في عيد الأم.. 6 نساء لولاهن لتغير شكل كرة القدم
من أعظم العطايا التي يحصل عليها أي شخص هي أم ترعاه وتهتم به، منذ طفولته إلى أن يصبح رجلا ناضجا.
ورغم أن أغلب نجوم كرة القدم نشأوا في ظروف صعبة شهدت افتقادهم للعديد من الأمور، حتى الضرورية منها، فإنهم عوضوا ذلك بوجود أمهاتهم بجوارهم.
وترامنا مع عيد الأم التي تحتفل به بعض بلدان العالم في الـ21 من مارس/آذار، تستعرض "العين الرياضية" أبرز 6 قصص لأمهات ساهمن، ربما بدون قصد، في كتابة تاريخ كرة القدم.
رياض محرز
"كنت لا أملك المال وأنا صغير، فكانت أمي تعطيني النقود وأعدها بإعادتها عندما أصبح لاعبا عالميا، لتضحك وتقول إن شاء الله"، هكذا تحدث قائد منتخب الجزائر ونجم مانشستر سيتي عن علاقته بوالدته، الداعم الأول له.
وُلد محرز في ظروف صعبة بأحد أحياء باريس الفقيرة لأب جزائري وأم مغربية، وانفصل والده عن والدته أثناء طفولته ثم رحل عن عالمنا بعدها بسنوات، لتتولى الأم، حليمة، عبء تربية رياض مع أشقائه.
عملت حليمة عاملة نظافة في إحدى العيادات من أجل إعالة أبنائها، وبعد عدة سنوات من المعاناة نجح نجلها رياض في الوصول إلى الدوري الإنجليزي من بوابة ليستر سيتي، ثم انفتحت أمامه أبواب المجد بعد مساهمته في فوز "الثعالب" بلقب نسخة 2015-2016 من البريميرليج بشكل غير متوقع.
نتيجة النجاح الكبير لمحرز في مسيرته الكروية، توقفت والدته عن العمل، واشترى لها نجلها منزلا واسعا في فرنسا، وفي مقابلة مع صحيفة "ليكيب" الفرنسية عام 2016 قال: "أمي توقفت عن التنظيف وأنا سعيد لأجلها، إنه من دواعي فخري أن أهديها هذا الترف، لكنني لن أرد لها كل ما قدمته لي".
محمد صلاح
من قصص أمهات النجوم، غير المعروفة في وسائل الإعلام، ما فعلته والدة النجم المصري محمد صلاح، خلال فترة احترافه الأولى في أوروبا.
كان الفرعون المصري، سافر لتوه إلى سويسرا، منضما لصفوف بازل، يحلم بطموحات كبيرة، لكن في الوقت ذاته تطارده نماذج مصرية، فشلت في النجاح بدوريات أوروبا الكبرى.
ويروي شريف حبيب رئيس نادي المقاولون العرب المصري السابق، كواليس انتقال صلاح لبازل، ونجاحه في فترته الأولى بأوروبا، قائلا: "كان لوالدته فضل كبير"،
وتابع: "تركت الأسرة في القاهرة وسافرت رفقة اللاعب إلى سويسرا، لمنحه الاستقرار اللازم، كانت معظم التجارب السابقة فاشلة بسبب حنين اللاعبين للعودة لوطنهم".
وختم: "بخلاف دورها منذ بدايته كلاعب كرة، كان الدور الأكبر في تلك الفترة، شجعته وساندته حتى برز اسمه في أوروبا، وبات أحد أفضل لاعبي العالم".
أشرف حكيمي
في حفل توزيع جوائز الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" مطلع العام الماضي، حرص أشرف حكيمي، نجم منتخب المغرب وإنتر ميلان حاليا، وكان في صفوف بروسيا دورتموند وقتها، على اصطحاب والدته لحضور تتويجه بجائزة أفضل لاعب أفريقي شاب.
يرتبط حكيمي، المصنف حاليا كأحد أفضل اللاعبين في مركز الظهير الأيمن، بعلاقة قوية مع والديه خاصة أمه، بسبب التضحيات التي قامت بها من أجل مساعدته على تحقيق حلمه.
وعانت الأسرة من شظف العيش، واضطرت للنزوح إلى إسبانيا من أجل تحسين أوضاعها، وهناك عمل الوالد كبائع متجول فيما عملت الوالدة في الحقول، وعانت كثيرا من العنصرية.
وبفضل معاناة الأسرة، نجح حكيمي في أكاديمية ريال مدريد حتى وصل إلى الفريق الأول في 2017، ثم أعير إلى دورتموند (2018-2020)، قبل أن ينتقل إلى إنتر ميلان في الصيف الماضي مقابل 40 مليون يورو.
يقول حكيمي عن تلك الفترة من حياة عائلته: "كنا فقراء ونحتاج للكثير من المساعدات، عائلتي كانت تناضل من أجل توفير لقمة العيش، والآن أناضل كل يوم من أجلهم".
إيدين هازارد
ينتمي نجم ريال مدريد لواحدة من أكثر العائلات جنونا بكرة القدم في بلجيكا، وبخلاف شقيقيه ثورجان وكيليان، اللاعبين المحترفين، كان والده ووالدته أيضا لاعبين سابقين.
كارين هازارد، والدة إيدين، كانت لاعبة سابقة في صفوف عدد من أندية دوري الدرجة الأولى البلجيكي للسيدات، وعندما أدركت حملها بقائد منتخب بلجيكا، توقفت عن اللعب، ثم تحولت إلى التدريس.
ومنذ نعومة أظافره، حرصت كارين هازارد على تشكيل وتطوير مهارات إيدين، وفي سن الرابعة انضم إلى أحد الأندية المحلية، وواصل التطور تحت إشراف والدته.
ليونيل ميسي
يحتل قائد برشلونة ومنتخب الأرجنتين مكانة مميزة بين أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم، وهو الأكثر حصولا على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم، بواقع 6 مرات.
من القصص الشهيرة في مسيرة ميسي المذهلة معاناته من مشكلة في النمو حين كان طفلا، وهو الأمر الذي كان يهدد استمراره في ملاعب كرة القدم، وتمكن والداه من توفير العلاج الباهظ بمساعدة نادي نيولز أولد بويز الأرجنتيني، الذي انضم له ليو حين كان طفلا.
وبسبب التكلفة المرتفعة للعلاج لم يتمكن نيولز أولد بويز من الاستمرار في توفيره، وقررت سيليا كوشيتيني، والدة ميسي، عدم الاستسلام والبحث عن طريق آخر لحل المشكلة التي يعاني منها نجلها، وكان قرارها بسفر ميسي إلى إسبانيا من أجل الالتحاق بأكاديمية برشلونة واحدا من القرارات التي لن تنساها ذاكرة كرة القدم.
بول بوجبا
في صيف 2016 أصبح لاعب الوسط الفرنسي بول بوجبا، صاحب الأصول الغينية، أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم، بانتقاله من يوفنتوس إلى مانشستر يونايتد مقابل 105 ملايين يورو، وهو الرقم الذي تحطم في العام التالي برحيل نيمار من برشلونة إلى باريس سان جيرمان مقابل 222 مليون يورو.
يو موريبا، والدة بوجبا، كان لها دور كبير في تعلق أبنائها الثلاثة (فلورنتين وماتياس وبول) بكرة القدم، منذ وصول الأسرة المهاجرة من غينيا إلى فرنسا.
قبل انتقاله الباهظ إلى يونايتد في 2016، كان بوجبا في الأصل أحد ناشئي أكاديمية "الشياطين الحمر"، التي رحل عنها في 2012 بعد خروجه من حسابات المدرب المخضرم أليكس فيرجسون، وهو ما يعني أن طريقه للفريق الأول مسدود.
وكانت والدة بول بوجبا هي من تحرص على تشجيعه في ملاعب كرة القدم منذ أن كان طفلا، لذا يرتبط بها أكثر من والده الذي كان يفضل الابتعاد عن الأضواء والعيش في هدوء.
ولعبت والدة بوجبا دورا في إقناعه بالخروج من مانشستر يونايتد في عام 2012 والانتقال إلى يوفنتوس من أجل الحصول على فرصة المشاركة، وقالت في مقابلة صحفية حينها: "التقينا مع إخوة بول، وقررنا أنه لن يوقع صفقة جديدة مع يونايتد".
وحسبما ذكرته عدة تقارير صحفية بريطانية، فإن يو موريبا دخلت في نقاش حاد مع فيرجسون، المصنف كأحد أفضل المدربين على مر العصور، بسبب تهميشه لنجلها، وطريقة تعامله معه.
جدير بالذكر أن والدة بوجبا تتولى منصب "سفير كرة القدم النسائية" في غينيا منذ عام 2019.