ينقل داء النوم.. علماء يحاصرون «البق المقبّل» بـ«التحرير الجيني»
تكافح أمريكا الوسطى والجنوبية، وحتى أجزاء من جنوب الولايات المتحدة، منذ فترة طويلة مرض شاغاس.
ومرض شاغاس، أو ما يعرف بـ"داء النوم"، هو مرض قد يهدد الحياة وينتقل في المقام الأول عن طريق "البق المقبّل"، المعروف أيضا باسم حشرات الترياتومين، ومع ذلك، فإن خيارات العلاج المحدودة لهذا المرض قد شكلت تحديات كبيرة لجهود الصحة العامة في السيطرة على انتشاره.
وفي إنجاز تاريخي، كشف فريق بحث دولي، يضم باحثا بارزا من جامعة ولاية بنسلفانيا، عن نهج رائد لمكافحة مرض شاغاس، ونُشرت دراستهم في عدد أبريل من مجلة " كريسبر"، وتمثل الاستخدام الناجح الأول لتقنية تحرير الجينات " كريسبر-كاس9 " في "البق المقبّل".
ونشأ مصطلح "البق المقبّل" من ميل هذه الحشرات إلى لدغ البشر حول الفم أو مناطق أخرى من الوجه، غالبًا أثناء نومهم، وتتغذى هذه الحشرات، المعروفة علمياً باسم حشرات الترياتومين، على دماء الثدييات، بما في ذلك الإنسان، وتنجذب إلى الدفء وثاني أكسيد الكربون المنبعث من جسم المضيف، وعندما تتغذى، فإنها عادة ما تستهدف الجلد المكشوف، مما يؤدي إلى لدغات بالقرب من الشفاه أو غيرها من ملامح الوجه، ومن هنا جاء لقب "البق المقبّل"، ومع ذلك، على الرغم من اللقب الذي يبدو حنونا، إلا أن عضاتها يمكن أن تنقل أمراضا خطيرة مثل مرض شاغاس.
وأكد الباحث الرئيسي جيسون راسغون، المتخصص في علم الأوبئة والأمراض والتكنولوجيا الحيوية، أهمية هذا الإنجاز قائلا: "للمرة الأولى، أثبتنا جدوى التعديل الوراثي للحشرة الناقلة المسؤولة عن داء شاغاس، فطريقتنا المبتكرة القائمة على تقنية كريسبر تعد بإحداث ثورة في تحرير الجينات، مما يوفر حلا أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة لمجموعة واسعة من الكائنات الحية".
وأثبتت تقنيات تحرير الجينات التقليدية، مثل الحقن المجهري للأجنة، عدم فعاليتها، ومن خلال تجربة إثبات المفهوم التي تم تنفيذها باستخدام "كريسبر كاس 9"، نجح الباحثون في تحرير الجينات المرتبطة بلون العين والبشرة في "البق المقبّل"، مما يدل على فعالية نهجهم، الذي سيستهدف لاحقا تنفيذ تعديلات جينية توقف دورة حياة هذه الحشرة المزعجة.
ويقول راسغون: "إن هذه التكنولوجيا لا تمكننا من معالجة داء شاغاس من مصدره فحسب، بل تفتح أيضا طرقا لاستكشاف الاستراتيجيات الجينية للسيطرة على مسببات الأمراض المختلفة المنقولة بالنواقل".