بالصور.. بنغالي ينقذ الشجر للحفاظ على توازن الطبيعة
وحيد يزرع الشجر في جوار بيته والمنطقة المجاورة، وما يزال دؤوبا في ذلك لكنه قرر فعل المزيد، بالشروع في حماية الأشجار المتضررة
ينزع وحيد سردار مسمارا صدئاً من جذع شجرة، ويتابع جولته بحثا عن أي ضرر يمكن أن يزيله من أشجار بلده، واحدة تلو الأخرى، في مهمة شاقة يخوضها منفردا.
- "لا أحد يتحدث معي" أمنية طفل على شجرة الكريسماس تجتاح إيطاليا
- إيطالي يلقى مصرعه إثر سقوط شجرة في نابولي اقتلعتها الرياح
الرجل البالغ من العمر 53 عاما، مصمم على إنقاذ البيئة في بلده، لذا يجوب مناطقه راكبا درّاجة هوائية لنزع اللافتات المعلّقة على جذوع الشجر.
ومن الشائع أن تستخدم الأشجار في هذا البلد كحاملات للافتات الإعلانية، وبعضها مغطّى تماما باللوحات.
ومع مرور الزمن، تتحلّل اللافتات وتزول، لكن المسامير تبقى معلّقة بالشجر، وتقضي مهمة وحيد بأن ينزع هذه القطع المعدنية الضارة.
ويقول: "الشجر يعيش ويشعر بالألم مثلنا، لقد رأيت شجرا مات من هذه المسامير".
نشأ هذا البنّاء متأثرا بعالم النبات البنجلادشي جاجديش شاندرا بوز، وهو من أوائل من كتبوا عن مشاعر النبات في العقود الأولى من القرن العشرين.
80 كيلوجراما من المسامير
يزرع وحيد الشجر في جوار بيته في جهينيداج وفي منطقة جيسور المجاورة، وما يزال دؤوبا في ذلك، لكنه قرر فعل المزيد، بالشروع في حماية الأشجار المتضررة.
وهو يجوب شوارع بلده مزوّدا بقصبة ينزع بها المسامير ودلو يجمها فيه، وقد جمع منذ بدء عمله هذا في يوليو/تموز الماضي نحو 80 كيلوجراما من المسامير.
ويقول: "الأمر قد يبدو سهلا، لكنه ليس كذلك، ينبغي بذل جهد كبير لنزع مسمار صدئ معلّق دُقّ في جذع قبل سنوات".
وكثيرا ما يعود ليرى مسامير جديدة دُقّت في أشجار سبق أن نظّفها.
حماية الطبيعة
ويقول: "ما يؤلم قلبي أن معظم اللافتات الإعلانية يضعها أطباء ومحامون ومدرّسون، كلّهم مثقفون فلماذا لا يكفّون عن الإضرار بالشجر؟".
يتحلّق حول وحيد، وهو ينفذ مهمّته عدد كبير من المارة، ومنهم من يظنّون أنه مجنون، كما يقول.
وفي محاولة لتوعية الناس بأهمية ما يفعله وضع لافتة على دراجته تشرح أهميّة حماية الطبيعة.
ويقول: "أبذل ما في وسعي لأشرح للناس أكثر عن الشجر، لتشجيعهم على أن يزرعوا وأن ينقذوا ما أمكن من أشجار".
ويطالب وحيد سلطات بلده بمنع تعليق اللافتات على الشجر، لكن هذا الطلب لم يلق حتى الآن أي استجابة.
لكنه مصمم على المضيّ في مهمّته التي كلّف نفسه بها، متحدثا بثقة عن اعتقاد متنام في صفوف مواطنيه بمخاطر التغيّر المناحي والحاجة لحماية البيئة.
يبلغ عدد سكان بنجلادش 160 مليون نسمة، وتجتاز أراضيها مجار مائية كثيرة، ولهذا السبب تكثر فيها الفيضانات.
ويقول الخبراء إن الشجر يسهم في تقليص أضرار الفيضانات لأنه يمتصّ الماء فلا يتركه يفيض ولأنه يحمي التربة من التآكل.
ويقول وحيد: "ما لم نفهمه بعد أن الحفاظ على التوازن في الطبيعة يقتضي أن نزرع المزيد من الأشجار".