بني وليد على خطى بنغازي.. ما أسباب إرجاء زيارة الحكومة الليبية؟
على خطى مدينة بنغازي، أعلنت بني وليد إرجاء زيارة للحكومة الليبية، كانت مقررة الخميس، لكيلا تكون ذات طابع "روتيني ومفاجئ".
وقال المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إنه قرر إرجاء الزيارة إلى حين إشعار آخر، "حتى يتم الإعداد الجيد لها، وتهيئة الظروف الاجتماعية المناسبة".
ترحيب مبدئي
وأوضح المجلس الاجتماعي، أنه "خلص بعد الترحيب المبدئي إلى ضرورة تأجيلها لضرورات وأسباب ارتآها المجلس، مشيرًا إلى أنه "في حل من هذه الزيارة وما يترتب عليها".
وكان عضو مجلس النواب الليبي حسن البرغوتي للمجلس البلدي بني وليد، التقى أول أمس، عميد بلدية بني وليد الدكتور يونس لعزوزي، لحلحلة بعض المشاكل والمختنقات التي تواجه البلدية والتنسيق لزيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية إلى مدينة بني وليد.
جدل واسع
يأتي إرجاء الزيارة إلى مدينة بني وليد، بعد حوالي شهر من إلغاء زيارة مماثلة للحكومة الليبية، إلى مدينة بنغازي، شرقي ليبيا، والتي تسببت في جدل واسع حينها.
وتقطن مدينة بني وليد قبيلة ورفلة؛ إحدى كبرى القبائل الداعمة للجيش الليبي، وقامت أثناء الحرب على مليشيات العاصمة طرابلس، في 2019، بتأمين شريان الربط وحلقة الوصل بين القوات المسلحة في ترهونة وطرابلس والجنوب، رغم الاستهدافات المستمرة للطيران التركي المسير.
وبني وليد؛ مدينة على عداء مستمر مع المليشيات خاصة أنها تعرضت عام 2012 للتنكيل من كتائب أبوعبيدة الزاوي الموالية لتنظيم "القاعدة"، وكتيبة البركي ومليشيات مصراتة.
وامتدت العملية ضد المدينة لمدة تزيد على 20 يوما، استعملت خلالها المليشيات القصف العشوائي بالمدفعية والأسلحة المتوسطة والصواريخ ضد المدنيين، ما تسبب في مقتل 78 ليبيا بينهم 7 أطفال و4 سيدات، وإصابة 324.
زيارة محفوفة بالمخاطر
من جانبه، قال المحلل السياسي من بني وليد العربي الورفلي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن مدينة بني وليد والتي تعتبر المعقل الرئيس لأبناء قبيلة ورفلة، تعرضت كغيرها من مدن كثيرة للتهميش والإقصاء.
وأوضح المحلل السياسي الليبي، أن زيارة رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة للمدينة ذكرت مواطنيها، بما حل بهم عام 2012، ما أدى إلى انقسام أهالي المدينة لقسمين، أحدهما معارض لتأجيل الزيارة وربما إلغاؤها، على رأسهم المجلس الاجتماعي للمدينة والذي يعد واجهة سياسية واجتماعية وله رأي ملزم.
وأشار إلى أن القسم الآخر يناصر إتمام الزيارة، ويعتبر أن رئيس الحكومة جاء حاملا معه خدمات للمدينة، باعتباره يمثل الجهاز التنفيذي للدولة اللييية.
وأكد المحلل السياسي الليبي، أن موقف المجلس الاجتماعي للمدينة له ما يبرره؛ فأثار الحروب التي شنت على المدينة لا زالت ظاهرة ولم تتم معالجتها، وخاصة فيما يتعلق بجبر الضرر ومعرفة مصير المفقودين.
وتابع أن هناك حساسية من زيارة رئيس الحكومة والذي تعود أصوله إلى مدينة مصراتة، والتي كان لمليشياتها دور رئيسي في مهاجمة مدينة بني وليد وقتل وأسر أبنائها، محذرًا من أن الزيارة –إن تمت- محفوفة بالمخاطر في هذا الوقت، وقبل معالجة كافة الآثار القانونية والاجتماعية الناجمة عن القرار 7 والاعتراف بالخطأ، والشروع في تسوية كافة المسائل العالقة في هذا الشأن.
aXA6IDEzLjU5Ljk1LjE3MCA=
جزيرة ام اند امز