الأمم المتحدة: حرب التجارة رفعت الأسعار على المستهلك الأمريكي
عجز تجارة السلع بين الولايات المتحدة والصين تقلص بواقع 100 مليون إلى 31.6 مليار دولار، ونزلت الصادرات إلى 800 مليون دولار
قالت الأمم المتحدة، إن الحرب التجارية الدائرة بين الصين والولايات المتحدة تضر باقتصاد البلدين، في ظل انخفاض الصادرات وارتفاع الأسعار على المستهلكين.
وأظهرت دراسة الأمم المتحدة، أن حرب التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم خفضت واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية ورفعت الأسعار على المستهلكين الأمريكيين.
وتفيد الدراسة الصادرة عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، أن واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية الخاضعة للرسوم تراجعت إلى 95 مليار دولار بين يناير/ كانون الثاني ويونيو/ حزيران 2019 من 130 مليار دولار في الفترة ذاتها من 2018.
وأفادت مؤشرات رسمية أمريكية، الثلاثاء، تراجع العجز التجاري الأمريكي 4.7% إلى 52.5 مليار دولار في سبتمبر/أيلول الماضي، حيث سجلت البلاد أول فائض بترولي لها، لكن الواردات والصادرات انخفضت تحت وطأة ارتفاع الرسوم وتباطؤ الاقتصاد العالمي.
وتقلص عجز تجارة السلع مع الصين بواقع 100 مليون إلى 31.6 مليار دولار، ونزلت الصادرات إلى 800 مليون دولار في سبتمبر/أيلول والواردات من الصين بواقع مليار دولار
وصرحت باميلا كوك هاملتون رئيسة قسم السلع في المنظمة في بيان أن "الحرب التجارية الخاسرة للجانبين تضر ليس بالبلدين المتنافسين فحسب، بل تهدد كذلك استقرار الاقتصاد العالمي والنمو المستقبلي".
وقالت إن "الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على الصين تضر بالبلدين اقتصاديا".
وتبادل البلدان فرض الرسوم الجمركية على سلع بمليارات الدولارات في إطار الحرب التجارية بينهما.
وكانت الشريحة الأشد تضررا من الرسوم الأمريكية هي واردات الولايات المتحدة من الأجهزة المكتبية ومعدات الاتصالات الصينية، والتي تراجعت 15 مليار دولار. وبمرور الوقت، فإن حجم فاقد الصادرات الصيني يتزايد بموازاة تنامي الرسوم، حسبما ذكرته الدراسة.
في غضون ذلك، تقدمت دول أخرى لملء الفراغ الذي تركته الصين. وتذكر الدراسة تايوان كأكبر مستفيد من "تحول مسار التجارة"، حيث زادات صادراتها إلى الولايات المتحدة 4.2 مليار دولار في النصف الأول من 2019. وتركزت تلك الزيادة في معدات المكاتب والاتصالات.
وزادت المكسيك أيضا صادراتها إلى الولايات المتحدة بمقدار 3.5 مليار دولار، ولاسيما في معدات الزراعة والنقل والكهرباء. ورفع الاتحاد الأوروبي صادراته 2.7 مليار دولار، معظمها في المعدات، وفقا لنتائج الدراسة.
وصرح اليساندرو نيكيتا الخبير الاقتصادي في اونكتاد للصحافيين في جنيف، أنه خلال المرحلة الأولية من النزاع الاقتصادي أن "المستهلكين والشركات الأمريكية تحملت معظم تكاليف الرسوم الجمركية".
إلا أنه قال إن المصدرين الصينيين خفضوا كذلك أسعار السلع الخاضعة للرسوم الجمركية في محاولة على ما يبدو للحفاظ على حصتهم في السوق الأميركية.
وتعهّد الرئيس الصيني شي جين بينغ بمزيد من الانفتاح في الاقتصاد الصيني، معلنا أن على دول العالم أن "تهدم الجدران" فيما بينها، وذلك خلال افتتاح معرض تجاري في شنغهاي.
وقالت مصادر مطلعة على سير المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين إن بكين تضغط على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإلغاء مزيد من التعريفات الجمركية التي فرضها في سبتمبر/أيلول الماضي، وذلك في إطار اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين يمثل "مرحلة أولى".
ونقلت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية عن 5 مسؤولين مطلعين على المناقشات القول إن البيت الأبيض يدرس إسقاط هذه الرسوم بهدف تعزيز فرص التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين لإنهاء الحرب التجارية الدائرة بين البلدين.
وتخوض الصين والولايات المتحدة منذ العام الماضي مواجهة تجارية تتمثل في تبادل فرض رسوم جمركية على سلع تتجاوز قيمتها 360 مليار دولار من التبادل التجاري بين البلدين.
aXA6IDMuMTQ3Ljc4LjI0MiA=
جزيرة ام اند امز