رحيل أبوبكر يوسف.. مترجمون مصريون يودعون "صديق تشيخوف"
المترجم المصري أبوبكر يوسف يُعد الأب الروحي للخريجين، وعميد المترجمين العرب، وتعلم على يده كثيرون اللغة الروسية والترجمة
أكد مترجمون مصريون مختصون بالأدب الروسي، الخسارة التي ستعانيها الثقافة العربية بغياب المترجم المصري أبوبكر يوسف، الذي رحل عن عالمنا، الأحد، عن 79 عاماً.
ولفت المترجمون إلى ارتباط اسم أبوبكر يوسف بأعمال الكاتب الروسي أنطون تشيخوف، وعلى الرغم من تنوع ترجماته إلا أن مختارات "تشيخوف" القصصية والروائية والمسرحية التي صدرت عن دار التقدم، في 4 مجلدات في أكثر من طبعة، هي التي قدمته إلى القراء العرب، وجعلت اسمه شائعاً كصديق لهذا الكاتب الاستثنائي.
وقال الدكتور إيمان يحيى، الكاتب الروائي والمترجم، إن الراحل من أوائل دفعات المصريين الذين ذهبوا إلى روسيا في بعثة تعليمية بعد ثورة 1952، ورغم أن أغلبهم عاد بعد الخلاف بين جمال عبدالناصر واليسار في 1959، إلا أن هناك مجموعة بقيت هناك من بينهم أبوبكر.
وأشار في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى أن أهم أعمال أبوبكر ترجمته لأعمال تشيخوف، إذ يًُعد من أوائل المترجمين المصريين الذين نقلوا عن اللغة الروسية مباشرة.
من جهته، قال الكاتب الروائي الدكتور أحمد الخميسي، أنه عرف المترجم الراحل عن قرب، فهو من مواليد مايو 1940 بمحافظة الفيوم، وسافر ضمن البعثة الأولى للطلاب التي أرسلها الرئيس جمال عبدالناصر في أعقاب ثورة 1952، وهي بعثة للطلاب من أوائل الثانوية العامة أو التوجيهية آنذاك، ليستكلموا دراستهم الجامعية، مضيفًا أن الوفد ضم أيضاً الشاعر والمسرحي نجيب سرور، وآخرين.
وتابع "الخميسي": "عقب انتهاء دراسته الجامعية في 1964، عاد أبوبكر يوسف إلى مصر، وعمل أستاذاً في كلية الألسن، وتخرج على يده مجموعة من الأساتذة، ومنهم الدكتور ماهر سلامة، لكنه عاد إلى موسكو مرة أخرى في 1966، وترجم في هذه الفترة عدد كبير من الأعمال الروسية البارزة، والتي وصل عددها إلى 25 عملاً لألكسندر بوشكين وألكسندر جوجول.
وأوضح "الخميسي" أن ما يميز "يوسف" هو أنه أول مترجم ينقل عن اللغة الروسية إلى العربية مباشرة، حيث كانت الترجمات العربية لأعمال "تشيخوف"، والتي ترجمها سامي الدروبي منقولة عن اللغة الفرنسية، مشيراً إلى أنه بالنقل من لغة للغة أخرى يحدث فروقًا كبيرة في النص.
وأشار "الخميسي" إلى أن "يوسف" أيضاً عمل مراسلاً لعدد من الصحف والجرائد، من بينها الأهالي المصرية وصوت العرب والخليج وغيرها من الجرائد.
وتابع: "منذ أن استقر في روسيا بعد 1972، أدى دوراً كبيراً هناك، حيث كان بمثابة عمدة موسكو للطلاب المغتربين، كما عُرف أيضاً بشيخ المترجمين المصريين عن اللغة الروسية، نظراً لقدرته وتمكنه من اللغة الروسية والعربية أيضاً".
وأوضح "الخميسي" أنه أسس مع أبوبكر نادياً بعنوان "المنتدى الثقافي العربي" في موسكو، ليكون بمثابة صوت للعرب في روسيا، وتمكنا من خلاله في مساعدة عدد كبير من المستشرقين الروس، خاصة في ترجماتهم للأعمال الأدبية العربية، وفي كل ما يخص الثقافة العربية.
ومن جانبه، قال الدكتور شريف جاد، رئيس الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية ومدير النشاط الثقافي بالمركز الثقافي الروسي، إن أبوبكر يوسف صاحب بصمة كبيرة في تاريخ الترجمة الروسية العربية.
وتابع: "يُعد الأب الروحي للخريجين، وعميد المترجمين العرب، وتعلم على يده كثيرون اللغة الروسية والترجمة، وكان معاوناً لجميع الأجيال الشابة، وكان لا يتأخر عن تقديم المساعدة والمشورة".
وأضاف "جاد" أن كبار المترجمين في مصر والعالم العربي يعترفون به كمعلم لهم، كما أن الحزن اليوم برحيله لا يقتصر على المترجمين فقط، بل كذلك من تعرف على الأدب الروسي من ترجماته.
وتقول الكاتبة ضحى عاصي، التي عرفت المترجم الراحل عن قرب أثناء دراستها بموسكو: "تربيت على يد الترجمات التي قدمها أبوبكر يوسف للغة العربية، وفي الحقيقة لا يوجد مقارنة بينه وبين المترجمين الآخرين في ذلك الوقت، حيث كانت ترجماته أسهل بكثير".
وأشارت إلى أن هناك أعمالاً جديدة كان قد ترجمتها وتعاقد مع أحد دور النشر لطباعتها، وهي تدخل أيضاً ضمن الأعمال الكلاسيكية الروسية التي لم تقدم إلى اللغة العربية من قبل.
aXA6IDMuMTI4LjE3MS4xOTIg
جزيرة ام اند امز