هوليوود تصطدم بالسياسة.. إلغاء تكريم توم هانكس بأكاديمية عسكرية أمريكية

في خطوة مفاجئة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط العسكرية والسياسية الأمريكية، ألغت جمعية خريجي أكاديمية "وست بوينت" حفلًا كان مخصصًا لتكريم الممثل الأمريكي توم هانكس.
وكان مقررا أن يتسلم هانكس في 25 سبتمبر/أيلول الجاري جائزة سيلفانوس ثاير، التي تُمنح لغير الخريجين الذين يجسدون شعار الأكاديمية العريق "الواجب، الشرف، الوطن". إلا أن القرار أُلغي في اللحظة الأخيرة، في خطوة اعتبرها مراقبون مرتبطة بالتحولات السياسية والرمزية التي أراد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها داخل المؤسسة العسكرية.
ويأتي ذلك بعد أيام من تعرض هانكس لانتقادات حادة على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب تجسيده شخصية مؤيد لترامب بصورة نمطية ساذجة في برنامج "ساترداي نايت لايف"، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.
إعلان إلغاء التكريم تزامن مع توقيع ترامب أمرًا تنفيذيًا، هو الـ200 في ولايته، يقضي بإعادة تسمية وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب".
وقد وقع القرار في البنتاغون بحضور وزير الحرب الجديد بيت هيغسيث ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان "رازن" كاين.
من "الدفاع" إلى "الحرب": جدل الهوية العسكرية
ترامب برر قراره بالقول إن "البنتاغون أصبح غارقًا في النزعة التقدمية"، مشددًا على أن الولايات المتحدة "لم تعد تكسب الحروب". وأضاف أن العودة إلى اسم "وزارة الحرب" يعكس روح الانتصار التي ميّزت الجيش الأمريكي في حروبه الكبرى، مؤكدًا: "كنا نقاتل من أجل التعادل تقريبًا، ولم نرد أن ننتصر. لم نخسر، لكننا لم نقاتل لننتصر".
تاريخيًا، عُرفت الوزارة باسم "وزارة الحرب" منذ تأسيسها عام 1789 وحتى عام 1947، حين غيّر الرئيس هاري ترومان التسمية إلى "وزارة الدفاع" عقب الحرب العالمية الثانية ودمجها مع وزارتي البحرية والقوات الجوية.
صدام بين القوة والرمزية
تغيير التسمية لم يخلُ من ارتباك؛ إذ ظهر اسم الوزارة على منصات التواصل الاجتماعي بصفتيها القديمة والجديدة في الوقت نفسه. وعندما سُئل ترامب عن التناقض بين إعادة إدراج كلمة "الحرب" وسعيه المعلن للفوز بجائزة نوبل للسلام، أجاب بأن "السلام تحقق بفضل القوة".
ويأتي هذا القرار امتدادًا لحملة ترامب خلال انتخابات 2024 التي ركزت على "تطهير الجيش من النزعة التقدمية".
فقد سبق له في ديسمبر/ كانون الأول 2020 أن استخدم الفيتو ضد مشروع موازنة الدفاع لأنه نصّ على إعادة تسمية القواعد العسكرية التي تحمل أسماء قادة من الكونفدرالية، وهو ما جرى لاحقا في عهد الرئيس جو بايدن. إلا أن ترامب، مع عودته للبيت الأبيض، تحرك بسرعة لإعادة الأسماء القديمة.
معركة الرموز: من "فورت ليبرتي" إلى "فورت براج"
كان هيغسيث قد أعلن بعد أسابيع من توليه منصبه عودة قاعدة "فورت ليبرتي" في نورث كارولينا لتحمل اسمها السابق "فورت براج". وكان الاسم الأصلي يعود إلى الجنرال الكونفدرالي براكستون براج، المعروف بامتلاكه للعبيد وبفشله العسكري الذي ساهم في خسارة الكونفدرالية أمام قوات الاتحاد.
لكن البنتاغون أوضح في بيان لاحق أن "فورت براج" ستُحمل لاحقًا اسمًا جديدًا تكريمًا للبطل الأمريكي رولاند براج، وهو مقاتل في الحرب العالمية الثانية حصل على وسام النجمة الفضية ووسام القلب الأرجواني لشجاعته الاستثنائية في معركة الأردين.