البنك الدولي يحذر: تأخر تمويلات المناخ يعني «وفيات هائلة»
![الفيضانات في باكستان](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/08/147-145941-too-many-deaths-if-climate-change-finances-not-met_700x400.jpg)
حذرت مسؤولة كبيرة في البنك الدولي من احتمال وقوع عدد كبير جدًا من الوفيات إذا لم يتم توفير التمويل المطلوب لمكافحة تغير المناخ.
ووفق موقع "إيه إيه دوت كوم"، قالت فاليري هيكي، المديرة العالمية لشؤون تغير المناخ في البنك الدولي: "سيكون هناك عدد كبير جدًا من الأشخاص الذين يموتون إذا انتظرنا أن يضع الشمال العالمي على الطاولة كل الأموال التي يجب أن يضعها أخلاقيًا".
وقالت هيكي في حديثها خلال مؤتمر دولي حول تغير المناخ بعنوان "Breathe Pakistan" في العاصمة الباكستانية إسلام أباد: "إن الانتقال من 100 مليار دولار إلى 300 مليار دولار يبدو وكأنه مبلغ كبير من المال، لكنه ليس كذلك، معظمها في شكل إقراض".
وفي مؤتمر المناخ (COP29) في أذربيجان خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اقترحت الأطراف مبلغ 250 مليار دولار لتمويل المناخ بحلول عام 2035.
التهديد «ليس بعيدا»
وأشار محمد يحيى، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية، في تصريحات ضمن المؤتمر نفسه، إلى أن تغير المناخ لم يعد "تهديدًا بعيدًا".
وقال: "تغير المناخ لم يعد تهديدًا بعيدًا. إنه يحدث الآن. وكما صرح (الأمين العام للأمم المتحدة) أنطونيو غوتيريس مؤخرًا: "نحن على الطريق السريع إلى جحيم المناخ وأقدامنا لا تزال على دواسة الوقود".
وأشار إلى أن الانبعاثات العالمية لا تزال في ارتفاع، وسلَّط الضوء على كيفية ازدياد تواتر الأحداث المناخية المتطرفة، مثل الجفاف وحرائق الغابات والفيضانات، وأصبحت أكثر تكرارًا وكثافة وتدميرًا.
وفي إشارة إلى فيضانات الرياح الموسمية في عام 2022 التي غمرت ثلث باكستان، قال يحيى إن كارثة بهذا الحجم "كان ينبغي أن تكون بمثابة جرس إنذار للعالم، ومع ذلك فإن الانبعاثات تستمر في الارتفاع".
وأضاف: "يتعين علينا أن نطالب بتمويل المناخ الذي يمكن التنبؤ به والوصول إليه ويكون كافٍ وعادل، كما يجب أن ينتهي عصر الإفلات من العقاب للشركات، وقد دعا أميننا العام الملوثين إلى بذل المزيد من الجهد ليكونوا جزءًا من الحل".
العبء يتحمله الجنوب العالمي
وأشار القاضي منصور علي شاه، وهو قاض كبير في المحكمة العليا الباكستانية، في تصريحات نقلها الموقع، إلى أن الجنوب العالمي، بما في ذلك باكستان، ساهم بأقل قدر في الانبعاثات العالمية لكنه تحمل العبء الأكبر منها.
وأضاف: "باكستان دولة في الخطوط الأمامية لكارثة المناخ وتحتل المرتبة الخامسة بين أكثر الدول عرضة لأحداث الطقس المتطرفة".
وتابع بقوله "لا أحتاج إلى الخوض في الأمثلة، ولكن الفيضانات والكوارث في عام 2022، غمرت ثلث البلاد، مما أدى إلى نزوح 33 مليون شخص وتسبب في أضرار بقيمة 30 مليار دولار، مما كشف عن الحاجة الملحة للتكيف مع المناخ والتمويل".
وضمن الحدث نفسه، أشار إحسان إقبال، وزير التخطيط الباكستاني إلى أن تغير المناخ ليس تحديًا بعيدًا ولكنه "واقع ملموس".
وأشار إقبال إلى أن باكستان ساهمت بأقل من 1٪ في انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي ولكنها لا تزال من بين الدول الأكثر تضررًا، وقال: "لقد تحملنا فيضانات كارثية وذوبانًا سريعًا للجليد وموجات حر شديدة وجفاف شديد، وكلها تكثفت في التكرار والشدة".
ويهدف المؤتمر الذي يستمر يومين إلى جعل باكستان قادرة على الصمود في مواجهة المناخ بحلول عام 2047 مع تعزيز التعاون الإقليمي في جميع أنحاء جنوب آسيا.