الإنسان.. قيم مشتركة تجمع الإمارات والبرازيل
6 آلاف مواطن إماراتي زاروا البرازيل العام الماضي فيما زار أبوظبي نحو 76 ألف مواطن برازيلي.
تتقاسم دولتي الإمارات والبرازيل العديد من القيم والمبادئ المشتركة، والتي تأتي على رأسها التسامح والأخوة بين مختلف الطوائف والأديان ومراعاة حقوق الإنسان، والاهتمام بإرساء قواعد الإخاء ومحاربة التطرف ونبذ العنف واحترام جميع الأديان.
ورغم أن عدد سكان البرازيل يفوق 200 مليون نسمة، فإن الدولة البرازيلية نجحت في احتضان جميع شعبها واحترام تنوعهم الثقافي واستغلال ذلك وتحويله إلى نقطة قوة.
البلد اللاتيني الذي يبعد أكثر من 12 ألف كيلو متر عن الإمارات لم تمنعها تلك المسافة الشاسعة عن ترسيخ العلاقات ونقل نموذج التسامح الإماراتي والاقتداء به، والتعاون في مجالات أخرى شملت الاقتصاد والسياحة والاستثمار وغيرها بما يعود بالخير على شعبي البلدين الصديقين.
وخلال مساعيها لنشر التسامح والأخوة في كافة أنحاء العالم، في إطار مبادرات عام التسامح، الذي أطلقته دولة الإمارات في 2019، وجدت الإمارات في البرازيل نموذجا جديرا بأن يكون موطن وثيقة "الأخوّة الإنسانية".
ونظّمت قنصلية الإمارات في ولاية ساو باولو البرازيلية فعالية التسامح والأخوة لجميع الأديان في البرازيل، في شهر يونيو/حزيران الماضي، للالتفاف حول مائدة حوار مشتركة حضرها عدد كبير من كلّ الأطياف والأديان الموجودة في البلاد.
ووقع الإمام الشيخ محمد البقاعي ممثلا عن الطائفة الإسلامية، والكردنيال دون أوديلو شيرير رئيس أساقفة ولاية ساو باولو، خلال الفعالية، على وثيقة "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك"، بحضور عدد من رجال الدين والسلطات البرازيلية وبعض نواب مجلس الشعب، وعدد من القناصل والأكاديميين والصحفيين.
قال إبراهيم سالم العلوي، قنصل عام الإمارات في ولاية ساو باولو، إن هذه المبادرة سلسلة متواصلة من مبادرات الإمارات تأكيداً منها على إرساء قواعد الإخاء والمشاركة ومحاربة التطرف ونبذ العنف واحترام جميع الأديان، موجها الشكر للقيادة الرشيدة في الإمارات التي أعطتهم الفرصة لنشر تلك الثقافة في جميع أنحاء العالم.
وفي ظل تطور العلاقات الثنائية بين البلدين، شهدت الإمارات والبرازيل العديد من الزيارات المتبادلة، على مستوى المسؤولين والشركات ورجال الأعمال والمستويات الرفيعة التي كان آخرها في شهر مارس/آذار الماضي، حين استقبل جايير بولسونارو رئيس جمهورية البرازيل الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، وذلك في إطار زيارته الرسمية إلى العاصمة برازيليا.
وجرى خلال اللقاء بحث مسارات العلاقات الثنائية المتميزة بين دولة الإمارات والبرازيل وفرص تعزيز مجالات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين في المجالات كافة، كما تم تبادل وجهات النظر تجاه مستجدات الأوضاع في المنطقة وبحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وعلى المستوى الشعبي، فهناك نحو 76 ألف مواطن برازيلي زاروا الإمارات العام الماضي، ونحو 6 آلاف مواطن إماراتي قاموا بزيارة البرازيل.
وأكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، خلال زيارته إلى البرازيل، حرص الإمارات على أن تحظى البرازيل بأفضل مشاركة ممكنة في معرض "إكسبو 2020 دبي"، وأن تستفيد من القدرات اللوجستية الموجودة في الدولة على صعيد المساهمة في نقل البضائع البرازيلية من الإمارات إلى المناطق المختلفة.
وزار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، كاتدرائية برازيليا في البرازيل، وتفقد أروقة الكاتدرائية التي تعد من أهم معالم برازيليا وتعرف على أقسامها المختلفة، كما استمع إلى شرح تفصيلي حول تاريخ الكاتدرائية التي تضم جدراناً مزخرفة بالألوان وتتكون من 16 عموداً من الأسمنت المسلح مجتمعة على شكل مجسم لقطع زائد وترمز إلى يدين مرفوعتين للسماء.
وتجسيدا لنمو العلاقات الثنائية بين البلدين، قلد ماركوني بيريلو، حاكم ولاية جوياس البرازيلية، خالد خليفة المعلا، سفير دولة الإمارات، لدى جمهورية البرازيل، وساما برازيليا رفيع المستوى من درجة "جراو كروز"، تكريما لجهوده ودوره الفاعل في تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين الإمارات والولاية، وتقديرا لروابط الصداقة التي تجمع دولة الإمارات قيادة وشعبا، بجمهورية البرازيل الاتحادية بوجه عام والولاية بشكل خاص.
ويعتبر خالد خليفة المعلا، السفير العربي الوحيد الذي تم تكريمه بهذا الوسام، الذي يعتبر من الأوسمة الرفيعة في البرازيل، إذ يمنح لرؤساء الدول والحكومات، وأمراء الأسر الحاكمة، ورؤساء المحاكم العليا، ووزراء الخارجية والسفراء وحكام الولايات، وقد تقلده المسؤول الإماراتي خلال حفل أقيم على هامش مشاركة سفير الإمارات، في الاحتفالات السنوية التي تنظمها ولاية جوياس، تخليدا لذكرى انتقال عاصمة الولاية من مدينة جوياس القديمة إلى العاصمة الحالية جويانيا.
وفي منتصف شهر سبتمبر/أيلول الماضي، عقد مجلس النواب البرازيلي جلسة برلمانية عامة احتفاء بعام التسامح 2019 الذي أطلقته دولة الإمارات.
وأشاد النواب البرازيليون في مداخلاتهم خلال الجلسة بالنموذج الذي تمثله الإمارات في مجال التسامح الديني والتعايش السلمي، وأثنوا على الدور الذي تقوم به حفصة عبدالله محمد شريف العلماء سفيرة الإمارات لدى جمهورية البرازيل الاتحادية والجهود التي تبذلها في سبيل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون في مختلف المجالات مع بلادهم.
وتسعى الإمارات والبرازيل إلى توطيد علاقات الصداقة بين البلدين، وتعزيز التعاون في المجالات كافة من خلال توقيع المزيد من اتفاقات التعاون، وزيادة الزيارات المتبادلة على المستوىين الرسمي والشعبي وخاصة بعد إلغاء التأشيرات لمواطني البلدين.