قلب الطماطم الأبيض وخطر الهرمونات.. حقيقة "المنشور المضلّل"
حذرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي من تناول الطماطم إن بدا لونها بعد تقشيرها مائلا إلى الأصفر أو الأبيض.
ورغم أصحاب تلك المنشورات أن ذلك اللون دليل على احتواء الطماطم على كمية كبيرة من الهرمونات، وامتصاص الطماطم لها.
كما تضمن أحد المنشورات صورة لطماطم مقشرة لونها يميل إلى الأبيض، وعلق محذرا "من تناول الطماطم إذا كان لونها من الداخل يميل إلى الأبيض أو الأصفر".
إلا أن هذا الادعاء لا أساس له من الناحية العلمية، واللون الأبيض أو الأصفر قد يكون نتيجة عوامل كثيرة ما عدا الهرمونات.
وبحسب المهندس الزراعي والخبير اللبناني، مارك بيروتي، فإن "ابيضاض الطماطم قد يدل على أمور كثيرة ليس من بينها احتواءها على نسبة كبيرة من الهرمونات". وشرح قائلا: "الابيضاض أساسا ليس من العلامات (أو الأعراض) الدالة على وجود هرمونات".
وتابع لوكالة فرانس برس "في حال امتصت الشتلة الكثير من الهرمونات تصبح التجويفات المحيطة بالبذور أكبر وأوسع على سبيل المثال لا الحصر، ولا يتحول لونها إلى الأبيض".
وتابع بيروتي "كثيرة هي العوامل التي تساهم في تغيير لون الطماطم إلى أبيض". فقد تكون شتلة الطماطم مصابة بأنواع من الفيروسات وتعرف باسم "TSWV" أو "TYLCV"، وهي غير ضارة للإنسان. كما تؤثر الظروف المناخية بشكل كبير على نمو الطماطم ولونها، بالاستناد إلى بيروتي.
وقد تشير البقع البيضاء إلى "أن الطماطم لم تصل إلى درجة الاستواء اللازمة أو أنها تعرضت لدرجات حرارة مرتفعة جدا".
وقال بيروتي إن سوء التغذية الذي قد تعاني منه الشتلة قد يؤثر على لونها، وفصّل بالقول: "عادة ما تكون الطماطم حساسة جدا على نقص بعض المعادن. وقد يشير ابيضاضها إلى نقص في مادة البوتاسيوم".
وأضاف المهندس الزراعي اللبناني "عوامل كثيرة قد تؤدي إلى ابيضاض الطماطم، لكن الهرمون، ولا ريب، ليس واحدا من بينها". وطمأن بيروتي بالقول: "كثيرة هي المعلومات المضللة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن يمكنني القول إن 95% من الأمراض التي تصيب الخضار والفاكهة لا تنتقل إلى الإنسان".
aXA6IDMuMTM3LjE2NC4yMjkg جزيرة ام اند امز