خطط تأمين الوقود للجنوب والسيطرة على حريق.. ليلة "ساخنة" في ليبيا
فيما أعدت ليبيا خططا لإنهاء معاناة الجنوب الليبي وتأمين وصول النفط إليه، تمكنت من السيطرة على حريق شب الأربعاء في مصنع الأمونيا الثاني.
وقالت شركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إنها سيطرت على حريق بوحدة إنتاج البخار بمصنع الأمونيا الثاني فجر اليوم، مشيرة إلى أن الحريق لم يسفر عن أي أضرار بشرية أو مادية.
وتعد شـركـة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز إحدى الشركات النفطية المملوكـة بالكامل للمؤسسة الوطنية الليبية للنفط، ويقع مقرها الرئيسي (والذي يوجد فيه مصنع الأمونيا) في مرسى البريقة بمسافة تبعد نحو 240 كم غرب مدينة بنغازي.
الوقود المدعم
من جهة أخرى، عقد رفعت محمد العبار وكيل وزارة النفط والغاز، اجتماعًا ضم العماري محمد العماري رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط المكلف، وإبراهيم بو بريدعة رئيس لجنة الإدارة لشركة البريقة لتسويق النفط، لمناقشة استعدادات إيصال الوقود المدعوم إلى كافة مستحقيه على كامل التراب الليبي وبالأخص المناطق الجنوبية والتي تعاني ومنذ فترة شحًا كبيرا في الوقود.
وبحسب بيان للمؤسسة الوطنية للنفط، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، فإن العبار أكد أن الحكومة الليبية تولي أولوية قصوى للمناطق الجنوبية التي عانت من شح الوقود لأسباب أمنية بحتة.
مواجهة التهريب
وأكد أنه اطلع على الخطط "الجادة والفعالة" التي أعدتها المؤسسة الوطنية للنفط لمواجهة عمليات التهريب وتأمين الوقود للمناطق الجنوبية، مشيرًا إلى أنه سيتم الإفصاح عنها في حينه.
فيما أكد رئيس مجلس إدارة المؤسسة المكلف أن شركة البريقة والتي تعد من كبرى الشركات الوطنية المملوكة للمؤسسة الوطنية للنفط عانت من الظروف التي مرت بها البلاد الأعوام الماضية، وتأمل من الحكومة مزيدًا من الدعم لصيانة وإعادة بناء مستودعاتها في كافة أرجاء البلاد.
وشهد قطاع النفط في ليبيا في الربع الأخير من العام 2020 نشاطا غير مسبوق بعد سماح القيادة العامة للجيش الليبي بإعادة الإنتاج والتصدير 17 سبتمبر/أيلول الماضي.
مراحل التهريب
وكانت مصادر كشفت في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية" عن مراحل تهريب الوقود في الجنوب الليبي، والتي تبدأ من منطقة القريات نقطة الاستلام حتى الوصول لمحطات الاتجار غير الشرعية في وادي الشاطئ ومنها إلى مدينة سبها عن طريق منطقة زلاف الرملية التي تقع بين وادي الشاطئ وسبها.
كما ذكرت المصادر أن أحد أسباب ارتفاع أسعار المحروقات في الجنوب الليبي هو الاتجار به للمرتزقة التشاديين المنقبين عن الذهب في مناطق العوينات ومناطق حوض مرزق في أقصى الجنوب الشرقي والغربي من البلاد.
750 مليون دولار خسائر
وأكدت المصادر أن طريقة النقل للمنقبين المرتزقة تتم من وادي الشاطئ وسبها في براميل تقدر سعتها بـ60 لترا بسعر يتجاوز 100 دولار أمريكي في شحنات شبه يومية في آليات نقل صحراوية.
وتقدر المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا خسائر الاقتصاد الليبي جراء التهريب المنظم للوقود بأكثر من 750 مليون دولار سنويا، بالإضافة إلى الضرر المجتمعي الذي خلفه هذا السلوك غير الشرعي، الذي لم يقتصر على الخسائر على المستوى المادي فقط، بل تسبب في فقدان احترام سيادة القانون وهو ما يشكل خطورة كبيرة، بحسب بيان سابق للمؤسسة.