انطلاق فعاليات إعلان "الشراكة الصناعية" بين الإمارات والأردن ومصر
انطلقت صباح الأحد، فعاليات مؤتمر إعلان "الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة" بين الإمارات والأردن ومصر.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات، أن الشراكة الصناعية التكاملية مع الأردن ومصر تستهدف تقديم نموذجا جديدا مع الأصدقاء في العالم العربي والعالم.
- سلطان الجابر: "القابضة ADQ" تخصص 10 مليارات دولار للاستثمار في مشروعات "الشراكة الصناعية التكاملية"
- الأردن: الشراكة مع الإمارات ومصر تعزز قدرتنا على مجابهة التحديات
كما شدد على الترحيب "بكل من لديه الرغبة للمشاركة في هذه الشراكات الاستراتيجية".
وقال الدكتور سلطان الجابر إنه تماشياً مع توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، ستخصص القابضة ADQ صندوقا استثماريا بقيمة 10 مليارات دولار للاستثمار في المشاريع المنبثقة عن هذه الشراكة في القطاعات المتفق عليها.
وقال الجابر إن دولة الإمارات تمتلك علاقات أخوية تاريخية على كل المستويات وفي جميع القطاعات مع الأردن ومصر.
ولفت إلى أن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات حريصة على تطوير هذه العلاقات بشكل مستمر، وتمكينها لتعزيز التنمية المستدامة في الدول الثلاث، ولضمان الأمن والأمان والاستقرار والازدهار.
وتابع: "يعد القطاع الصناعي عنصرا أساسيا للنمو في ضوء الإمكانات التي تمتلكها دولنا في هذا المجال".
وأضاف: "نتطلع من خلال هذه الشراكة إلى تقديم نموذج جديد للتكامل والتعاون وللشراكات النوعية مع الأشقاء في العالم العربي والأصدقاء في مختلف دول العالم".
وقال: "ستؤدي هذه الشراكة الطموحة إلى إتاحة فرص صناعية ذات قيمة اقتصادية مضافة تقدر بمليارات الدولارات وتطوير المشاريع الصناعية المشتركة في المستقبل".
من جهته، أشاد رئيس الوزراء الأردني الدكتور بشر الخصاونة بالشراكة الصناعية مع دولة الإمارات ومصر، مشيرا إلى أنها ستجابه التحديات الحالية.
وقال الخصاونة في كلمته بالمؤتمر، إن التحديات العالمية متزايدة ولكن القدرات في الإمارات والأردن ومصر متنامية وقادرة على مجابهة التحديات.
وتابع: "من شأن هذه الشراكة أن تسد ثغرات في الدول الثلاث"، داعيا إلى إبرام شراكات بين رجال الأعمال في الإمارات والأردن ومصر.
وقال الخصاونة إن الاجتماع الثلاثي الأردني الإماراتي المصري يجسد عمق الشراكة وتميز العلاقات بين دولنا وشعوبنا.
وتابع: "لقاءات قادة الأردن والإمارات ومصر توجهنا إلى أهمية العمل التكاملي بين الدول الثلاث على مختلف الصعد، خصوصاً الصعيدين السّياسي والاقتصادي".
وأضاف: "القطاع الصناعي في الأردن يشهد تطوراً متسارعاً وجاذباً للاستثمارات، ويساهم حالياً فيما يقارب 24% من الناتج المحلي الإجمالي".
ولفت إلى أن القطاع الصناعي الأردني أثبت قدرات عالية خلال جائحة كورونا، ولعِب دوراً محوريَّاً في توفير احتياجات السوق المحلية في ظل تباطؤ حركة الشحن الدولية.
من ناحيته، توقع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري، أن تشهد بلاده نموا بنسبة 6.2% خلال العام المالي 2021-2022.
وقال مدبولي إن خطوة الشراكة الصناعية تمثل "نموذج ملهم" في المنطقة لاستغلال الظروف الدولية الحالية.
وأكد رئيس الوزراء أن توقيع وثيقة التعاون الثلاثي اليوم يمثل تجسيداً واقعياً، وتنفيذاً عمليـاً، لهدف هام ومحوري لنا جميعاً، وهو السعي لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي.
وأوضح أن هذا الهدف هو الذي كان حاضراً وبقوة في أذهان الآباء المؤسسين لجامعة الدول العربية منذ أربعينات القرن الماضي، حيث نصت المادة 2 فقرة " أ "من ميثاق الجامعة على أن " من أغراضها أن تتعاون الدول المشترِكةِ فيها تعاوناً وثيقاً في الشئون الاقتصادية والمالية، بما في ذلك التبادل التجاري، وأمور الزراعة والصناعة".
وأضاف أن هذه الخطوة تعد نموذجاً ملهماً لكيفية الاستغلال الأمثل للظروف الاقتصادية، والجيوسياسية، غير المواتية التي تسود العالم، وتحويل هذه الظروف من محنةٍ تُحْدِق بنا، إلى منحةٍ وفرصـة نسعى لاقتناصِها، ونتطلعُ من خلالها إلى تحقيق غاية لطالما عَـزَّ علينا إدراكُها على مدار عقود طويلة.
وأوضح رئيس الوزراء ان وثيقة التعاون الثلاثي التي سيتم توقيعها اليوم سوف ترفع سقفَ الآمال والطموحات، ليس فقط لدى شعوب دولنا الثلاث، وإنما أيضاً لدى كل الشعوب العربية التي تتطلع لأن ترى تكاملاً وتعاوناً اقتصادياً حقيقياً بين الأقطار العربية.. تعاونٌ يتناسب مع حقيقة أن سعى العـرب نحو الوحدة والتكامل، كان سابقاً ومتقدماً على مسعى باقي التكتلات الاقتصادية الكبرى التي تملأ الأفق في عالمنا المعاصر.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي خلال كلمته:" أُذكّر نفسي، وأُذَكـّر كل الأشقاء المسئولين عن تنفيذ وثيقة التعاون الثلاثي، بأن هناك الكثير من المجهود الشاق، والعمل الدؤوب وغير التقليدي الذي يتوجب علينا بذله خلال الفترة المقبلة، من أجل الإسراع في تنفيذ مشروعات المبادرة، تنفيذاً دقيقاً وفق جداول زمنية محددة، حتى تنمو وتزدهر وتكون كما أرادها وتمناها قادتنا في الدول الثلاث".
وأمس السبت، استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، كلاً من الدكتور بشر الخصاونة رئيس مجلس الوزراء الأردني، والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري، بمناسبة زيارتهما إلى دولة الإمارات للإعلان عن "الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة" بين دولة الإمارات الأردن ومصر التي ستعلن تفاصيلها اليوم الأحد.
وأشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان - خلال اللقاء الذي جرى في قصر الشاطئ - "بالشراكة الصناعية التكاملية" مؤكداً أنها خطوة رائدة ستعود بالخير والنماء على شعوب الدول الثلاث.. مشيراً إلى أن التغيرات التي يشهدها العالم تستدعي تعميق الشراكات الاقتصادية بين دول المنطقة العربية وابتكار صيغ جديدة للتعاون فيما بينها وتعزيز تكاملها واستثمار الميزات النوعية لكل دولة، بهدف تحقيق التنمية المستدامة وتقوية الاستجابة للتحديات المشتركة والأزمات العالمية وتوسيع الاعتماد على الذات خاصة في القطاعات الحيوية ذات الصلة بالأمن الوطني مثل الغذاء والصحة والطاقة والصناعة وغيرها.
من جانبهما، أكدا رئيسا وزراء الأردن ومصر حرص بلديهما على إنجاح الشراكة الصناعية التكاملية وتحقيقها لأهدافها المرجوة.