الاتفاق التجاري بين أمريكا وأوروبا.. انفراجة أم مناورة لكسب الوقت؟
الولايات المتحدة والصين توصلتا في واشنطن إلى توافق في الآراء بعدم القيام بمحاربة التجارة ووقف زيادة الرسوم الجمركية.
التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، مع الصحفيين في البيت الأبيض، الأربعاء، وأعلنا موافقتهما على خفض الحواجز التجارية الثنائية وتخفيف الاحتكاكات التجارية من خلال المفاوضات، وتعليق التعريفات الجديدة على السلع الأخرى.
ولكن هل تستطيع إدارة ترامب الوفاء بوعدها حقا هذه المرة؟
وحسب إذاعة الصين الدولية، يتذكر الجميع أنه قبل أكثر من شهرين، توصلت الولايات المتحدة والصين في واشنطن أيضا إلى توافق في الآراء بعدم القيام بمحاربة التجارة ووقف زيادة الرسوم الجمركية، ولكن بعد 10 أيام أعلن البيت الأبيض أنه سيضيف 25% من الرسوم الجمركية لصادرات الصين إلى الولايات المتحدة بقيمة 50 مليار دولار أمريكي.
لذا فقد يعتقد المتابعون أن اتفاق الولايات المتحدة مع أوروبا "هدنة" قصيرة الأجل وليست "هدنة" رسمية، وسيحصلون على المزيد من الأدلة من محتويات الاتفاق.
أولاً، وافقت الولايات المتحدة وأوروبا على العمل من أجل تحديد التعريفات الجمركية، والقضاء على الحواجز التجارية ووقف الدعم للمنتجات غير المتعلقة بالسيارات، وسيتم إطلاق جولة جديدة من المفاوضات وتعزيز التعاون في مجال الطاقة.
وﺑﻌد اﻟﺗﺣﻟيل الدقيق، نجد أنها ﺗصريحات ﺗوﺟيهية وﻣوﻗﻔﯾﺔ، وﻻ يوﺟد لها ﺟدول زﻣﻧﻲ وﺗﻔﺎﺻﯾل وآﻟﯾﺎت ﺗﺳوﯾﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ، إذاً، كم مقدار العدالة لمثل هذا الاتفاق؟ ما مقدار الثقة المتبادلة التي يمتلكها طرفا الاتفاق؟
ثانياً، إن اقتراح إدارة ترامب بـ"التعريفات الصفرية" في أوروبا يعد "بضاعة قديمة في غلاف جديد"، في إدارة أوباما، تفاوضت الولايات المتحدة وأوروبا حول اتفاقية شراكة التجارة والاستثمار عبر الأطلسي (TTIP)، واقترح الجانبان إلغاء التعريفات على أكثر من 97% من السلع المستوردة، ولكن بسبب العديد من الاختلافات في مجالات الرقابة المالية والمشتريات الحكومية وما إلى ذلك، لم يتوصل الطرفان إلى نتائج لعدة سنوات، الآن، هناك 4 أشهر فقط لبدء الانتخابات النصفية الأمريكية، وكم من الوقت والصبر لترامب لتحقيق هدف صفر الدعم للمنتجات الصناعية غير المتعلقة بالسيارات من خلال المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي؟
ثالثًا، يضم الاتحاد الأوروبي 28 دولة عضواً لها مستويات مختلفة من التطور، وهناك اختلافات في المواقف تجاه الاحتكاك التجاري الأمريكي، وهناك موقف المقاومة وصوت تجنب الحرب، على الرغم من أن يونكر هو "الرئيس التنفيذي الأول" للاتحاد الأوروبي وله مكانة قوية في السياسة الأوروبية، إلا أن اتفاقه النهائي مع ترامب يجب أن يوافق عليه قادة الاتحاد الأوروبي ليكون فعالاً، وإذا كان أي من زعماء الاتحاد الأوروبي لا يوافق عليه، فإن عملية التفاوض برمتها قد تتعرض للتخريب.
aXA6IDMuMTQ1LjkyLjk4IA==
جزيرة ام اند امز