قلعتان وسوق ومسجد.. 4 معالم تروي تاريخ "طرابلس الشرق"
مدينة طرابلس في لبنان لعبت دورا محوريا خلال هيمنة دول عدة تناوبت على حكم المنطقة في فترات من التاريخ، حيث تركت كل حضارة بصمة أثرية فيها
بموقعها على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وبتاريخها الممتد لأكثر من 3 آلاف عام، كانت طرابلس الشرق في لبنان منارة التقت فيها الحضارات واجتمعت عندها الثقافات المختلفة والأعراق المتنوعة.
وتاريخيا لعبت طرابلس دورا محوريا خلال هيمنة دول عدة تناوبت على حكم المنطقة في فترات من التاريخ، وتركت كل حضارة مرت على طرابلس أثرا وبصمة تتجلى بمعلم تراثي أثري بات اليوم من أبرز معالمها وشاهدا على تاريخ المدينة العريق، ونستعرض فيما يلي بعضا من أهم تلك المعالم..
قلعة طرابلس
واحدة من أكبر قلاع لبنان وأقدمها، بدأ بناؤها عام 636 ميلادية على يد سفيان بن مجيب الأزدي، وتم تعزيزها بحصن عام 1103 أما عام 1307 فتم تحويل الحصن إلى قلعة وأضيف لها مجموعة من الأبراج.
وتطل قلعة طرابلس على نهر قاديشا، وتتربع على منطقة مرتفعة من المدينة مطلة على معظم الأحياء والمناطق المجاورة لتكون ذات موقع محصن ومنيع.
قلعة المسيلحة
على صخرة شاهقة بُنيت قلعة المسيلحة لتكون أعجوبة معمارية تطل على نهر الجوز، يأخذك الطريق إليها برحلة عبر تفكير مصمميها، إذ بُنيت ليتم الدخول إليها من الجهة الغربية فقط بواسطة جسر قديم، بسبب استخداماتها فيما مضى لأغراض عسكرية ودفاعية.
القلعة طُبعت على ورقة النقد من فئة الـ25 ليرة، لأهميتها التاريخية ومكانتها كواحدة من أهم معالم لبنان الأثرية.
خان الخياطين
يعد من أقدم الأسواق في لبنان ويعكس حضارة المدينة وعراقتها، فرغم عدم وجود وثيقة تاريخية تحدد تاريخ بناء هذا الخان، لكن حسب مديرية الآثار في طرابلس، وعدد من المؤرخين من المرجح أن بناءه يعود للقرون الوسطى، كما تذكر روايات تاريخية أخرى ازدهار السوق خلال حكم الصليبيين، إذ بات محطة يبتاع منها الأمراء الهدايا والمنسوجات.
وتطور السوق في القرن الـ14 خلال عهد المماليك، الذين حرصوا على إيجاد خان خاص للخياطين في المدينة، إذ صُمم ليستوعب أكبر عدد من التجار والزوار.
الجامع المنصوري الكبير
يعد أكبر جوامع مدينة طرابلس، وسمي "المنصوري الكبير" نسبة لبانيه السلطان المملوكي قلاوون الملقب بالمنصور عام 1294، ويعد من أبرز معالم المدينة، إذ يمتد على مساحة إجمالية تقدر بـ3 آلاف متر مربع على مقربة من قلعة طرابلس الشامخة، ويتميز بطراز معماري يتجلى تفرده بالمأذنة المكونة من 4 طوابق، إضافة لعدد من القباب والقناطر، وكذلك محراب يتوسط الجدار الجنوبي على جانبيه عمودان رخاميان حُفرت فيهما زخرفة مميزة.