نهب الوقود الليبي تحت سطوة المليشيات.. تجارة رائجة وأزمة معيشية
تعاني مدينة الزاوية الواقعة غرب ليبيا من انتشار كثيف لعصابات تهريب الوقود بالتعاون مع المليشيات التي تسيطر على المنطقة.
وقالت مصادر لـ"العين الإخبارية"، إن عصابات تهريب الوقود والاتجار غير المشروع في النفط تنشط بشكل كبير في مدينة الزاوية والعديد من المدن الأخرى، بالتعاون مع المليشيات التي تسيطر على المنطقة، خاصة مع تصدر عدد من المطلوبين بهذه التهم مناصب أمنية قيادية هناك.
في الوقت نفسه، أشارت المصادر إلى النقص الحاد في المحروقات بالمحطات الرسمية بالمدينة النفطية، ما يضاعف الأزمات المعيشية هناك.
وأضافت المصادر أن العصابات النشطة تبيع الوقود بأسعار عالية مستغلة حاجة المواطنين والانقطاعات المستمرة في الكهرباء، ليصل سعر اللتر الواحد إلى 12 دينارا، في بلد يعد من أكبر منتجي النفط في العالم.
ويبلغ إنتاج ليبيا من النفط الخام يوميا قرابة 1.2 مليون برميل يوميا، وفق رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله.
ونشبت حرب بيانات بين اثنين من رجال السراج، أحدهما بيده اقتصاد ليبيا ومفتاح ثرواتها وهو رئيس مؤسسة النفط مصطفى صنع الله، والآخر الصديق الكبير محافظ مصرف ليبيا المركزي بطرابلس.
حرب البيانات التي استعرت بين الطرفين، كشفت عن حجم الفساد الذي استشرى في المؤسسات التي تقع تحت حكم السراج، وأشارت إلى اختفاء أموال -لم يعرف مصيرها بعد-، حصيلة بيع النفط الليبي، ما يستوجب المساءلة القانونية.
وفي 17 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر استئناف تصدير النفط، شرط عدم استخدامه لتمويل الإرهاب.
وكان الجيش الليبي طالب بوضع آلية واضحة وشفّافة تضمن التوزيع العادل لعوائد النفط على كل الشعب والأقاليم وعدم ذهابها لدعم المليشيات المسلحة والمرتزقة السوريين.
كما طالب بفتح حساب خاص بإحدى الدول تودع به عوائد النفط مع آلية واضحة للتوزيع العادل لهذه العوائد، على كافة الشعب الليبي بكل مدن وأقاليم البلاد وبضمانات دولية، مع ضرورة مراجعة حسابات مصرف ليبيا المركزي بطرابلس.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط عن أن إيرادات ليبيا من بيع النفط بلغت أكثر من 700 مليون دولار خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأوضحت المؤسسة أن صادرات النفط الخام والغاز والمكثفات والمنتجات النفطية والبتروكيماويات لشهر نوفمبر/تشرين الثاني بلغت 700.5 مليون دولار أمريكي، مرتفعة نحو 204% عن أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأعفت مجموعة "أوبك+" المصدرة للنفط، ليبيا من المشاركة في التخفيضات التي أقرتها العام الجاري، بسبب الظروف التي تمر بها.
aXA6IDMuMTQyLjIwMC4yNDcg جزيرة ام اند امز