حزب المحافظين البريطاني يترنح تحت ضربات «الانشقاقات»

هز انشقاق الوزير المحافظ بحكومة الظل البريطانية، داني كروغر، إلى حزب الإصلاح بقيادة نايجل فاراغ، المشهد السياسي البريطاني، وسط تحذيرات من موجة انشقاقات جديدة قد تطال وجوهاً بارزة في الحزب الحاكم.
وجاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي في وستمنستر، حيث أكد كروغر أن "حزب المحافظين انتهى كقوة سياسية وطنية"، في خطوة وُصفت بأنها ضربة قوية للحزب، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
كروغر، النائب عن شرق ويلتشير ونجل الإعلامية الشهيرة برو ليث، يعد أبرز وجوه الجناح اليميني داخل المحافظين وعضوًا بارزًا في مجموعة "المحافظون الشعبيون".
وقد اشتهر بدوره في صياغة خطاب ديفيد كاميرون الشهير "عانقوا المراهقين المشاغبين"، كما أدار في وقت سابق حملة روبرت جنريك لزعامة الحزب، قبل أن يخسر الأخير أمام كيمي بادينوك العام الماضي.
واليوم، كُلف كروغر بمهمة مساعدة حزب الإصلاح في التحضير لمرحلة ما بعد الانتخابات المقبلة، في حال نجح الحزب في هزيمة حزب العمال.
وخلال المؤتمر، أوضح كروغر أن قراره بالانشقاق كان "مؤلمًا شخصيًا"، لكنه يرى أن المحافظين فشلوا في استخلاص العبر بعد هزيمتهم الانتخابية العام الماضي، واستسلموا لـ"الجمود والوحدة الزائفة"، على حد وصفه.
وأضاف: "الناخبون الذين خسرناهم لن يعودوا، والمزيد يغادرون يومًا بعد يوم... النتيجة المأساوية هي أن حزب المحافظين انتهى كحزب وطني وكمعارض رئيسي لليسار".
انضمام كروغر أثار موجة من التكهنات حول أسماء أخرى قد تحذو حذوه، مثل سويلا برافرمان، واللورد فروست، وحتى روبرت جنريك نفسه. كما ترددت أسماء نواب آخرين مثل مارك فرانسوا، جون هايز، وناظم الزهاوي، رغم إعلان معظمهم التزامهم بالولاء.
في المقابل، حاولت زعيمة الحزب كيمي بادينوك التقليل من شأن الانشقاق، مؤكدة أن مثل هذه التحركات "متوقعة"، وأن الحزب "لن ينحرف عن مساره" في مساعيه لإعادة البناء بعد الهزيمة الثقيلة التي مني بها في الانتخابات الماضية.
خطوة كروغر تأتي بعد سلسلة انشقاقات أخرى، أبرزها انتقال لي أندرسون وسارة بوتشين، وكذلك وزيرة الحكومة السابقة نادين دوريس إلى حزب الإصلاح. وبهذا، يحتفظ الحزب بخمسة نواب في البرلمان، وهو العدد نفسه الذي حصل عليه بعد الانتخابات، رغم مغادرة اثنين منه خلال العام الماضي.
ورغم انتقاد كروغر، قبل أشهر قليلة، مواقف الإصلاح بشأن الإنفاق على الرعاية الاجتماعية واصفًا نهجهم بأنه "إنفاق مثل القردة السكارى"، إلا أنه قرر الانضمام إليهم مؤكدًا أن الحزب يمثل الآن "الفرصة الوحيدة لإنقاذ البلاد".
ردود الفعل لم تقتصر على المحافظين؛ إذ دعا رئيس جمعية المحافظين في دائرة ميلكشام وديفايسز كروغر إلى "القيام بالخطوة الصحيحة" عبر الاستقالة من مقعده والدعوة إلى انتخابات فرعية.
أما حزب العمال، الذي ينتمي له رئيس الوزراء ستارمر، فاستغل الموقف لمهاجمة فاراغ، مؤكدًا أن انضمام "المحافظين الفاشلين" إلى الإصلاح "لن يغيّر حقيقة أنه بلا خطة لبريطانيا".
وبينما يزداد الحديث عن أسماء مرشحة للانشقاق، يبقى السؤال مفتوحًا: من سيكون التالي في الانضمام إلى نايجل فاراغ؟
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA== جزيرة ام اند امز