"التصفية الجسدية" سلاح الحوثي للتخلص من حلفائه
خلال الأيام الماضية أقدم الحوثيون على تصفية 3 من مشايخ القبائل، كانوا من أبرز الشخصيات الموالية لهم.
تزايدت وتيرة الانقسامات داخل صفوف مليشيا الحوثي، ويوماً بعد آخر، يكشف الانقلابيون عن وجههم الحقيقي المستند إلى التبعية العقائدية لولاية الفقيه، وأحقية السلالة بالحكم دون سواها.
وانتقل مسلسل الصراع المتفاقم داخل أروقة المليشيا الانقلابية من مرحلة الإقصاء والتهميش لمن كانوا حلفاء الأمس من الزعماء القبليين، إلى مرحلة التصفية الجسدية الغامضة.
وخلال الأيام الماضية، أقدمت المليشيا على تصفية 3 من مشايخ القبائل كانوا من أبرز الشخصيات المتعاونة معها، فضلاً عن تدبير اغتيالات غامضة ضد من كانوا يعرفون بـ"الحلفاء المخلصين".
الشيخ سلطان الوروري
أبرز الزعماء القبليين الذين قامت المليشيا بتصفيتهم مؤخراً هو الشيخ سلطان الوروري المنحدر من قبيلة حاشد بمحافظة عمران شمالي صنعاء.
ويُعد الوروري والمكنى "أبومزاحم"، مهندس سقوط محافظة عمران بيد الحوثيين، والتي كانت المفتاح لسقوط العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات أثناء الانقلاب على السلطة أواخر عام 2014.
وقالت مصادر قبلية لـ"العين الإخبارية" إنه "تم استدراج الشيخ الوروري من منزله عبر مشرف حوثي؛ للخروج والحديث في قضية قبلية عالقة، وأثناء مرورهم بالطريق خارج قريته قاموا بقتله ورمي جثته في العراء".
وتضيف المصادر أن أولئك العناصر الحوثية تتبع ما يسمى بجهاز الأمن الوقائي التابع للمليشيا، وأن السبب في تصفيته هو "عقابه بسبب خلاف نشب بينه وبين قيادات حوثية أثناء توسطه للإفراج عن أحد المعتقلين من أبناء منطقته".
وقوبلت الحادثة بتنديد واسع في الأوساط اليمنية، فيما اعتبرها وزير الإعلام معمر الإرياني بأنها تأكيد لـ"دموية المليشيا الحوثية ومنهجيتها القائمة على الغدر والخيانة والنكث بالعهود والمواثيق".
ولم تكن هذه هي الحادثة الأولى للحوثيين ضد مشايخ محافظة عمران؛ حيث سبق للانقلابيين تصفية الشيخ أحمد سالم السكني، عضو المجلس المحلي بمديرية ريدة، والذي قُتل برصاص مشرف حوثي في منطقة صرف بالعاصمة صنعاء، مطلع أبريل/نيسان الماضي.
القيادي أبوسراج
في ظل نهج المليشيا الجديد القائم على تصفية حلفائهم من المشايخ، أقدم أحد القيادات الحوثية بصنعاء على تصفية قيادي آخر يدعى محمد المطري، وهو أحد مشايخ بني مطر، الواقعة في ضواحي صنعاء، وممن قاتلوا معهم أثناء اقتحامهم العاصمة.
وحسب مصادر قبلية، فقد قتل القيادي المطري المكنى "أبوسراج" برصاص قيادي حوثي مقرب من زعيم الجماعة يدعى "أبوالزهراء"، وينحدر من محافظة صعدة، وأن السبب يعود إلى خلافات مالية نتيجة عمليات بيع المشتقات النفطية في السوق السوداء.
صراع محتدم في إب
محافظة إب هي الأخرى، شهدت الأيام الماضية تصفية الشيخ جلال محسن منصور، نتيجة خلافات بين قيادات قدمت من صعدة، ممن يسمون بالمشرفين الأمنيين.
وكانت المحافظة قد شهدت الشهر الفائت حرباً وتناحراً بين قيادات حوثية، استمرت أربع ساعات متواصلة، نتج عنها مقتل القيادي إسماعيل سفيان، أحد وجهاء محافظة إب الموالين للمليشيا.
كما نتج عن تلك المواجهات، تغيير مدير الأمن، عبدالحافظ السقاف، على خلفية اتهامات متبادلة وانقسامات بين أجنحة متصارعة داخل صفوف المليشيا، ليستمر التوتر حتى الآن.
تدمير القبيلة اليمنية
اعتبرت مصادر قبلية في محافظة عمران، تصاعد عمليات التصفية داخل صفوف الحوثيين، بأنه توجه لدى المليشيا للتخلص ممن يوصفون بـ"الأوراق المحروقة"، من حلفائها داخل القبائل.
وقال مصدر قبلي، طلب عدم الكشف عن هويته لـ"العين الإخبارية"، إن "الكثيرين حذروا المشايخ الذين سارعوا لموالاة الحوثي ودعموه بالمقاتلين، والتنبيه من خطورة مشروع الانقلابيين السلالي والطائفي، وها هم اليوم للأسف يجنون ثمن خيانتهم للوطن".
وأضاف "المليشيا تعمل الآن على تدمير هوية القبلية اليمنية ونزع سلطة المشايخ، واستبدالهم بما يسمى بالمشرفين، كون المشايخ وإن كانوا موالين لهم، إلا أنهم لا ينتمون سلالياً وعقائدياً للجماعة".
وأشار المصدر إلى أن عشرات القبائل اليمنيين باتت تدرك جيدا خطورة وصلف الحوثيين، لكنها ما زالت مشتتة، وبحاجة إلى قيادة وتوجه حكومي لملمتها، وحينها ستهب القبائل مجتمعة للانتفاض في وجه المشروع العنصري الحوثي.