"جحيم مروري" في شوارع مكسيكو
مسؤول رفيع المستوى يقول إن رجال الشرطة يصفرون لكن لا أحد يبالي، وينظر إلى السلطات على أنها فاسدة لذا لا يحترمها أحد.
تعيش العاصمة المكسيكية مكسيكو "جحيما مروريا"، إذ يصفر شرطيو المرور بلا انقطاع مع رفع الأيدي إلى الاعلى، لوقف تدفق السيارات، لكن دون جدوى.
ويتنقل المخالفون يميناً ويساراً ويتفادون بصعوبة المشاة الذين يتطلب عبورهم الطرقات جرأة، رغم أن أولوية العبور لهم كما يضطرون للفرار جرياً لتجنب وقوعهم ضحية حوادث صدم.
وتتوقف عشرات السيارات الأخرى بصورة مباغتة وسط ضجيج الأبواق وحفيف الإطارات على طرقات بوضع سيئ.
أما سائقو الدراجات المنتشرون بكثرة على الطرقات، فهم يحاولون بجهد البقاء على قيد الحياة.
وتصل أرقام الحوادث المرورية في المكسيك لمعدلات مخيفة، فقد سجل في 2018 في المناطق الحضرية وضواحيها 365 ألفاً و167 حادثاً، بتراجع طفيف مقارنة مع 2017، وأوقعت هذه الحوادث 4227 قتيلاً و89191 جريحاً، في انخفاض طفيف أيضاً مقارنة مع 2017، وفق بيانات المعهد الوطني للإحصائيات.
ويقول مسؤول رفيع المستوى، فضل عدم كشف اسمه: "رجال الشرطة يصفرون لكن لا أحد يبالي، ينظر إلى السلطات على أنها فاسدة، لذا لا يحترمها أحد"، ويضيف: "في أكثر الأحيان، لا يعرف السائقون سبب إطلاقهم الصفارات".
وذلك بسبب أن الحصول على رخص القيادة في مكسيكو وولايات مكسيكية كثيرة لا يتطلب بالضرورة الخضوع لفحص قيادة، بل يمكن شراؤها بمجرد استخدام بطاقة هوية ودفع 754 بيزوس (حوالى 40 دولاراً)، والأمر نفسه يسري على الدراجات النارية.
من التفسيرات الأخرى لهذه الفوضى، هو أن وزارة الداخلية حددت مهمة رجال الشرطة بتسهيل حركة المرور وليس بحماية المشاة أو سائقي الدراجات.
وتتخذ السلطات بعض التدابير بصورة تدريجية، من بينها نشر كاميرات تابعة لشركات خاصة عند بعض التقاطعات لفرض غرامات على المخالفات.
ويجرى الإعداد لخطة من المتوقع البدء بتطبيقها في 2024، لتوفير حماية أفضل لجميع مستخدمي الطرقات دون استثناء، وفق وسائل إعلام مكسيكية.
وتقول المسؤولة في الأمانة العامة للنقل في مكسيكو، ناديلي بابينيت: "السائقون لا يدركون في أكثر الحالات بأنهم أساءوا التصرف، هم معتادون على فكرة أن تكون لهم السلطة المطلقة، نحاول تغيير ثقافة الشارع هذه".
aXA6IDMuMTUuMjI1LjE3NyA= جزيرة ام اند امز