حرب التجارة.. بكين تحذر واشنطن من الاستهانة بالشعب الصيني
بكين نددت بالقرار الأمريكي الأخير الذي قضى بفرض رسوم جمركية جديدة على البضائع الأمريكية.
خلال الـ24 ساعة الماضية، عادت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة إلى مشاهدها الحادة عقب تصريحات قوية من الجانبين، لتدخل المفاوضات في صورة أكثر غموضاً وسلباً على وضع الاقتصاد العالمي.
ونددت بكين، السبت، بالقرار الأمريكي الأخير الذي قضى بفرض رسوم جمركية جديدة على السلع الصينية، واعتبرت أن واشنطن ستتحمل عواقب سياستها التي تنتهجها، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
وأكد المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية قاو فنغ، أن الصين "تحث الولايات المتحدة بشدة على عدم إساءة تقدير الوضع أو الاستهانة بإصرار الشعب الصيني، ويجب أن تتوقف على الفور عن ممارساتها الخاطئة أو تتحمل جميع العواقب"، مندداً بـ"الحمائية التجارية وسياسة الاستقواء" للولايات المتحدة.
وحذّر القادة الأوروبيون أيضاً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تداعيات النزاع التجاري المتواصل مع الصين وأوروبا، والمتوقع أن يهيمن على نقاشات مجموعة السبع التي تبدأ مساء السبت في فرنسا.
وكشفت الصين، أمس الجمعة، عن رسوم جمركية جديدة على سلع أمريكية تقدر قيمتها بنحو 75 مليار دولار، وذلك في أحدث تصعيد للنزاع التجاري طويل الأمد بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان إنها ستفرض رسوماً إضافية بنسبة 5 أو 10% على 5078 منتجاً أمريكي المنشأ؛ منها منتجات زراعية ونفط خام وطائرات صغيرة وسيارات.
ورداً على قرار الصين، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت متأخر من مساء الجمعة، إن الولايات المتحدة ستُخضع واردات صينية لرسوم جمركية إضافية بنسبة 5%، لتصل القيمة الإجمالية للبضائع الصينية المفروضة رسوم عليها إلى 550 مليار دولار.
كما قال ترامب إنه يأمر الشركات الأمريكية بأن تبدأ البحث عن بديل لأعمالها في الصين، وأن تصنع بدلاً من ذلك المزيد من منتجاتها في الولايات المتحدة، وذلك بينما تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقال المتحدث إن ما أعلنته الولايات المتحدة "سوف يضر على نحو خطير بالنظام التجاري متعدد الأطراف والنظام الطبيعي للتجارة الدولية"، محذراً من أن الولايات المتحدة "سوف تتحمل عواقب أفعالها".
وبحلول نهاية العام، سيكون النزاع التجاري المحتدم قد أثر تقريباً على جميع الواردات والصادرات بين البلدين، وتثير هذه التبدلات السريعة قلق الشركات الأمريكية التي يعتمد الكثير منها على الصين للتصنيع أو للحصول على بضائع جاهزة.
وأدت المواجهات التجارية إلى تباطؤ النمو الأمريكي وأوهنت الاقتصاد العالمي، كما أن التهديد الماثل بحصول تدهور خطير تسبب بتراجع البورصات بشكل حاد.
وحذر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، السبت، من أن النزاع التجاري المتصاعد الذي يشنه ترامب ضد الصين وأوروبا قد يدفع الاقتصادات حول العالم باتجاه الركود.
كما حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تستضيف بلاده قمة مجموعة السبع في مدينة بياريتس، من الآثار السلبية الواسعة الناجمة عن الخلافات التجارية.